مع تفاقم التحديات العالمية المرتبطة بندرة المياه وتغير المناخ، يكتسب «اليوم العالمي للمياه» دوراً محورياً في ترسيخ الوعي بضرورة الحفاظ على هذا المورد الحيوي، واتخاذ إجراءات فعالة لمواجهة أزمة المياه العالمية. دفع ذلك دولة الإمارات العربية المتحدة إلى منح مسألة الأمن المائي أولوية استراتيجية، وترجمة ذلك إلى سياسات طموحة ومبادرات رائدة، يأتي في مقدمتها «مبادرة محمد بن زايد للماء»، والتي تجسد التزام الدولة الثابت بضمان استدامة الموارد المائية.
إن تحقيق الأمن المائي يتطلب جهوداً تكاملية تجمع بين كل من الأفراد والمؤسسات وصناع القرار، وهو ما تسعى إليه شركة الاتحاد للماء والكهرباء وتعمل على تحقيقه، من خلال حلول مبتكرة تركز على الحد من الهدر في المياه والحفاظ على الموارد.
وانطلاقاً من دورها كشريك استراتيجي، أطلقت الشركة مبادرات نوعية لدعم المزارعين عبر سياسات تسعيرية متوازنة، تهدف إلى تعزيز الاستدامة في الممارسات الزراعية، وتقليل الأعباء المالية، وضمان تحقيق وفورات مائية واقتصادية.
في يناير 2022، أعلنت الشركة عن مبادرة تخفيض تعرفة المياه للقطاع الزراعي، والتي أسهمت في تخفيف التكاليف التشغيلية لأكثر من 1300 مزارع، عبر تطبيق تعرفة مرنة تشمل ثلاث فئات استهلاكية، ما يعزز من قدرة المزارعين على تبني حلول ري أكثر كفاءة واستدامة.
ولم تقتصر مبادرات الشركة على خفض التعرفة فحسب، بل شملت أيضاً تسهيلات مالية، أبرزها إتاحة تقسيط رسوم توصيل المياه دون دفعة أولى، ما أفسح المجال أمام التوسع في الأنشطة الزراعية، دون قيود مالية مرهقة.
وتنفيذاً لمكرمة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لدعم أصحاب المزارع من مواطني الدولة، بدأت شركة الاتحاد للماء والكهرباء مع مطلع عام 2024 في تنفيذ آليات تخفيض تعرفة الكهرباء للقطاع، بحيث يتسع نطاق الاستفادة منها ليشمل جميع أصحاب المزارع في شمال الإمارات، بعد أن كانت مقتصرة على فئة معينة. تعكس هذه المكرمة السخية التزام الدولة الراسخ بتمكين المزارعين وتخفيف الأعباء التشغيلية عليهم وتعزيز استدامة القطاع الزراعي، وبالتأكيد دعم الأمن الغذائي.
وبالتعاون مع وزارة الطاقة والبنية التحتية ووزارة التغير المناخي والبيئة، تعمل الشركة على تعزيز استخدام المياه المحلاة، كبديل مستدام عن المياه الجوفية التي تمثل مخزوناً استراتيجياً يتوجب حمايته والحفاظ عليه.وتخطط شركة الاتحاد للماء والكهرباء لمواصلة الاستثمار في مشاريع تحلية المياه بتقنية التناضح العكسي عالي الكفاءة، وأبرز هذا النوع من المحطات القائمة بالفعل محطة «نقاء» والتي تعمل وفق نظام المنتج المستقل، وتعد الشركة هي المستوعب الوحيد لكامل إنتاجها البالغ 150 مليون جالون يومياً. صُممت المحطة لتلبية الاحتياجات المائية المتزايدة، خاصة في المناطق الشمالية من البلاد، بما في ذلك احتياجات القطاع الزراعي.
وتتخطى مساعي شركة الاتحاد للماء والكهرباء توفير خدمات مياه وطاقة كهربائية مستدامة ومتميزة، إلى دعم المشاريع الوطنية الكبرى، ففضلاً عن دورها في تحقيقِ مستهدفات استراتيجية الأمن المائي 2036، والبرنامج الوطني لإدارة الطلب على الطاقة والمياه 2050، والمبادرة الاستراتيجية للحياد المناخي 2050، يأتي أيضاً دورها في دعم الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي 2051، من خلال التعاون مع هيئة كهرباء ومياه وغاز الشارقة، ودائرة الزراعة والثروة الحيوانية بالشارقة، في تنفيذ مشاريع مبتكرة مثل مزرعة القمح «سبع سنابل» ومزرعة الأبقار.