الشارقة: علاء الدين محمود
نظمت إدارة المسرح في دائرة الثقافة، صباح الاثنين، مؤتمراً صحفياً في قصر الثقافة؛ للإعلان عن انطلاق الدورة الثامنة من مهرجان دبا الحصن للمسرح الثنائي، الذي ينظم برعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وذلك بحضور أحمد بو رحيمة مدير الإدارة، وتحدث فيها كل من: عائشة الحوسني، المنسق العام للمهرجان، وعلياء الزعابي، مساعد المنسق العام.
وأعلنت عائشة الحوسني عن انطلاقة فعاليات المهرجان يوم الجمعة المقبل في المركز الثقافي لمدينة دبا الحصن، بمشاركة عروض لـ5 دول عربية؛ حيث يفتتح المهرجان بالعرض الإماراتي «سبع عشرة ساعة» لمسرح الشارقة الوطني، من إخراج عبد الله محمد، بينما يشهد اليوم الثاني تقديم العرض السوري «خلاص فردي» لفرقة تجمع أشجاراً، تأليف وإخراج سامر محمد إسماعيل، وتعرض في اليوم الثالث المسرحية المغربية «حياة وحلم» لمسرح «الشامات»، تأليف وإخراج بو سهام ضعيف، بينما يشهد اليوم الرابع العرض الكويتي «لتحضير بيضة مسلوقة» لفرقة «المسرح الكويتي»، إخراج مصعب السالم، ويختتم المهرجان بالعرض المصري «بروفايل» لفرقة «ليالي المصري المسرحية»، تأليف الدكتورة ناهد الطحان، وإخراج إيناس المصري.
وذكرت الحوسني أن الندوات التطبيقية النقدية ستكون مصاحبة للعروض، كما درجت العادة في كل دورات المهرجان، وتعدّ فرصة ثمينة لتحليل الأعمال المقدّمة، ومناقشة أبعادها الفنية والجمالية، من خلال حضور نقدي متخصص يسعى لإثراء التجربة المسرحية وتوثيقها؛ إذ يعتبر المهرجان مناسبة فنية ينتظرها الجمهور في كل عام.
نافذة
وقالت الحوسني: «المهرجان يفتح لنا نافذة على فن من فنون المسرح، هذا الفن الذي نرى فيه أنفسنا، ونحاور من خلاله أسئلتنا الوجودية والجمالية والإنسانية. المسرح ليس مجرد خشبة وعرض، بل هو لقاء، وفكر، وتفاعل حي مع قضايا الإنسان والمجتمع»، مضيفة أن المهرجان يأتي ليؤكد مجدداً على أهمية هذا الفن في حياتنا، ويمنح الفرصة للمبدعين ليعرضوا تجاربهم في قالب ثنائي يعتمد على الأداء العميق والحوار المركّز؛ إذ إن كل عرض يقدّم تجربة خاصة داخل إطار المسرح الثنائي، الذي يعتمد على الحوار والتفاعل بين ممثلين اثنين فقط.
أنشطة فكرية
من جانبها تحدثت علياء الزعابي عن تفاصيل الأنشطة الفكرية والتطبيقية المصاحبة للمهرجان، وعلى رأسها «ملتقى الشارقة العشرين للمسرح العربي»، والذي يأتي في هذه الدورة تحت عنوان «المسرح والحياة»، وتعقد جلساته الصباحية على مدار يومي السبت والأحد المقبلين في المركز الثقافي بمدينة دبا الحصن؛ حيث تستكشف المداخلات التي ستقدم فيه المظاهر والمتغيرات الجديدة في الصلة بين فن المسرح والحياة، في ضوء مستجدات الراهن، ودور فن المفارقات في تحبيب العيش وحفز وتعزيز إرادة الحياة.
وأوضحت الزعابي أن المشاركين في جلسات الملتقى هم: د. خالد البناي، والسينوغرافي وليد الزعابي «الإمارات»، والناقد الفني بلال الجمل «مصر»، والناقدة د. كاتيا الطويل «لبنان»، ود. محمد العناز، والناقد محمد بهجاجي «المغرب»، والكاتب والباحث علاء العالم «سوريا»، والمخرجة ميس الزعبي «الأردن»، ود. عمر العلوي «تونس».
وذكرت الزعابي أن هذا الملتقى الفكري هو امتداد لمسيرة معرفية انطلقت في عام 2006، ليكون فضاءً مفتوحاً للحوار العميق، والتفكير الجاد، والنقد البناء، بمشاركة نخبة من المسرحيين والمفكرين من مختلف أرجاء الوطن العربي، يناقشون خلاله دور المسرح في مجتمعاتنا وتحولاته في ضوء الواقع الثقافي والاجتماعي.
وأعلنت الزعابي عن تنظيم المهرجان خلال دورته الحالية لثلاث ورش تدريبية متخصصة في المسرح المدرسي، وتكمن فلسفة هذا النشاط التدريبي في أن المسرح لا ينفصل عن التربية والتعليم، إضافة إلى الحرص على تنمية الطاقات الإبداعية منذ مراحلها المبكرة.
وأوضحت الزعابي أن هذه الورش التدريبية سيشرف عليها نخبة من الخبراء العرب في مجال «أبو الفنون»؛ حيث سيكون د. حاتم المرعوب مسؤولاً عن ورشة تحمل عنوان «الإخراج في المسرح المدرسي»، أما د. كريم دكروب فسيشرف على ورشة بعنوان «توظيف الدمى في المسرح المدرسي»، وهناك ورشة «سينوغرافيا المسرحيات المدرسية»، تحت اشراف أسماء هموش.
ولفتت الزعابي إلى أن جميع هذه الورش ستستمر لمدة ثلاثة أيام؛ حيث تنطلق يوم السبت، وتختتم في يوم الاثنين القادم في مركز دبا الحصن الثقافي بمشاركة مجموعة من المعلمين والمعنيين بالمسرح التربوي، بهدف صقل المهارات وتعزيز أساليب الإبداع في البيئة التعليمية.
وقالت الزعابي: «يمثل مهرجان دبا الحصن للمسرح الثنائي في دورته الثامنة محطة ثقافية وفنية نعتز بها؛ حيث يلتقي المبدعون على خشبة واحدة، يتبادلون الرؤى، ويجددون العهد مع فن المسرح الذي يبقى نبضاً حياً يعكس وجدان الشعوب وهمومها وآمالها».
وأعربت الزعابي عن أملها في أن تكون هذه الدورة من المهرجان منبعاً للتجديد، وساحة لتلاقي الفكر والإبداع، وانطلاقة لمزيد من الإبداعات المسرحية الخلّاقة.