الحكمة في التنمية

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

رائد برقاوي

عندما تذكر الإمارات، تذكر التنمية.. والحكمة في الإمارات هي التنمية، والتنمية المستدامة..

وليس سراً ولا جديداً أن دولة الإمارات العربية المتحدة تتبنى نهج التعاون والتنمية في علاقاتها مع الدول الشقيقة والصديقة، وتدعو لهذا النهج في كل العلاقات الدولية، على قاعدة توسيع المصالح مع العالم.

وعلى مدار السنوات الماضية أثبتت الإمارات في غير مكان أن هذا النهج ليس شعاراً صداحاً، وإنما نهج عملي واقعي، تعبر عنه قراراتها عند كل مفصل.

ولا يبتعد المشروع الضخم الذي أعلن عنه بنهاية الأسبوع الماضي، مدينة رأس الحكمة في مصر، عن هذا النهج الإماراتي التنموي والتشاركي. وهذا المشروع التنموي من الطراز الأول من شأنه أن يستقطب استثمارات بعشرات مليارات الدولارات، فيما تقود شركة القابضة ADQ الإماراتية تحالفاً من شركات عدة لتنفيذ المشروع، باستثمارات تصل إلى 35 مليار دولار.

مشروع رأس الحكمة ليس أول مشروع إماراتي في مصر، ولا أول مشروع تنموي إماراتي في المنطقة، ولا مجال هنا لتعداد حجم الاستثمارات الإماراتية في المنطقة العربية، وجميعها استثمارات تجارية تنموية لمصلحة الاستقرار الإقليمي المشهود.

صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، أكد مراراً أن الإمارات تحرص على تعزيز التعاون بين دول المنطقة والتنسيق مع الشركاء بما يخدم الاستقرار الإقليمي والعالمي.. وأن سياستها قائمة على التوازن وتوسيع قاعدة المصالح لخدمة أهداف التنمية الوطنية والسلام والاستقرار في العالم.

وفي ظل الأوضاع الملأى بالتحديات في منطقتنا، يأتي الاستثمار في رأس الحكمة المصرية رهاناً إماراتياً على التنمية وتعزيز الشراكات العربية – العربية من أجل البناء والتقدم.

الإمارات في مصر، ومصر في الإمارات، وكل قطر عربي جاد في البناء واللحاق بمسيرة التقدم.. كل ذلك يشكل منارات لهذه الأمة وأجيالها القادمة، التي تتطلع إلى الغد بروح التفاؤل والأمل.

دولة الإمارات أخذت على عاتقها تعزيز هذه الروح نحو المسار الصحيح لمواجهة التحديات وبناء مستقبل مزدهر.

ولا شك في أن الشركات الإماراتية التي تسطّر نجاحات كبيرة في الداخل والخارج، تبحث دائماً عن الفرص الاستثمارية في الدولة والمنطقة العربية، وفي أي مكان من العالم، وقد أثبتت هذه الشركات قدرتها على تقديم القيمة المضافة حيثما وجدت، على مختلف الصعد التشغيلية والتطويرية، والأمثلة على ذلك كثيرة في مختلف المجالات من العقارات إلى الموانئ فالبنوك والطيران وغيرها الكثير.

في مصر تتبوأ الإمارات المركز الأول في عدد الشركات غير المصرية بنحو 1250 شركة برؤوس أموال تتجاوز 17 مليار دولار. والاستثمار الكبير في رأس الحكمة مؤشر آخر على العلاقة التشاركية القوية التي تربط الإمارات بمصر، والعلاقة المميزة التي تربط الشعبين الشقيقين. المشروع بمثابة تصويت استثماري إماراتي على الثقة بالاقتصاد المصري الذي واجه التحديات الدولية الأخيرة منذ الوباء بحكمة، على أمل بأن يكون رأس الحكمة صفحة جديدة للاقتصاد المصري الذي يشكل ركناً أساسياً من أركان الاقتصاد العربي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/237t632p

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"