إعداد: مصطفى الزعبي
أعطى بحث جديد صورة دقيقة عن أدمغة الأطفال الصغار النامية، وذلك باستخدام ماسح ضوئي للدماغ يمكن ارتداؤه لرسم خريطة لنشاط الدماغ الكهربائي، والجهاز يفتح إمكانات جديدة لتتبع كيفية دعم المعالم التنموية الحاسمة، مثل، المشي والتحدث من خلال تغيير وظائف المخ، وكيفية ظهور حالات النمو العصبي مثل، مرض التوحد.
واستخدم فريق البحث، بقيادة علماء من كلية الفيزياء وعلم الفلك بجامعة نوتنغهام، تصميماً جديداً للماسح الضوئي لتخطيط الدماغ المغناطيسي لقياس الفيزيولوجيا الكهربية للدماغ لدى الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم عامين.
وتعمل خلايا الدماغ وتتواصل عن طريق إنتاج تيارات كهربائية، وتولد هذه التيارات مجالات مغناطيسية صغيرة يمكن اكتشافها خارج الرأس، واستخدم الباحثون نظامهم الجديد لقياس هذه المجالات، والنمذجة الرياضية لتحويل تلك الحقول إلى صور عالية الدقة تظهر، بالميلي ثانية، أجزاء الدماغ التي تعمل عندما نقوم بالمهام.
ويعتمد ماسح الدماغ القابل للارتداء على التكنولوجيا الكمومية، ويستخدم أجهزة استشعار بحجم قطعة «ليجو» تدمج في خوذة خفيفة الوزن لقياس المجالات الناتجة عن نشاط الدماغ، ويعني التصميم الفريد، أن النظام يمكن تكييفه ليناسب أي فئة عمرية، من الأطفال الصغار إلى البالغين، ويمكن وضع أجهزة الاستشعار بالقرب من الرأس، ما يعزز جودة البيانات، ويسمح النظام أيضاً للأشخاص بالتحرك أثناء ارتدائه، ما يجعله مثالياً لمسح الأطفال الذين يجدون صعوبة في البقاء ثابتين في الماسحات الضوئية التقليدية.
وشارك 27 طفلاً (تتراوح أعمارهم بين 2 و13 عاماً) و26 شخصاً بالغاً (تتراوح أعمارهم بين 21 و34 عاماً) في الدراسة، التي فحصت مكوناً أساسياً في وظيفة الدماغ يسمى التذبذبات العصبية (موجات الدماغ). مناطق مختلفة من الدماغ مسؤولة عن جوانب مختلفة من السلوك والتذبذبات العصبية تعزز التواصل بين هذه المناطق، وقاس فريق البحث كيفية تغير هذا الاتصال مع تقدمنا في السن، وكيف تستخدم أدمغتنا دفعات قصيرة ومحددة من النشاط الكهربي لتثبيط شبكات مناطق الدماغ، وبالتالي التحكم في كيفية تفاعلنا مع المحفزات الحسية الواردة.