عادي

الجفاف يحول مزارعي العراق لزارعة شجر السدر

21:30 مساء
قراءة دقيقتين

البصرة- رويترز

بعد فشله في زراعة نخيل التمر، بسبب شح الموارد المائية، اتجه المزارع العراقي إسماعيل إبراهيم لزراعة أشجار السدر، أو العناب التي تحتاج إلى كميات أقل بكثير من المياه.

والعراق جزء من «الهلال الخصيب»، وهو الأراضي الصالحة للزراعة الممتدة من البحر المتوسط إلى الخليج، والتي تتم زراعتها منذ آلاف السنين.

واليوم، وبعد الأضرار التي لحقت بالأراضي الخصبة بسبب بناء السدود عند منابع النهرين الرئيسيين دجلة والفرات، وتراجع مستويات هطول الأمطار وعقود من الصراع المسلح، يواجه مزارعون مثل إبراهيم خطر فقدان سبل معيشتهم.

وأوضح إبراهيم بينما كان يعتني بالأرض أن أشجار السدر، وهي أشجار متوسطة الحجم دائمة الخضرة موطنها الأصلي الشرق الأوسط، تستهلك القليل من المياه وتستطيع الاعتماد على المياه الجوفية المالحة.

وأضاف أن أشجار السدر تؤتي ثمارها اعتباراً من عامها الثاني، فيما يستغرق ذلك في النخل خمس سنوات على الأقل.

وقال: «اتجهت للسدر لأني أشوف مردوده المادي أحسن من النخل.. حتى نعطيها مياه مالح، وتطرح الثمر نفسه واحتمال يكون أحسن». وأضاف أن أشجار النخيل لا تتمتع بقدرة كبيرة على التحمل.

وأضاف: «أما النخلة إذا عطيتها مياه مالحة باستمرار، الطعم ما يكون به حلى أكثر وتكون كبيرة أكثر بعد واحتمال تموت واحتمال لا تعطيك الجودة ذاتها من مياه عذبة أو ماء الطين اللي موجودة لأن أرضنا رملية. الشجرة (السدر) هنا مثل ما تقول هي رقم واحد».

وبالنسبة للمزارعين، يشكل نقص المياه صدمة لسبل عيشهم. وبعد سنوات من الاستثمار في مزرعة النخيل الخاصة به، بدأ عباس علي في التعامل مع الواقع المرير المتمثل في أن إنتاجه قد وقع ضحية لارتفاع نسبة ملوحة المياه.

وأوضح: «أغلب العوامل التي أثرت في عزوف الفلاحين عن زراعة النخيل هي ارتفاع نسبة الأملاح في المياه لأن ارتفاع نسبة الأملاح في المياه يؤدي إلى هلاك النخلة وقلة الثمار ودمار النخلة وتلوث التربة بصورة عامة يؤدي إلى هجران أغلب الفلاحين تركوا زراعة النخيل بسبب هذا».

وأكمل: «نسبة الأملاح العالية تلوث التربة بصورة مستمرة لا يمكن التخلص منها بسهولة لأنه المد الملحي إذا جاء لا يمكن في لحظة أن تتخلص الأرض من الأملاح الموجودة بها، وهذا يؤثر في إنتاجية النخلة وشكل النخلة ونوعية الثمار ونوعية المنتوج والكمية».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/596dv4y2

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"