تطوير الشاحنات في الصين

00:47 صباحا
قراءة دقيقتين
آدم مينتر *

عندما تسافر إلى أي مدينة صينية، فستجد حتماً في أطرافها مواقف مملوءة بالشاحنات التي تعمل بالديزل، أما في المدن الكبرى مثل شانجهاي فإن تلك الشاحنات تعرقل في أحيان كثيرة حركة السير المرورية في المدينة، فضلاً عن الانبعاثات الكربونية التي تطلقها بكثافة. ورغم أن الصين بدأت مؤخراً في تبني نموذج مشاركة السيارات والطائرات بدون طيار الخاصة بتوصيل الطلبات، وأنجزت الكثير من المطارات وشبكات السكك الحديدية، فإنها لا تزال تعتمد على الشاحنات لنقل ما يصل إلى 80% من شحناتها.
وتعتبر الشاحنات طريقة غير حديثة في نقل الشحنات من وإلى الأماكن المختلفة بسبب أنها مضرة بالبيئة وتفتقر إلى التكنولوجيا المتطورة، ولكنه وبالنظر إلى حجم سوقها الذي يبلغ نحو 750 مليار دولار، فإنه لن يتم استبدالها على الأرجح في وقت قريب، وعوضاً عن ذلك بدأت التكنولوجيا في تغيير نمط عملها، فقبل أسابيع قليلة، وافقت شركتان صينيتان للتوصيل تتشابه في طريقتيهما مع أوبر على الاندماج مع بعضها البعض، وتكوين خدمة جديدة تتمثل في التوصيل بالشاحنات الخفيفة والثقيلة، ومن المتوقع أن تسهم الشركة الجديدة التي تبلغ قيمتها ملياري دولار في التخفيف من حدة الازدحامات المرورية والحد من تلوث الهواء وتحسين معيشة نحو 30 مليون سائق لتلك الشاحنات في الصين، وربما تكون أيضاً الخطوة الأولى في طريق إنشاء أنظمة مواصلات ثورية.
ليس في مقدور أي تطبيق إدارة هذا الكم الكبير من الشاحنات في الصين، بيد أن هنالك القليل من القطاعات الكبرى التي لم تتضمنها الثورة التكنولوجية والرقمية في الصين، ومنها الشاحنات، حيث يبدو الوضع ملائماً الآن لتطوير هذا القطاع بطريقة تتماشى مع الثورة الرقمية والتكنولوجية الحديثة التي طغت على الكثير من المجالات في العالم والصين خصوصاً، وهي خطوة أخرى في طريق تحول الاقتصاد الصيني إلى اقتصاد مستدام. وهو الطريق الذي سيفتح مئات الفرص أمام الأعمال الناشئة الصغيرة والمتوسطة.
أما بالنسبة لسائقي الشاحنات الذين يجدون صعوبة أحياناً في إيجاد شحنات للتوصيل، فإنهم سيكشفون طريقة جديدة للتعاطي مع الشركات الكبرى التي ستوفر لهم فرصاً أكبر، من خلال تنظيم عملية نقل الشحنات والخيارات المتوفرة لهم للأماكن التي يتم إليها إيصال الشحنات. علاوة على أن تلك الخطوة ستسمح لهم تفادي الكثير من الرسوم التي كانوا يدفعونها للسلطات المحلية مقابل العبور من منطقة إلى أخرى. ببساطة فإن تلك الخطوة ستؤدي إلى تطوير هذا المجال الذي يفتقر إلى التكنولوجيا ووضعه على عتبة الثورة الرقمية الجديدة.

* كاتب في بلومبيرج

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"