عادي

أول حادث من نوعه.. ما سبب التحطم المأساوي للطائرة الهندية في أحمد آباد؟

15:40 مساء
قراءة 5 دقائق
سقطت فوق سكن أطباء.. ما سبب تحطم الطائرة الهندية في أحمد آباد؟
سقطت فوق سكن أطباء.. ما سبب تحطم الطائرة الهندية في أحمد آباد؟

كشفت وسائل إعلام هندية عن مفاجأة حول التحطم المأساوي لطائرة الخطوط الهندية فور إقلاعها من مطار أحمد آباد جنوبي البلاد، وعلى متنها حوالي 242 راكباً من عدة جنسيات، فيما لم يستبعد خبراء طيران احتمال وقوع حادث أمني أدى إلى سقوط الطائرة، مع الأخذ في الاعتبار احتمال وقوع عطل مفاجئ، بينما تشير التقارير إلى أن هذا أول حادث مميت لطائرة من طراز بوينغ 787-8 دريملاينر، والتي تعد الأكثر تطوراً.
وأفادت التقارير بأن الطائرة تحطمت فوق مبنى مكون من خمسة طوابق كان مخصصاً لسكن الأطباء في مدينة أحمد آباد. وأضافت أنه من حسن الحظ، عدم وجود العديد من الأطباء داخل النزل في توقيت الحادث، حيث تصادف مع عطلة توجه خلالها الأطباء المقيمون بالمبنى للقاء بأسرهم. وأظهرت مقاطع فيديو أجزاء من الطائرة فوق المبنى، بينما تعرض لدمار كبير.


هل هناك شبهة أمنية؟

ولم يعرف بعد سبب تحطم الطائرة، لكن مقطع فيديو نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي أظهر الطائرة وهي تهبط بمقدمة عالية، ونشر عجلات الهبوط.
وذكرت خدمة تتبع الرحلات الجوية Flightradar 24 أن الطائرة وصلت إلى ارتفاع 625 قدماً فقط قبل أن تبدأ في الهبوط، حيث أعلنت أن إشارة جهاز الإرسال والاستقبال للطائرة تعطلت بعد ثوانٍ فقط من مغادرتها المدرج.
وقال خبير الطيران جوليان براي لصحيفة ديلي ميل: إذا تحطمت الطائرة بالفعل، وتمكنوا من فتح المظلات، فسيكون بإمكانهم إخلاء الركاب في غضون 90 ثانية. وأضاف أنه لا يمكن استبعاد وجود مشاكل أمنية، لكنها تبقى مجرد تكهنات.


أول حادث مميت لبوينغ 787-8 دريملاينر

وتعتبر كارثة الخطوط الجوية الهندية في أحمد آباد، هي المرة الأولى التي تتعرض فيها طائرة من طراز «بوينج 787-8 دريملاينر» لحادث مميت. ومع ذلك، واجهت الطائرة مشاكل منذ دخولها الخدمة في عام 2011.
وقد أجرت إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية (FAA) تحقيقات في عدد من المخاوف على مدى العقد الماضي، بما في ذلك البطاريات المعيبة ورحلة طيران شهدت انخفاضاً مفاجئاً في الارتفاع.
وفي عام 2011، كانت شركة الطيران اليابانية (ANA) أول شركة تُسيّر طائرة بوينج 787 دريملاينر في رحلة تجارية. جاء ذلك بعد أربع سنوات من الموعد الأصلي المُخطط له لإطلاق الطائرة من قِبل بوينغ. ومنذ تلك الرحلة الأولى، نقل أسطول طائرات دريملاينر أكثر من مليار مسافر عبر ما يقرب من 5 ملايين رحلة.

 

أحدث طائرات الركاب

وذكر موقع (فلايت رادار 24) المتخصص في تتبع حركة الطيران أن الطائرة المنكوبة من طراز بوينغ 787-8 دريملاينر، وهي واحدة من أحدث طائرات الركاب في الخدمة، كما تمتاز بجودتها في الظروف الجوية المتقلبة.
وكانت الظروف الجوية هادئة وقت وقوع الحادث، حيث كانت السماء صافية وسرعة الرياح سبع عقد فقط، أو ثمانية أميال في الساعة.

 

