الصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم من أفضل القربات ومن أهم الطاعات كما قال الله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ (الأحزاب:56).. دلت الآية الكريمة على رفعة درجة النبي صلى الله عليه وسلم، وعلو منزلته عند الله تعالى، وخلقه، ورفع ذكره، لأن الله تعالى أثنى عليه بين الملائكة وفي الملأ الأعلى، لمحبته وعظيم منزلته عنده وأمر المؤمنين بالصلاة عليه. وسياق الآية الكريمة يدل على أن هذه الصلاة مستمرة ومتجددة، حيث أتى بصيغة الفعل المضارع في قوله تعالى: ﴿يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ﴾، والتي تفيد التجدد والاستمرار.
وأوضح د.علي جمعة عضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف، أن فضل وأهمية الصلاة على النبي في قوله تعالى ﴿إنَّ اللهَ وملائكَتَه يُصلونَ عَلى النبيِّ﴾، فقد أمرنا الله سبحانه وتعالى بالصلاة والسلام عليه دون تحديد صيغة معينة والإكثار منها دون عدد، مما يمنحنا حرية التعبير عن حبنا لرسول الله صلى الله علية وسلم بأشكال مختلفه.
ما جاء عن كعب بن عُجرة رضي الله عنه قال: سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلنا: يا رسول الله، كيف الصلاةُ عليكُم أهل البيت؟ فإن الله قد علمنا كيف نُسلمُ عليكُم، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم قولوا: اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.
إن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن جبريل جاءني فأخبرني أن من صلى علي صلاة واحدة صلى الله بها عليه عشراً وكتب له عشر حسنات ومحا عنه عشر سيئات وعندما جاء الصحابة للرسول صلى الله عليه وسلم قالوا ما الصلاة عليك يا رسول الله؟ فأجاب رسول الله إن ذلك من العلم المكنون ولولا إنكم سألتموني ما قلت، فالله سبحانه وتعالى وكَّل بي ملكين فعندما يصلي واحد علي يقول الملكان غفر الله لك ويقول الله والملائكة آمين، فما أعظمها من طاقة إلهية ملائكية لقلب وفؤاد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أما الصلاة على النبي لفك الكرب نقول: «اللهم صلِّ صلاة كاملة وسلم سلاماً تاماً علي سيدنا محمد الذي تنحلُّ به العقد وتنفرج به الكرب وتقضي به الحوائج» وصيغة الصلاة على النبي لجلب الرزق سريعاً، «اللهم صلِّ على سيدنا محمد صلاة تملأ خزائن الله نوراً وتكون لنا ولوالدينا وللمؤمنين فرجاً وفرحاً وسروراً».
وفي الأحاديث النبوية التي تبين فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، أنه سمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «إِذَا سَمِعْتُمُ الْمُؤَذِّنَ فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ، ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ، فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْراً، ثُمَّ سَلُوا اللهَ لِيَ الْوَسِيلَةَ، فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي الْجَنَّةِ، لَا تَنْبَغِي إِلَّا لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللهِ وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ، فَمَنْ سَأَلَ لِي الْوَسِيلَةَ حَلَّتْ لَهُ الشَّفَاعَةُ»، رواه مسلم في صحيحه.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قُبُوراً، وَلَا تَجْعَلُوا قَبْرِي عِيداً، وَصَلُّوا عَلَيَّ فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ تَبْلُغُنِي حَيْثُ كُنْتُمْ» رواه أبو داود.
يقول الشيخ الشعراوى رحمه الله: إن صلاة المؤمنين على النبي صلى الله عليه وسلم ليست لحاجته إليهم وإلا فلا حاجة إلى صلاة الملائكة مع صلاةِ الله عليه وإنما المقصود هو إظهار تعظيم النبي.
المزيد من الملف
عناوين متفرقة
قد يعجبك ايضا







