الشارقة: عائشة خمبول الظهوري
عندما يتغذى النحل على حبوب لقاح زهور «الرودودندرون»، المنتشرة في العديد من دول العالم منها نيبال وتركيا ونيوزيلاندا، يكون العسل الناتج يمكن أن يسبب «الهلوسة»، ويسمى بالعسل المجنون، وهو ذو طعم مر ولون محمر، والأهم من ذلك، أن بعض أنواع الرودودندرون، من بينها الأصفر، وبونتيكوم، تحتوي على سموم جرايانوتوكسين، والتي يمكن أن تسبب تفاعلات فسيولوجية مثيرة في البشر والحيوانات، اعتماداً على الكمية التي يستهلكها الشخص، يمكن أن تتراوح ردود الفعل من الهلوسة وبطء ضربات القلب إلى الشلل المؤقت وفقدان الوعي.
ولم يتم تسجيل وفيات حديثة بسبب تناول العسل المجنون، ولكن بما أن نباتات الرودودندرون، تزدهر على ارتفاعات عالية، وبما أن النحل غالباً ما يعشش على المنحدرات الشديدة، فقد يكون جمع العسل أكثر خطورة من استهلاكه، ففي نيبال يقوم صيادو العسل بالتسلق العمودي الخطير بينما يتحملون لسعات النحل الهائلة لجني العسل المجنون.
تناول العسل يمكن أن يكون مغامرة غير سارة أيضاً، إذ إحدى أقدم الروايات عن العسل المجنون، والتي جاءت من زينوفون الأثيني، وهو أحد تلاميذ سقراط، تصف مجموعة من الجنود اليونانيين في عام 401 قبل الميلاد عبر تركيا، وبعد تناول العسل المسروق من خلايا النحل على طول الطريق، أصابهم القيء والإسهال، وأصبحوا مشوشين ولم يعد بإمكانهم الوقوف، ولكن كما روى فون براينت، خبير العسل وأستاذ الأنثروبولوجيا، كانوا بخير في اليوم التالي، كما يصف المستهلكون المعاصرون تأثيرات مماثلة من الإفراط في تناول العسل المجنون.
العسل المجنون له استخدامات أخرى، إذ تعد كلاً من تركيا ونيبال، مركزاً لإنتاج العسل المجنون، ويزرعان العسل تقليدياً كدواء، واليوم، يوصف بأنه يخفف من ارتفاع ضغط الدم، ويوفر دفعة من الطاقة ونتيجة لذلك، يعتبر العسل المجنون من بين أغلى أنواع العسل في العالم، ويباع الرطل بمبلغ يتراوح بين 60 إلى 80 دولاراً في الأسواق السوداء في بعض الدول الآسيوية.