مشاكل تقنية

في السنوات الأولى بعد دخول الخدمة التجارية، واجهت طائرة 787 سلسلة من المشاكل التقنية، بما في ذلك المخاوف بشأن سلامة بطاريات الليثيوم/ أيون.
وفي أوائل عام ٢٠١٣، أبلغت شركات طيران، منها الخطوط الجوية اليابانية والخطوط الجوية المتحدة، عن مشاكل في الأسلاك بالقرب من البطاريات الرئيسية في بعض طائرات دريملاينر التابعة لها. وفي صيف ذلك العام، اندلع حريق على متن طائرة فارغة تابعة للخطوط الجوية الإثيوبية في مطار هيثرو بسبب تقاطع أسلاك أسفل إحدى البطاريات.
كما عانت الخطوط الجوية النرويجية أيضاً من تسرب وقود خطر بسبب عطل في صمام طائرة 787، وهي واحدة من بين العديد من المشاكل التي واجهتها طائرات الأسطول. 
وصرح نائب رئيس الشركة لاحقاً: «لسنا راضين عن مستوى أداء الطائرة، حيث تحلق بمعدل أداء يبلغ 98%، بينما تحلق طائرة 777 بمعدل أداء يبلغ 99.4% وهذا هو المعيار الذي يجب أن تحققه طائرة 787».
كما كانت هناك أيضاً مخاوف بشأن أداء طائرة 787 دريملاينر في ظل ظروف جوية معينة.
وفي نوفمبر 2013، أصدرت شركة بوينغ تحذيراً لشركات الطيران التي تستخدم طائرات دريملاينر المزودة بمحركات جنرال إلكتريك GEnx لتجنب الطيران بالقرب من العواصف الرعدية لأن هناك خطراً متزايداً من تراكم بلورات الجليد على المحركات.
وفي مارس 2024، شهدت رحلة تابعة لشركة طيران لاتام هبوطاً مفاجئاً في الارتفاع بلغ 300 قدم خلال ثوانٍ قليلة. وهبطت الطائرة في أوكلاند كما هو مخطط لها، حيث عولج 50 راكباً من إصابات، ونُقل 12 آخرون إلى المستشفى. أشار تقرير أولي إلى أن الهبوط كان بسبب تحرك مقعد القبطان للأمام لا إراديًا، وليس بسبب اضطراب جوي أو سوء الأحوال الجوية.

 

خبرة قائد الطائرة

وأفادت المديرية العامة للطيران المدني في الهند بأن الكابتن سوميت ساباروال، قائد الطائرة، يحمل رتبة مقدم طيار بخبرة 8200 ساعة طيران، بينما يمتلك مساعد الطيار 1100 ساعة طيران.
ووفقاً لمراقبي الحركة الجوية، أقلعت الطائرة من المدرج 23 في مطار أحمد آباد الساعة 1:39 ظهراً. وأرسلت الطائرة نداء استغاثة إلى مراقبي الحركة الجوية، لكن بعد ذلك لم تصدر استجابة من الطائرة.
وبعد إقلاعها من المدرج 23 في المطار بفترة وجيزة، تحطمت الطائرة خارج حدود المطار. وذكرت قنوات تلفزيونية أن الحادث وقع عند إقلاع الطائرة.
ونتيجة للحادث توقف مطار أحمد آباد الدولي عن العمل حالياً، حيث تم تعليق جميع الرحلات مؤقتاً حتى إشعار آخر.

 

العدد المحتمل للضحايا

ورجحت تقارير هندية أن يخلف الحادث عدداً كبيراً من الضحايا، نظراً لما أظهرته مقاطع الفيديو والحطام، وكانت الطائرة متجهة من الهند إلى لندن وعلى متنها 169 هندياً و53 بريطانياً وسبعة برتغاليين، وكندياً واحداً، بحسب مصادر رسمية، والتي ألمحت إلى عدم وجود أي ناجيين من الركاب وعددهم 242، إضافة إلى مقتل آخرين على الأرض كانوا في المبنى السكني الذي تحطمت فوقه الطائرة.

 

موقع التحطم

قال مسؤولون إن الطائرة تحطمت قرب المبنى السكني من كلية بي جيه الطبية، مما أدى إلى اندلاع حريق حاصر بعض الطلاب. وأظهرت لقطات مصورة رجال الإطفاء في الموقع وهم يُخمدون الحطام أمام المباني السكنية المتفحمة.

 

رد فعل بريطانيا

وأعلنت الحكومة البريطانية أنها تعمل مع السلطات الهندية "للكشف عن الحقائق بشكل عاجل"، وفتحت خطاً ساخناً للمواطنين البريطانيين في الهند الراغبين في الحصول على معلومات حول الحادث. وصرح رئيس الوزراء كير ستارمر بأن مشاهد الحادث "مُدمرة"، وأنه يُطلع على آخر المستجدات بشأن الوضع.

 

سلسلة حوادث مأساوية لبوينغ

وتعد هذه المأساة الأحدث في سلسلة الكوارث التي شملت طائرات بوينغ، وتأتي بعد ستة أشهر فقط من تحطم طائرة من طراز 737 في كوريا الجنوبية، ما أسفر عن مقتل 179 شخصاً.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2018، سقطت طائرة بوينغ في بحر جاوة بعد وقت قصير من إقلاعها من جاكرتا في إندونيسيا، ما أسفر عن مقتل جميع الأشخاص البالغ عددهم 189 شخصاً.
وفي مارس/آذار 2019، تحطمت طائرة الخطوط الجوية الإثيوبية بعد دقائق من إقلاعها من أديس أبابا، ما أسفر عن مقتل 157 راكباً وطاقم الطائرة.

 

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"