«تجاوز».. دعوة لمواجهة استسلام العالم لانهيار المناخ

00:22 صباحا
قراءة دقيقتين
1

عن المؤلف

الصورة
أندرياس مالم وويم كارتون
أندرياس مالم وويم كارتون
أندرياس مالم، أستاذ علم البيئة البشرية في جامعة لوند في السويد، وهو مؤلف لعدة كتب في البيئة.
ويم كارتون، أستاذ مشارك في علم استدامة البيئة بجامعة لوند في السويد.

أصبحت أزمة المناخ اليوم تحدياً وجودياً يهدد مستقبل الكوكب والحياة البشرية، ومع تصاعد وتيرة الكوارث الطبيعية وبلوغ درجات الحرارة مستويات خطيرة، يزداد الضغط العالمي لاتخاذ إجراءات حاسمة وجذرية، لكن تظل التناقضات بين المصالح الاقتصادية والسياسات البيئية تعرقل الجهود اللازمة لمواجهة هذا الخطر.

في كتابهما «تجاوز: كيف استسلم العالم لانهيار المناخ»، يوجّه المؤلفان أندرياس مالم وويم كارتون نقداً لاذعاً للقوى التي دفعت العالم إلى ما وراء الحدود الحرجة لارتفاع درجات الحرارة العالمية.

يركز الكتاب على العتبة الحرجة التي حددها العلماء، وهي ارتفاع حرارة الأرض بمقدار درجة ونصف درجة مئوية مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية، لكن العالم رغم التزامه بتجنب هذا الارتفاع، يقترب بخطى ثابتة نحو تجاوزه، ويشير المؤلفان إلى أن هذا الارتفاع يمثل بداية الكارثة.

أصبحت فكرة «التجاوز» -أي السماح بتجاوز الحدود الآمنة لارتفاع درجات الحرارة مع وعود بتبريد الكوكب لاحقاً باستخدام تقنيات غير مثبتة علمياً- مقبولة تدريجياً كأمر واقع، ويتساءل المؤلفان: «كيف وصلت البشرية إلى هذا الاستسلام؟ .

يكشف الكتاب أن القوى الاقتصادية والسياسية، وعلى رأسها صناعة الوقود الأحفوري، تقف وراء هذا المصير المظلم؛ فهذه الصناعة تعيش اليوم أزهى عصور أرباحها، بينما تُضخ الأموال في مشاريع هائلة لبناء أنابيب جديدة ومنصات استخراج ومناجم، ومع ذلك فإن هذه البنية التحتية،  ستحتاج إلى التدمير إذا أرادت البشرية الحفاظ على فرصة العيش على كوكب صالح للسكن.

يناقش الكتاب التناقض الصارخ بين المصالح الرأسمالية الكبرى التي تدفع باتجاه استنزاف الكوكب، وبين معاناة الشعوب، خاصة الفئات الأكثر ضعفاً في دول الجنوب العالمي من الكرة الأرضية، التي تتحمل العبء الأكبر لتداعيات الأزمة المناخية؛ فبينما تستمر شركات الوقود الأحفوري في جني الأرباح، يصبح مستقبل الملايين على المحك، ويزداد التفاوت في تحمل آثار الكوارث.

يرفض المؤلفان فكرة الاستسلام ويحثان على المقاومة المستمرة، ويشيران إلى أن القبول الرسمي بالحرارة الزائدة لم يكن خياراً علمياً أو حتمياً، بل نتيجة مباشرة لرفض النظام العالمي اتخاذ قرارات جذرية للتحول إلى الطاقة النظيفة وإنهاء الاعتماد على الوقود الأحفوري، بدلاً من ذلك، تفضل الحكومات والشركات إدارة الأزمة بحدودها الحالية، معتمدة على وعود مستقبلية بتقنيات قد لا تُثبت فعاليتها أبداً.

يحث الكتاب القرّاء على التحرك، ويؤكّد أن النضال من أجل المناخ لا يزال ممكناً، لكنه يتطلب تغييرات جذرية وشجاعة سياسية تفتقدها القيادة العالمية الحالية، يقدم المؤلفان رؤية واقعية للأزمة المناخية الراهنة، لكنها لا تخلو من الأمل في قدرة المجتمعات على التغيير، ويُظهر الكتاب كيف أن استمرار السياسات الحالية يجعل الحرارة الزائدة «مقبولة»، بينما يحذر من العواقب الوخيمة لهذا القبول.

هذا الكتاب موجّه لكل من يهتم بمستقبل الكوكب، من ناشطين بيئيين وصناع قرار إلى القراء المهتمين بفهم الأسباب العميقة للأزمة المناخية، لما يقدمه من رؤية شاملة توضح أن الكارثة هي نتيجة لخيارات سياسية واقتصادية يمكن إعادة النظر فيها والعمل معاً للتخفيف من تأثيراتها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن المترجم

https://tinyurl.com/mpnh959r

كتب مشابهة

وولفجانج ستريك
آدم غرينفيلد
جُويا تشاتيرجي

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"

المزيد من الكتب والكتاب

سوني شيو-هينغ لو
1
ساندرو ميتزادرا وبريت نيلسون
1
هندريك سيمون
1
كلير فيرغيريو
1
ريتشارد يونغز