تحدي القراءة العربي

05:20 صباحا
قراءة دقيقتين
هشام صافي

النجاح الكبير الذي حققته مسابقة مشروع تحدي القراءة العربي بالأرقام وليس بالأمنيات والرغبات والأحلام، يؤكد أن الأمل في نهضة أمتنا العربية من سباتها الطويل موجود وممكن وليس مستحيلاً، طالما أن هذه الأمة فيها قيادات نادرة تجتمع فيها كل الصفات الإيجابية الحميدة والقدرات القيادية النموذجية، كصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله وأبقاه ذخراً لهذه الأمة التي هي بحاجة بالفعل لمثل هذه القيادات الخارقة لتستطيع أن تعيد تشكيل حياة الأمة من جديد، وتضعها في مقدمة الأحداث لا متفرجة أو غائبة كما هو حالها الآن.
تحدي القراءة العربي بدأ غريباً ومتواضعاً في عامه الأول، فمن 160 ألف مشارك في نسخته الأولى، إلى أكثر من 7 ملايين طالب وطالبة في نسخته الثانية، ليصل في العام الحالي أكثر من 10 ملايين مشارك، لنا أن نتخيل حجم قراءات هذه الملايين التي حفزتها المسابقة لتنفض عنها بعضاً من سلبيتها، وتنطلق إلى عالم القراءة الرحب، الذي ينعكس بدرجة أو بأخرى على شخصيات رفقاء الكتب الجدد، فتحيلهم إلى نوعيات مختلفة أكثر قدرة على مواجهة تحديات الحياة نفسها، بكل شموليتها، وليس القراءة فقط.
هذا المشروع النهضوي الحضاري، استهدف في المقام الأول عند إطلاقه، العمل على تغيير واقع أمتنا العربية، وزيادة أعداد أصدقاء الكتاب والقراءة فيها، بما يتيح بالفعل لهذه الأمة إن قرأت وصادقت الكتاب حقيقة، أن تستعيد مكانتها المتقدمة بين الأمم التي كانت هي سبب نهضتها لكنها بفعل عوامل مختلفة ركنت إلى سبات عميق لم تنهض منه بعد، إلا من رحم ربي وأتاح فرداً كان أو مجموعة أو كيانا لنفسه فرصة الانعتاق من أسر الماضي والانطلاق إلى رحاب المستقبل.
الإمارات وضعت لنفسها استراتيجية النهوض، والحمد لله أنها تنفذها بكفاءة واقتدار، بالقانون الذي يحث على القراءة، وتربية الشعب وتعويده على القراءة وتفعيل نشاطاته القرائية في شهر مارس سنوياً، وإدخال التربية الأخلاقية في مناهجها الدراسية ليتعلم الشاب من يصادق وكيف يختار الكتاب والعلم رفيقاً، وهي بذلك تضع النقاط على الحروف ليقرأها الجميع بوضوح وبدون لبس، لتكون طريق الإبداع أكثر إشراقاً.
تحدي القراءة العربي لم يكن موجهاً لدولة بعينها كما قال سموه، لكنه يمس كل إنسان عربي يشعر بالانتماء لهذه الأمة العزيزة، حريص على لغتها، ومستقبلها، وأبنائها أينما رحلوا وحلوا، أو تجذروا في ربوع بلادهم من المحيط إلى الخليج.
ملايين الطلبة العرب مطالبون أن يرتفعوا إلى مستوى التحدي، ويرتقوا بالقراءة إلى المستويات التي يستطيعون من خلالها خدمة بلادهم وشعوبهم، وكلما تحسنت نوعيتهم اقتربنا أكثر من تحقيق الأهداف الكبرى، وفي الطليعة منها، أن تستعيد أمتنا العربية مجدها الحضاري، وتعود أمة الفرسان والعلوم والكواكب، وأهل الكرم أيضاً.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"