التوجهات الجديدة لوسائل النقل

04:14 صباحا
قراءة دقيقتين

آدم منتر *

في ظل التوجهات الحالية للسوق والتغيرات التي طرأت عليه خلال الآونة الأخيرة، يظن البعض أن من السهل جداً التنبؤ بالمستقبل، ولكن ذلك غير صحيح، فما ينتظرنا خلال العقد القادم أمر لا يمكن لأي أحد التكهن به، ورغم ذلك يمكن القول إن هنالك بعض التوجهات الحتمية التي لا يمكن لأي قطاع، أو صناعة الوصول إليها من دون المرور بمراحل متعددة. ومن التوجهات الجديدة المتوقع أن تسود خلال الفترة المقبلة المركبات الكهربائية ذات العجلتين، والتي تحاول شركات صينية تطويرها وإيجاد تمويلات كبرى لها.
المستثمرون في الصين بدأوا التوسع في استثماراتهم في الشركات العاملة بمجال السيارات الكهربائية، خاصة أن هنالك العديد من المصانع التي تقوم بإنتاج أنواع مختلفة مثل الدراجات الكهربائية والسيارات ذات العجلتين وغيرها، ما اعتبرته «تسلا» الأمريكية تهديداً مباشراً لها في ظل المنافسة المحتدمة والآفاق الواعدة لقطاع السيارات والدراجات الكهربائية. ويبدو أن الصين تولي هذا المجال اهتماماً كبيراً سيؤدي إلى إعادة رسم معالم النقل في المستقبل.
المدن في جميع أنحاء العالم متخمة بالسيارات والحافلات، وأصبحت مشكلة الازدحامات المرورية أمراً يصعب التعامل معه، ما يرجح فرضية التحول إلى الدراجات، خاصة الكهربائية منها، فدول عدة في أوروبا وآسيا تتبنى بشكل واسع ثقافة الدراجات الهوائية التقليدية، وإذا ما وجدت في هذه التقنية الجديدة خلاصاً منها، فإنها بالتأكيد لن تتوانى عن التحول إليها. ورغم ذلك فإن صناعة الدراجات وألواح التنقل الكهربائية لم تلق الاهتمام المطلوب على المستوى العالمي حتى الآن، مقارنة بالسيارات الكهربائية. ولكنني أعتقد أن المرحلة الحالية هي الفترة التي ستشهد بداية التحول الكبير نحوها، خاصة في الدول ذات الكثافة السكانية العالية مثل الصين، أو الهند، واليابان.
ومع الاستخدام المتزايد للدراجات في الدول المذكورة، والذي يبلغ أكثر من 79% في بعض دول جنوب شرق آسيا، ونحو 70% في الهند، فإن هنالك إشارات كبيرة على التوجه الجديد المتمثل في التحول نحو الدراجات الكهربائية، الذي يمكن أن يحل محل السيارات التقليدية خلال فترة قصيرة جداً إذا ما وجد فيها الناس خياراً أفضل من غيرها.
والسيارات الكهربائية تمثل مشكلة أمام الكثيرين حتى إن كانت الأرخص بين منافساتها، فأسعارها ليست في متناول الجميع، خاصة أن معظم سكان الدول ذات الكثافة السكانية العالية يندرجون تحت الفئة المتوسطة، أو الفقيرة، وبالتالي فإن الدراجات الكهربائية ستكون الخيار الأمثل المتوفر أمامهم إذا ما اجتهد المنتجون في توفير تلك الوسائل بجودة عالية، وأسعار معقولة تستطيع بها منافسة وسائل النقل التقليدية.

* «بلومبيرج»

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"