عادي

هل يقود تصعيد الهجمات بين إسرائيل وحزب الله إلى مواجهة شاملة؟

21:29 مساء
قراءة 3 دقائق
هل يقود تصعيد الهجمات بين إسرائيل وحزب الله إلى مواجهة شاملة؟

بيروت- أ.ف.ب

اتخذت حرب الاستنزاف بين حزب الله والجيش الإسرائيلي منحى خطيراً هذا الأسبوع، مع شنّ الأخير غارات في العمق اللبناني، ما يثير تساؤلات حيال إمكانية تحول تبادل إطلاق النار المستمر منذ أشهر إلى مواجهة أوسع.

ورغم التهديدات الثنائية بتوسيع الجبهة وهشاشة الوضع الميداني، إلا أنه لا مصلحة للطرفين بعد نحو خمسة أشهر من الأعمال العدائية، في إشعال نزاع إقليمي، وفق محللين.

ماذا عن الوضع الميداني؟

غداة بدء الحرب بين إسرائيل وفصائل فلسطينية في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، بدأ حزب الله استهداف مواقع إسرائيلية من جنوب لبنان دعماً لغزة و«إسناداً لمقاومتها». ويردّ الجيش الإسرائيلي بقصف جوي ومدفعي يقول إنه يستهدف «بنى تحتية» للحزب وتحركات مقاتلين قرب الحدود.

وباستثناء غارة طالت قيادياً من حركة حماس في الضاحية الجنوبية لبيروت، كانت الضربات الإسرائيلية قد اقتصرت منذ بدء التصعيد على مناطق حدودية أو في عمق الجنوب. لكنّها طالت الاثنين لأول مرة محيط مدينة بعلبك، معقل حزب الله الرئيسي في شرق البلاد، التي تبعد نحو مئة كيلومتر من الحدود مع إسرائيل.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف منظومة دفاع جوي تابعة للحزب، رداً على إسقاط الأخير مسيرة إسرائيلية من نوع «هيرمس 450».

ويقول الخبير العسكري اللبناني هشام جابر: صحيح أنّ الضربات الإسرائيلية توسّعت، لكن حزب الله لم يضرب عملياً بعد في عمق الداخل الاسرائيلي حتى لو قصفت إسرائيل أقصى البقاع.

ورغم استهدافه بعشرات الصواريخ قاعدتين إسرائيليتين في شمال إسرائيل وهضبة الجولان رداً على استهداف بعلبك، إلا أن حزب الله يفضّل استمرار حرب الاستنزاف القائمة مع إسرائيل، ويحرص على ألا يكون من يبدأ في فتح جبهة واسعة.

ويتبادل طرفا النزاع التهديدات بتوسيع نطاق الحرب.

وهددت إسرائيل، الأحد، على لسان وزير الدفاع يوآف غالانت بأن العمليات ضد حزب الله لن تتوقف، حتى وإن تم التوصل لاتفاق في غزة.

ويرى جابر وهو عميد متقاعد من الجيش اللبناني أنّ «حزب الله يتعامل حتى الآن وفق ميزان الصائغ»، وهو «لم يستخدم إلا عشرة في المئة من ترسانته بما فيها الصواريخ الدقيقة وصواريخ أرض-بحر». في المقابل، تركز إسرائيل ضرباتها على «قادة من الدرجة الثالثة في الحزب ومسؤولين عن إطلاق الصواريخ» نحوها.

هل من مواجهة شاملة؟

رغم أن الاحتمال مستبعد، إلا أنه ليس بإمكان أحد أن يجزم أنه ما من حرب واسعة مقبلة، وفق جابر. ويعرب عن اعتقاده بأن حزب الله لا يريد حرباً واسعة تشعل المنطقة.

لكن من شأن أي ضربة غير محسوبة أن تخلط الأوراق. في لبنان، قتل عشرة مدنيين في يوم واحد جراء ضربات إسرائيلية منتصف الشهر الحالي. وفي إسرائيل، ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن صاروخاً أطلقه حزب الله الاثنين، على هضبة الجولان سقط قرب حافلة مدرسية.

في مقال نشرته الصحيفة ذاتها، الثلاثاء، يقول المحلل الاسرائيلي آفي يسخاروف: «إذا كان يبدو أن الطرفين لا يريدان حقاً حرباً شاملة، إلا أن تبادل إطلاق النيران الاثنين يظهر مدى هشاشة الوضع في الشمال وكيف يمكن أن يتطور بسهولة الى تصعيد شامل».

ويعرب المحلل العسكري في موقع «والا» أمير بهبط عن اعتقاده بأن الواقع الأمني أبعد ما يكون عن تصعيد لا يمكن السيطرة عليه. ويضيف: «الوضح تحت السيطرة من قبل المعسكرين اللذين يسيران على رؤوس أقدامهما رغم رائحة المتفجرات في الهواء».

ماذا عن الحلول الدبلوماسية؟

وتسود خشية محلية ودولية من توسّع تبادل القصف عبر الحدود الى مواجهة واسعة بين حزب الله وإسرائيل اللذين خاضا حرباً مدمرة في صيف 2006. ويزور بيروت وتل أبيب منذ أسابيع مسؤولون غربيون يحضّون على ضبط النفس والدفع باتجاه إيجاد حلول دبلوماسية.

وحملت فرنسا الشهر الماضي الى البلدين مبادرة تنص، وفق مصدر دبلوماسي فرنسي، على التطبيق الكامل للقرار الدولي 1701 الذي أنهى حرباً مدمرة بين الطرفين صيف 2006، ويحظر أي انتشار مسلح في المنطقة الحدودية خارج إطار قوات الجيش اللبناني وقوة «يونيفيل».

وتتضمن المبادرة انسحاب مقاتلي حزب الله وحلفائه لمسافة تصل إلى 12 كليومتراً عن الحدود، مقابل وقف الخروقات الجوية الإسرائيلية، إضافة الى تشكيل لجنة رباعية (فرنسا والولايات المتحدة وإسرائيل ولبنان) من أجل مراقبة وقف الأعمال العدائية.

ويدرس المسؤولون في بيروت، وفق مصدر حكومي، هذه المبادرة، وإن كانوا يعلقون آمالاً أكبر على اقتراحات يعمل عليها موفدون أمريكيون تتضمن خطة شاملة للمنطقة في حال وقف الحرب في غزة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/5dj4fjnb

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"