زايد.. يسكن النفوس والقلوب

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

قبل عشرين عاماً في مثل هذا اليوم من عام 2004، جاء الخبر الصاعق المؤلم، الشيخ زايد في ذمّة الله..

رحل الوالد المؤسّس.. الأب الحاني.. القائد الملهم، باني هذا الوطن الذي كان أرضاً قاحلة، فحوّله منارة خير وعطاء وحضارة.

لم يكن يشعر كل من يعيش على هذه الأرض الطيّبة المعطاء، إلّا أن الشيخ زايد واحد منهم، أسرة واحدة تظللها الإنسانية بكل قيمها ومعانيها، من عطاء ووفاء وحبّ وتعاون. رحل عنّا في مثل هذا اليوم بجسده.. أمّا روحه وأفكاره ورؤاه فلاتزال ماثلة أمام نواظرنا.

لقد كان الراحل يتابع أبناءه في أماكنهم، على اختلاف مضامينها ويتفقد أحوالهم، ويسدي النصائح أو يقدم المساعدة إلى من يحتاج إليها.. فغدت الصحارى واحات غنّاء، وكثبان الرّمال جنّاتٍ ترفل بالحياة والبهجة والجمال.

رحل زايد، وترك أسىً عميقاً، لكن ما خفّف من هذا الأسى أنّه زرع في نفوس أبنائه تلك المزايا والقيم، فكانوا خير خلفٍ لخير سلفٍ، صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأخوه صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله. وكان فقيد الوطن الشيخ خليفة بن زايد، رحمه الله، العضد والسند، لكن القدر كان له حكمه، فغادرنا قبل نحو عامين.

لقد غرس الوالد المؤسس في نفوسنا نهج الخير والعطاء، وعبرت دولة الإمارات بفضل حكمته وفطنته إلى خارج حدود المنطقة، لتكون منارة للتراحم والتسامح والعطاء، وواحدة من أبرز الدول المساهمة في العمل الإنساني والإغاثي في العالم.

المغفور له، الشيخ زايد، أرسى نهجاً مستداماً للعطاء والعمل الخيري، شمل قارات العالم كافة، لذلك أضحى «يوم زايد للعمل الإنساني» موعداً سنوياً يتجدَّد فيه الاحتفاء بسيرة زايد الخير، زايد العطاء، زايد الإنسان، وأصبح هذا اليوم محطة تاريخية مهمة نستذكر فيها قدوة الإنسانية وباني نهضة العمل الخيري بسيرته الطيبة من البذل والإخلاص في خدمة قضايا الإنسانية.

وتعبيراً عن قيمة زايد في قلوبنا، وعن معنى العمل الإنساني في نفوسنا، وعن محبة هذا الشهر المبارك في وجداننا، كان يوم زايد للعمل الإنساني، عام 2018، زرعاً للإنسانية والتسامح والعطاء في كل أرجاء الكون، فما إن يُذكر اسمه في كثير من البلدان حتّى ترتفع الأكفّ، وتلهج الألسن بالدّعاء، بأن يكلأه المولى عزّ وجلّ بواسع رحمته، ويديم على هذه الأرض المعطاء قادتها العظماء، لتبقى راية الخير التي رفعها زايد خفّاقة في كل سماء.

رحم الله القائد زايد.. القيادي الأكثر إلهاماً في صبره وحكمته ورؤيته ورمز الوطنية وحبّ النّاس.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mrxnx2af

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"