الرياض ـ (أ ف ب)
أعلنت واشنطن أن الولايات المتحدة وروسيا ستسمّيان فريقي تفاوض رفيعي المستوى من أجل رسم مسار لإنهاء النزاع في أوكرانيا، وذلك عقب اجتماع بين وفدين من القوتين العظميين في الرياض.
وعقد هذا الاجتماع على مستوى وزيري الخارجية، وكان الأبرز بين الطرفين منذ بدء بدء الحرب الروسية الأوكرانية مطلع عام 2022، وغابت عنه أطراف مثل كييف والأوروبيين.
وقرّر وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو ونظيره الروسي سيرغي لافروف بعد اجتماعهما في الرياض الثلاثاء، تعيين فرق للتفاوض على إنهاء الحرب في أوكرانيا، بحسب الخارجية الأمريكية.
وقالت المتحدثة باسمها تامي بروس إن روبيو ولافروف اتفقا على «تعيين فرق رفيعة المستوى للبدء في العمل على مسار لإنهاء الصراع في أوكرانيا في أقرب وقت ممكن بطريقة دائمة ومستدامة ومقبولة من جميع الأطراف».
وقال روبيو للصحفيين بعد الاجتماع إن «الهدف هو إنهاء هذا الصراع بطريقة عادلة ودائمة ومقبولة لجميع الأطراف المعنية»، لافتاً إلى أن على الاتحاد الأوروبي «الجلوس إلى الطاولة» في المحادثات بشأن أوكرانيا.
وأعرب الوزير الأمريكي عن «قناعته» بأنّ روسيا راغبة بالانخراط في «عملية جادة» لإنهاء الحرب.
الموقف الروسي
من جهته، قال لافروف «أعتقد أن المحادثة كانت مفيدة للغاية. لم نستمع فقط بل أنصتنا لبعضنا بعضاً، ولدي سبب للاعتقاد بأن الجانب الأمريكي فهم موقفنا بشكل أفضل».
وحددت روسيا بعضاً من شروطها لوضع حد للحرب التي تقترب من دخول عامها الثالث، مؤكدة أن وقف القتال غير ممكن من دون البحث في قضايا أمنية أوسع نطاقاً على مستوى أوروبا.
وجدد لافروف معارضة بلاده نشر دول حلف شمال الأطلسي الحليفة لأوكرانيا، أي قوات على أراضيها.
وقال للصحفيين إن «ظهور قوات من القوات المسلحة من دول حلف شمال الأطلسي، ولكن تحت علم أجنبي أو علم الاتحاد الأوروبي أو تحت أعلام وطنية، لا يغير شيئاً في هذا الصدد. هذا أمر غير مقبول بالنسبة إلينا بالطبع».
من جهته، شدد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف على أن «حلاً مستداماً وطويل الأمد مستحيل من دون أخذ القضايا الأمنية في القارة في الاعتبار بشكل شامل».
وأقر بأن لأوكرانيا «الحق» في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، لكن ليس حلف شمال الأطلسي (ناتو). وأوضح «الأمر مختلف تماماً عندما يتعلق الأمر بالقضايا الأمنية والتحالفات العسكرية. مقاربتنا مختلفة هنا ومعروفة جيداً».
وترغب روسيا منذ مدة في إعادة تنظيم البنية الأمنية في القارة الأوروبية وهي تدعو الناتو إلى سحب قواته من بلدان شرق أوروبا. ويرى الكرملين أن الحرب كان هدفها صد التهديد الوجودي الذي يمثله الحلف.
«من دون أوكرانيا»
وأكدت الخارجية الأمريكية أن الوزيرين اتفقا على وضع «آلية تشاور» لحلّ خلافات وتشكيل فرق «رفيعة المستوى» للتفاوض على إنهاء حرب أوكرانيا.
ولقي الاجتماع انتقاد الرئيس الأوكراني الذي يزور تركيا الثلاثاء. وقال زيلينسكي إن المحادثات «تُجرى بين ممثلين لروسيا وممثلين للولايات المتحدة، بشأن أوكرانيا، بشأن أوكرانيا مجدداً، ومن دون أوكرانيا».
ودعا إلى إجراء محادثات «عادلة» تشمل الاتحاد الأوروبي وبريطانيا وتركيا.
والمباحثات التي عقدت في الرياض كانت الأولى على هذا المستوى منذ بدء الحرب. وحضر حول طاولة الاجتماع وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان ومستشار الأمن القومي السعودي مساعد بن محمد العيبان، ومن الجانب الأمريكي روبيو ومستشار الأمن القومي مايك والتز والمبعوث الخاص لترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، ومن الجانب الروسي لافروف وأوشاكوف، في قصر الدرعية في شمال غرب الرياض.
وأتى الاجتماع بعد ثلاث سنوات من التجميد شبه الكامل للعلاقات، وقبل أسبوع من الذكرى الثالثة لبدء الحرب، في وقت شغلت مكالمة ترامب الهاتفية مع بوتين الأسبوع الماضي الوسط الدبلوماسي. وأعلن ترامب الأربعاء أنه سيعقد اجتماعه الأول مع بوتين في السعودية.
وأعربت الصين عن أملها في «مشاركة جميع الأطراف والجهات المعنية» في المحادثات الرامية لإنهاء الحرب في أوكرانيا «عندما يحين الأوان».
الموقف الأوروبي
وفي الفترة الأخيرة، زادت إدارة ترامب من انتقاداتها لحلفاء الولايات المتحدة الأوروبيين التقليديين.
واجتمع قادة الدول الأوروبية في باريس الاثنين لمناقشة استراتيجيتهم بشأن أوكرانيا، إلا أنهم عبّروا عن انقسامات أيضاً في شأن إرسال قوات حفظ سلام.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين الثلاثاء بعد اجتماع مع المبعوث الأمريكي الخاص لأوكرانيا كيث كيلوغ، إن الاتحاد الأوروبي يريد «التعاون» مع واشنطن من أجل سلام «عادل ودائم» في أوكرانيا.
جانب اقتصادي
وتطرقت المباحثات الأمريكية الروسية إلى الجانب الاقتصادي، علماً بأن واشنطن والأطراف الغربية تفرض عقوبات واسعة على موسكو على خلفية الحرب.
وأكد روبيو أن العلاقات بين واشنطن وموسكو يمكن أن تزدهر إذا انتهت الحرب في أوكرانيا. وقال للصحفيين «هناك فرص استثنائية للشراكة» مع روسيا، مضيفاً أن «المفتاح لفتح تلك الفرص هو إنهاء هذا الصراع».
وقال لافروف إن الوفدين أبديا «اهتماماً كبيراً» برفع «الحواجز» الاقتصادية خلال محادثاتهما الثلاثاء، في إشارة إلى العقوبات الغربية. وأوضح «كان هناك اهتمام كبير بإزالة الحواجز المصطنعة التي تعوق تطوير التعاون الاقتصادي ذي المنفعة المتبادلة» بين البلدين.
عادي
روسيا وأمريكا تعلنان خريطة طريق لإنهاء الحرب في أوكرانيا
18 فبراير 2025
20:19 مساء
قراءة
4
دقائق
قد يعجبك ايضا






