مواقف مخزية

04:18 صباحا
قراءة دقيقتين
فتح العليم الفكي

في ظل تفشي وانتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، الذي أبقى أكثر من نصف سكان العالم قيد الحجر المنزلي الإجباري، وجعل الدول تعيش حالة فريدة من التضامن والتعاون من أجل تجاوز هذه الأزمة، وإيجاد لقاح فعال لتخليص البشرية من هذا الوباء الفتاك، تبرز مواقف جماعات الإسلام السياسي، بمختلف مسمياتها، ومرجعياتها، المخزية والانتهازية من هذه الأزمة العالمية، فبدلاً من التضامن مع شعوبها، والوقوف إلى جانبها في هذه المحنة، ووقف عملياتها الإرهابية، وكف أذاها عن الناس، نجدها زادت من وتيرة عملياتها الإرهابية الدموية التي حصدت مئات الأنفس البريئة في استهانة، ولا مبالاة بحياة البشر.
وتبدو الأمثلة على ذلك أكثر من أن تحصى، أو تعد، وتنهض دليلاً دامغاً على عمالة هذه الجماعات التي نشطت في الآونة الأخيرة من تشاد، إلى مالي، مروراً بتونس، وانتهاء بليبيا، في تسويق الموت لشعوبها.
ففي تشاد شنت جماعة «بوكو حرام» هجوماً استهدف وحدة عسكرية في مقاطعة البحيرة غربي البلاد، أمس الأول الاثنين، أسفر عن مقتل 92 جندياً، وإصابة 47 آخرين.
وفي مالي، أعلنت الحكومة الأسبوع الماضي، أن 29 جندياً على الأقل قتلوا في مدينة «تاركينت» في منطقة غاو، بشمالي البلاد، في هجوم استهدف قاعدة عسكرية للجيش يشتبه في أن الجناة الذين نفذوه هم من الجماعات المتشددة التي تقاتل الحكومة هناك.
أما في تونس، فقد استغلت هذه الجماعات الظلامية الحظر المفروض في البلاد في تسيير مسيرات ليلية في بعض الأحياء الشعبية القريبة من العاصمة للتكبير، لشغل الأجهزة الأمنية عن القيام بواجبها ضد الجماعات الإرهابية، وبالفعل تم إحباط مخططين لتنفيذ عمليتين إرهابيتين.
وفي ليبيا، ظلت الميليشيات الإرهابية ومرتزقة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، تعمل على ترويع الآمنين، واختراق الهدنة الإنسانية التي تم التوصل إليها لمواجهة فيروس كورونا.
وصعدت هذه الميليشيات من عملياتها العسكرية مستخدمة كل أنواع الأسلحة من ثقيلة إلى خفيفة، وصواريخ جراد، والطائرات المسيرة، وفي أكثر من جبهة لتحقيق انتصار على قوات الجيش الوطني الليبي.
لقد دأبت هذه الميليشيات، ومرتزقة أردوغان، على استغلال عجز المجتمع الدولي عن فعل شيء يلجم انتهاكاتها لحقوق الشعب الليبي، وظلت تضرب عرض الحائط بكل القرارات الدولية، خاصة تلك المتعلقة بوقف القتال، والهدنة التي تم إقرارها في مؤتمر برلين برعاية المجتمع الدولي في يوم 12 يناير/ كانون الثاني الماضي.
إن جماعات الإسلام السياسي التي افتقرت إلى الحس الوطني والإنساني، وفقدت البوصلة، أصبحت مطية لتنفيذ أجندات أعداء المنطقة، والطامعين في ثرواتها من الدول التي تحتضن قادتها وتوفر لهم ملاذاً أمناً، وباتت هذه الدول التي تحلم بالعودة إلى سنوات الاستعمار تسيطر على قرار هذه الجماعات وتوجه سياساتها بالريموت كنترول، نظير ما تقدمه لها من فتات، لا سيما وأن هذه الجماعات «المتأسلمة» في سبيل المحافظة على ما تحصل عليه من فتات مستعدة لارتكاب كل الجرائم والموبقات.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"