الإمارات.. وتلاحمها المجتمعي

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

يتميز مجتمع الإمارات بعادات وسمات عربية أصيلة، أسسها الآباء المؤسسون ومنها التواصل الإنساني والتلاحم المجتمعي بين الحكام وأفراد المجتمع من مواطنين ومقيمين، ومتانة علاقة الحكام الكرام بعضهم ببعض، وترابطهم واتحادهم واتصالهم الدائم والمستمر، وعلاقاتهم الاستراتيجية والدبلوماسية الطيبة مع الدول والشعوب من أجل نهضة الوطن والمواطن وتحقيق التنمية المستدامة.

نرى مجالسهم العامرة تستقبل المهنئين من كل الجنسيات والأعمار وبدون تمييز، ونرى في اللقاءات الوطنية والعائلية اهتمام قيادتنا الرشيدة بالأسرة باعتبارها نواة المجتمع وأساس تنشئة جيل واع ومتماسك.. حيث الكبير يعطف ويرحم الصغير، والصغير يقدّر ويحترم الكبير ويجالسه ويتعلم منه. وعلى الرغم من جداولهم المزدحمة إلا أنهم يبادرون بتهنئة الدول الشقيقة والصديقة من خلال زيارتهم أو إرسال البرقيات وإجراء الاتصالات الهاتفية، إلى جانب حرصهم على معايدة متابعيهم في منصات التواصل الاجتماعي.

وتفردت دولة الإمارات بتركيزها على الاستثمار في الإنسان منذ مرحلة التأسيس حتى يومنا هذا؛ لإيمانها بأهمية رأس المال البشري، كونه المحرك الأساسي لخططها التنموية ومسيرتها النهضوية، فبادرت بتسليح مواطنيها بالعلم والمعرفة والمهارات المختلفة، وإشراكهم في صنع القرارات المستشرفة للمستقبل والتي من شأنها تعزيز رفاهيتهم وجودة حياتهم وتنمية فكرهم، وقد ارتبط العلم والتواصل الاجتماعي في مجتمع الإمارات بالمجالس التي يلتقي فيها أفراد المجتمع من الكبار والصغار وأصحاب العلوم والمعارف للتباحث وتبادل الأفكار والآراء والاستفادة من بعضهم بعضاً.

ولعل أبرز مثال يمكننا الإشارة إليه والإشادة به هو «مجلس محمد بن زايد» الذي يعد منارة فكرية لغرس القيم ونشر العلم والحوار الإنساني البناء من خلال استضافته لنخبة من أهم الشخصيات العالمية وأكثرها تأثيراً، لتسليط الضوء على أبرز القضايا التي تتعلق بالتنمية المستدامة والحفاظ على البشرية والتطور التكنولوجي والرقمي والصحة واستشراف المستقبل والذكاء الاصطناعي واقتصاد المعرفة والأبحاث والفضاء والتعليم وجودة الحياة.

ويأتي إحياء المجالس في كافة إمارات الدولة تأكيداً على أننا نحظى بقيادة واعية لديها رؤية واضحة وخريطة طريق محددة منذ عهد الآباء المؤسسين. والمطلع على استراتيجية «نحن الإمارات 2031» يلاحظ أنها رؤية جديدة وخطة عمل وطنية تستكمل من خلالها دولة الإمارات مسيرتها التنموية للعقد القادم، وتركز على الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والاستثمارية والتنموية، وتسعى إلى تعزيز مكانتها كشريك عالمي، ومركز اقتصادي جاذب ومؤثر، وإبراز النموذج الاقتصادي الناجح للدولة، والفرص التي توفرها لكافة الشركاء العالميين بسواعد أبنائها المخلصين والمتلاحمين مجتمعياً ووطنياً..

@alya_alyassi

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2r4d7cae

عن الكاتب

إعلامية إماراتية وكاتبة، وباحثة وخبيرة في الاتصال الاستراتيجي. حاصلة على درجة الماجستير في الإعلام من جامعة زايد، شغلت منصب مدير إدارة الاتصال الحكومي في عدد من الجهات الحكومية منها المجلس الوطني للإعلام، وزارة الطاقة، ووزارة العدل. عملت أستاذة جامعية في كلية الإعلام وعلوم الاتصال بجامعة زايد. أصدرت كتابها الأول "هويتنا الإعلامية .. من صحيفة الفريج إلى الصحافة العالمية" في العام 2011.

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"