رمضان شهر التميّز

03:13 صباحا
قراءة دقيقتين
كافية الكعبي

بقيت أيام معدودة، ويرحل ضيفنا الذي نستقبله بكل حرارة مرة واحدة في السنة. بقدومه هناك تحوّل في كل شيء حولنا، وكأنه يشرق ببركاته ليخلق لنا نوعاً من السعادة الربانيّة. أقول ضيفنا، ولا أعلم إن كنا نحن الضيوف، وليس الشهر الفضيل.
هناك مبادرات سبقت رمضان، وليكون لها في الشهر الكريم بركة التنفيذ، ولعلّ أكثرها إبداعاً من ابتكار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، إذ قال سموّه عبر حسابه الرسمي على تويتر: الإخوة والأخوات تهنئتي للجميع بشهر رمضان المبارك، ونسأل الله أن يتقبل منا ومنكم صالح العمل، ونعلن اليوم عن حملتنا السنوية لشهر رمضان المبارك».
مبادرة «أمة تقرأ» وهدفها توفير 5 ملايين كتاب في مخيمات اللاجئين وحول العالم الإسلامي. المبادرة تفتح أبواباً جديدة للتنافس في مجال الخير، والخير فيها كالصدقة الجارية. «أمّة تقرأ» مبادرة تعكس استشعار الإمارات لدورها في دعم طلاب العلم أينما كانوا، واستشراف مسؤوليتها الحضارية التي عهدت على الالتزام بها سنوياً. وأعربت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو)، أن المبادرة ذات طابع إنساني وحضاري أثبتت نجاحها، وأنها بادرة محبة وتسامح ترسلها الدولة شعباً وحكومة للعالم.
وهناك مبادرة د.أحمد الشعيبي، الذي خصّص جزءاً من وقته للتفاعل مع المجتمع بالقراءة. وهي تأتي في نسق كتابة القصص للأطفال بطابع تراثي. وجاءت مبادرته بتلبية الدعوة في هذا الشهر الكريم ليجلس مع أطفال التوحد في مركز نيو إنجلاند للأطفال في مدينة أبوظبي. تواصلت معه، وجاءت سرعة قبول الفكرة واقعاً يثبت أنه مبدع يبتغي نشر المعرفة القصصية التراثية في كل مكان، ولا توجد في قاموسه كلمة عائق. فهو ينطلق إلى حيث يستطيع أن يُفيد بكلمة، لتعزيز الهوية الإماراتية لدى الصغار عرباً وأجانب. د.أحمد الشعيبي طاقة وطنية شابّة إيجابية، أراد أن يذهب بالعلم القصصي الممتع إلى حيث الطفولة، وعالم البداية في مشروع بناء الوطن.
رمضان شهر التميّز باقتدار، تتسابق الجهود فيه للوصول بها لأجود أنواع العطاء وأفضل درجات السّخاء. في الشهر الفضيل يتبارى فرسان العطاء للتجديد والتحديث في أفكارهم، لأنهم يعلمون بأن كل جهد سيصل بأثره الطيب لمن يحتاج إليه داخل الدولة وخارجها. والعطاء لا يعني تبنّي مشاريع خيرية فقط، فاجتهاد الموظّف في إنجاز معاملات الجمهور عطاء، واجتهاد الطبيب في تطوير طرق تخفيف المرض والمحافظة على الأرواح أفضل أنواع العطاء، ومحاربة الجريمة عطاء، وغيرها من ممارساتنا الحياتية التي يمكننا أن نرتقي بها لدرجة العطاء والعمل الصالح.
نتوجّه بالدعاء لوالدنا الشيخ زايد الذي غرس فينا حب العطاء، والدعاء لقائدنا صاحب السمو الشيخ خليفة، رئيس الدولة بالعافية، ولحكامنا وقادة مسيرتنا بالبركة والسداد، ولأهلينا على أرض الإمارات الطيبة بدوام السعادة والأمان.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"