عادي

بدون «تراويح».. غزة تستقبل رمضان بقصف وجوع

01:19 صباحا
قراءة 4 دقائق
غزة - أ ف ب
لم يهدأ القتال ولا القصف المدفعي والغارات الجوية في اليوم الأول من شهر رمضان الاثنين، في قطاع غزة، حيث تتفاقم الأزمة الإنسانية التي قد تودي بغالبية السكان إلى المجاعة، فيما سيُحرم سكان القطاع من صلاة التراويح بعد تدمير أغلب المساجد فيه.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الاثنين إلى «إسكات الأسلحة» في غزة. وقال: «حتى مع بداية شهر رمضان، يستمر القتل والقصف وإراقة الدماء في غزة».
وقال عوني الكيال (50 عاماً) النازح في مدينة رفح في أقصى جنوب القطاع المحاصر: «بدأ رمضان حزيناً ومتشحاً بالسواد وطعم الموت والدم وأصوات الانفجارات والقصف. سمعت صوت المسحراتي، وهو شاب متطوّع يجول بين الخيم، واستيقظت في خيمتي البسيطة، وصرت أبكي على حالنا». وأضاف: «فجأة سمعت دوي القصف. ضربوا بيتاً في حي الجنينة، ورأيت سيارات الإسعاف تنقل شهداء وجرحى».
وقالت وزارة الصحة في القطاع، إن غارة استهدفت وقت السحور منزل عائلة بركات في حي الجنينة برفح وخلّفت أربعة قتلى بينهم ثلاث نساء وعدد من الجرحى.
وصباح اليوم السابع والخمسين بعد المئة للحرب، أفادت وزارة الصحة في القطاع بسقوط 67 قتيلاً و106 جرحى خلال الساعات الـ24 الماضية. وقالت الوزارة إن ضحايا ما زالوا تحت الركام وفي الطرق، واتهمت الجيش الإسرائيلي بمنع طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إليهم.
وارتفعت حصيلة الحرب منذ خمسة أشهر في قطاع غزة إلى 31112 قتيلاً و72760 جريحاً، 72% منهم من الأطفال والنساء.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو شكّك الأحد في مقابلة مع صحيفة «بيلد» الألمانية، في حصيلة القتلى المدنيين في غزة. وقال إن العدد «ليس 30 ألفاً ولا حتى 20 ألفاً، وهو أقلّ من ذلك كثيراً»، قائلاً إن الجيش قتل «ما لا يقلّ عن 13 ألف» مقاتل.
- الخطوط الحمراء
ورغم دعوات وقف الحرب تتمسّك إسرائيل بخطتها لمهاجمة رفح، حيث يتكدّس 1.5 مليون من النازحين في ظروف كارثية.
وقال نتنياهو في مقابلة مع صحيفة «بوليتيكو»: «سنذهب إلى هناك، لن نتركهم. أنا لديّ خطّ أحمر. هل تعرفون ما هو؟ هو ألا يتكرّر السابع من أكتوبر أبداً».
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن اعتبر الأسبوع الماضي أنّ من حقّ نتنياهو «الدفاع عن إسرائيل ومواصلة مهاجمة حماس. لكن يجب أن يكون أكثر حذراً حيال الأرواح البريئة التي تزهق بسبب الإجراءات المتّخذة»، مضيفاً «في رأيي هذا يضرّ إسرائيل أكثر ممّا ينفعها».
وسُئل بايدن خلال مقابلة مع «إم إس إن بي سي» ما إذا كان هجوم إسرائيلي واسع النطاق في رفح سيُشكّل «خطّاً أحمر» على إسرائيل ألا تتجاوزه، فقال: «هذا خطّ أحمر لكنّ لن أتخلّى عن إسرائيل أبداً».
- منفتحة على التفاوض
وبعد فشل مفاوضات التهدئة اتهمت إسرائيل حماس «بالتشبّث بمواقفها، وعدم إبداء اهتمام بالتوصل لاتفاق، وبالسعي إلى إشعال المنطقة خلال رمضان». وفي المقابل، حمّل رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية، إسرائيل مسؤولية الفشل. وقال في كلمة تلفزيونية: «أي اتفاق يجب أن يكون شاملاً وبضمانات دولية. إذا تسلّمنا من الإخوة الوسطاء موقفاً واضحاً من الاحتلال بالتزامه الانسحاب ووقف العدوان وعودة النازحين فنحن جاهزون لاستكمال حلقات الاتفاق، وأن نبدي مرونة في قضية التبادل».
وقال مصدر مطّلع على المفاوضات التي تشارك فيها الولايات المتحدة ومصر وقطر كجهات وسيطة إنه «سيتمّ تسريع الجهود الدبلوماسية في الأيام العشرة المقبلة» بهدف محاولة التوصل إلى اتفاق خلال النصف الأول من رمضان.
وهنأ وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت المسلمين في فيديو نشره على تطبيق «تليغرام»، بحلول شهر رمضان. وقال بالعبرية: «إسرائيل تحترم حرية العبادة في المسجد الأقصى والأماكن المقدسة».
- «لا شيء على الفطور» -
وأعلنت الهيئة العامة للمعابر والحدود في غزة الإفراج عن «56 أسيراً» كان الجيش الإسرائيلي اعتقلهم «خلال الأسابيع الماضية، وتظهر عليهم آثار تعذيب».
وفيما يخيّم شبح المجاعة الوشيكة على القطاع المحاصر الذي يعاني سكانه نقص الماء والطعام والوقود، أعلنت وزارة الصحة بالقطاع أن عدد الذين توفوا نتيجة سوء التغذية والجفاف ارتفع إلى 25.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة أشرف القدرة: «عشرات الأطفال يتوفون أسبوعياً بسبب سوء التغذية والجفاف دون أن يصلوا المستشفيات».
وقال جمال الخطيب في رفح «لا يوجد أصلاً طعام، فكيف سنفطر في رمضان؟ كيف سنفرح ولا مأوى ولا كهرباء ولا ماء؟ والأسوأ لا شيء على مائدة السحور أو الفطور في خيام النازحين المنكوبين».
وسيُحرم «مئات آلاف» الفلسطينيين من أداء صلاة التراويح، بحسب وزارة الأوقاف في غزة، بعدما تم استهداف أكثر من 500 مسجد، بينها 220 مسجداً هدمها بشكل كلي، و290 مسجداً بشكل جزئي وصارت غير صالحة للصلاة.
في الأثناء، تشارك دول يومياً منذ أسابيع بإلقاء طرود غذائية ومساعدات طبية على غزة بالمظلات.
لكنّ الأمم المتحدة ترى أنّ عمليات إلقاء المساعدات جواً وإرسال المساعدات من طريق البحر لا يمكن أن تحلّ محلّ الطريق البرّي.
وتحذّر الأمم المتحدة من أن 2.2 مليون شخص من سكّان القطاع البالغ عددهم 2.4 مليون مهدّدون بالمجاعة. ونزح 1.7 مليون من السكان بسبب الحرب. وفي إطار الممرّ البحري الإنساني الذي يعمل الاتحاد الأوروبي على تجهيزه بمساندة دول عربية، ما زالت أوّل سفينة محمّلة بالمساعدات تنتظر في قبرص للإبحار نحو غزة.
وقالت منظمة «أوبن آرمز» غير الحكومية التي تشرف على العملية إن سفينتها ستقطر بارجة تحمل 200 طن من الأغذية، لكن لم تتمكن متحدثة باسمها من تأكيد موعد مغادرتها.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yc4f69cx

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"