في وداع عام مضى بكل أفراحه وأتراحه واستقبال عام نرجو أن يكون أكثر جمالاً وسعادة، تبرز العديد من المظاهر والظواهر الرياضية والكروية بالتحديد، التي رسمت ملامح عام 2023 الذي كان عاماً استثنائياً لبعض الأندية واللاعبين، ويبرز نادي مانشستر سيتي في صدارة المشهد، بفضل الخماسية التاريخية بتتويجه بأهم خمسة ألقاب محلية وخارجية، في سابقة هي الأولى بالنسبة للفريق السماوي الذي تربع على عرش أندية العالم.
وسيظل العام المنتهي خالداً في ذاكرة عشاق مانشستر سيتي على أنه العام الذي هيمن فيه الفريق السماوي على كرة القدم المحلية بعد تتويجه بلقب الدوري الإنجليزي للمرة الخامسة في آخر ستة مواسم بالإضافة إلى فوزه بكأس الاتحاد الإنجليزي على حساب جاره اللدود مانشستر يونايتد في ديربي مدينة مانشستر، والتتويج بأول لقب له بدوري أبطال أوروبا بعد أن تفوق على بايرن ميونيخ وريال مدريد قبل أن يفوز على إنتر ميلان في النهائي، وواصل السيتي حصد الألقاب بالتتويج بلقب السوبر الأوروبي على حساب إشبيليه الإسباني، وجاء الفوز بكأس مونديال أندية العالم كختام مسك لعام سيبقى هو الأفضل في مسيرة النادي الذي ومنذ ظهوره الجديد على الساحة، نجح في تغيير موازين القوى وقلبها رأساً على عقب بعدما أصبح يتربع على قمة الهرم الأوروبي والعالمي بسجل من الألقاب لا يعرف النهاية مصحوباً بأرقام قياسية من جولة لأخرى ومن بطولة لأخرى يعجز حصرها.
في جميع دوريات العالم هناك قواعد ثابتة لا تتغير وهناك متغيرات يمكن توقعها، إلا في الدوري الإنجليزي الذي لا مكان فيه للقواعد لأنه باختصار قائم على المتناقضات، وإذا كان البعض يرى أن ذلك يمثل جانباً سلبياً فأن الغالبية العظمى ترى العكس، ولهذا أصبح للدوري الإنجليزي خصوصية يتفرد بها عن غيره من البطولات، لدرجة أصبح الدوري الأجمل والأغرب والأكثر إثارة من بين جميع الدوريات الكبرى الأخرى، فضلاً عن صعوبته وقسوته التي تجعل من اللاعبين عند وصولهم لخط النهاية وكأنهم في سباق ماراثون ليس له خط للنهاية، ومسمى أعظم دوري في العالم لم يأت من فراغ بل من خلال المعطيات والأرقام.
ونحن نودع عاماً مضى ونستقبل آخر جديداً لا نملك إلا أن نرجو الله بأن يكون 2024 عام خير وبركة وازدهار للوطن وللقيادة، عام تواصل فيه إماراتنا طريقها نحو قمة المجد بإذن الله، وكل عام وإماراتنا وقيادتنا بخير وعزٍّ ورفعة.
