دبي: حمدي سعد
ينمو سوق الاتصالات عبر الأقمار الصناعية في الإمارات بمعدل سنوي مركب 7%، مع توقعات بوصول حجم السوق إلى نحو 1.23 مليار دولار بحلول عام 2029، وفقاً لتقرير صادر عن شركة «Mordor Intelligence» لأبحاث السوق.
ووفقاً لبيانات هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية، تشغل دولة الإمارات 9 أقمار اصطناعية توفر خدمات الاتصالات المتنقلة والثابتة والبث الفضائي والاستشعار عن بعد. وتدعم هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية «تدرا» الاتصالات الفضائية الساتلية بالتنسيق مع الجهات المعنية المحلية والدولية، فيما تشغل دولة الإمارات حالياً 9 أقمار صناعية، تغطي وتزود الخدمات في أكثر من 140 دولة.
تعتمد الإمارات على هذه الأقمار لتلبية احتياجات قطاع الاتصالات ودعم البنية التحتية الرقمية وتوفير الإنترنت الساتلي في المناطق النائية، بالإضافة إلى تزويد القطاعات الحكومية والخاصة بخدمات آمنة وفعالة. وتعد دولة الإمارات من الدول الرائدة في مجال الاتصالات الساتلية في المنطقة، وقد حققت تطوراً كبيراً من خلال عدة مشاريع وأقمار اصطناعية مخصصة للاتصالات الفضائية للمؤسسات والأفراد لاسيما في المناطق التي تفتقر إلى البنية التحتية الأرضية.
الاستثمار في الفضاء
وتجاوزت استثمارات دولة الإمارات في قطاع الأقمار الصناعية ال 22 مليار درهم «تشمل أنظمة الاتصالات واستكشاف الفضاء ونقل البيانات والبث وغيرها، وتحمل عملية دمج تقنية الأقمار الصناعية مع شبكات الجيل الخامس والسادس فرصاً استثمارية كبيرة لتعزيز خدمات الشبكات الأرضية، ما يؤدي إلى تحسين التغطية وتوفير بنية لاستخدامات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء.
عوامل النمو
وقال جميل قعوار، نائب رئيس شركة «آيس آي» في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ل«الخليج»: إن نمو سوق الاتصالات الفضائية في الإمارات مدفوع بارتفاع الطلب على شبكات الاتصالات الموثوقة وعالية السرعة، بالإضافة إلى التطورات المتسارعة في الصناعة وازدياد الطلب من مختلف القطاعات، خاصة قطاع النفط والغاز والمواقع غير المأهولة والبحري وتعتبر هذه البيئات مثالية للاستفادة من خدمات البيانات، ما يوفر إيرادات كبيرة لشركات الاتصالات وتقنية المعلومات.
أوضح قعوار أنه ومع تطلع الإمارات إلى تنويع اقتصادها بعيداً عن النفط، تستثمر الدولة بشكل كبير في اقتصاد«الفضاء الجديد»، لتطوير التقنيات والبنية التحتية. إن إطلاق القمر الصناعي للرادار ذي الفتحة التركيبية «سار» يعد إحدى الركائز الأساسية في هذه الجهود. ويتميز هذا الجيل المتطور من الأقمار بأنظمة رادار متقدمة قادرة على التقاط صور عالية الدقة للأرض، بغض النظر عن الظروف الجوية. كما أنها مفيدة بشكل خاص لمراقبة الفيضانات، والتوسع الحضري، أو الأنشطة المتعلقة بالبنية التحتية الوطنية.
جمع البيانات
وتابع: تتيح هذه الأقمار جمع بيانات مهمة تساعد في التخطيط لتوسيع الشبكات وتحسينها، بما في ذلك تحديد مواقع أبراج الهواتف الخلوية ومسارات الألياف الضوئية، تسهم الأقمار الصناعية المتخصصة في البحث والإنقاذ في جهود التعافي من الكوارث، ومساعدة المؤسسات على تقييم أضرار البنية التحتية للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بسرعة لاستعادة الخدمات وتقليل فترة التوقف.
مساهمة قوية
وقال قعوار: لعدة سنوات، اعتمدت الجهات الحكومية والشركات الخاصة على نظام الاتصالات عبر الأقمار الصناعية لتعزيز موثوقية الشبكات وتوسيع نطاق التغطية ودعم الخدمات الرقمية. ومع ظهور أقمار«سار»أصبح بإمكان شركات الاتصالات وتقنية المعلومات تحقيق المزيد من التطور. وعلى سبيل المثال، تعتبر مجموعة أقمار سار - SAR التابعة لشركة Space42، التي أُنشئت بعد اندماج شركتي«الياه سات» و«بيانات»، نموذجاً بارزاً، حيث تضم 7 أقمار صناعية وتُشكل هذه الأقمار الصناعية أساساً قوياً للجهات الحكومية والخاصة، بما فيها شركات الاتصالات وتقنية المعلومات، لتطوير خدمات جديدة ومبتكرة لعملائها، لاتخاذ قرارات مبنية على البيانات.
وأشار قعوار إلى أن خدمات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات عبر الأقمار الصناعية تعتبر ملائمة للأعمال التجارية، حيث تدعم على سبيل المثال شركات التأمين لمتابعة الخسائر من خلال حلول مراقبة الكوارث الطبيعية، حيث توفر بيانات شبه فورية عن المخاطر والأضرار كما يمكنها تحسين معالجة المطالبات من خلال تبني نهج سريع يشمل المدفوعات الطارئة والجزئية، ويُتوقع أن يشهد قطاع التأمين في الإمارات اعتماداً متزايداً على خدمات الذكاء الاصطناعي القائمة على الأقمار الصناعية في السنوات المقبلة.
وفي السياق قالت شركة «سوق الفضاء»: تشير الأبحاث التي أجراها مؤتمر الشرق الأوسط للفضاء إلى أن حجم القطاع في الشرق الأوسط يمكن أن يصل إلى نحو 75 مليار دولار العام 2032 فيما يتوقع المنتدى الاقتصادي العالمي أن ينمو حجم اقتصاد الفضاء العالمي من 630 مليار دولار 2023 إلى 1.8 تريليون دولار بحلول 2035.
وقال أليكس كريسنيوف، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «سوق الفضاء»: من المتوقع أن تصبح «سبيس 42» الإماراتية (Space42)، وهي عبارة عن اندماج بين شركة بيانات (Bayanat) و(Yahsat)، شركة رائدة في مجال تطوير الأقمار الصناعية المدعومة بالذكاء الاصطناعي.