عادي
التوترات الجيوسياسية وأسعار الفائدة أكبر محركات العملات المشفرة

هل يخفف الذكاء الاصطناعي آثار «تنصيف البيتكوين» على المعدّنين؟

22:26 مساء
قراءة 3 دقائق
بيتكوين
بيتكوين
إعداد: خنساء الزبير

كثر الحديث، خلال الأيام الماضية، عن تنصيف البيتكوين، أو «الهالفينغ»، وهو حدث يجري كل أربعة أعوام، يتم فيه تخفيض مكافأة تعدين معاملات البيتكوين إلى النصف، ما يؤدي إلى تقليل معدل إصدار عملات جديدة، وبالتالي تقليل الكمية المتاحة من المعروض الجديد. وهذا الانخفاض يقود بدوره إلى ارتفاعات ضخمة في سعر هذه العملة المشفرة الأكبر في العالم.

بالإضافة إلى أن التنصيف يعمل على درء التضخم، فإنه وبحسب الشواهد التاريخية، يسبق ارتفاعاً كبيراً في سعر البيتكوين. ويحصل المعدّنون على أموالهم بالبيتكوين للتحقق من صحة المعاملات، وبعد حساب 210,000 كتلة من المعاملات وإضافتها إلى السلسلة الرئيسية، تنخفض المكافأة الممنوحة للمعدّنين، الذين يقومون بتأمين عملية التنصيف. وفي جميع أنحاء العالم، يوجد أكثر من اثني عشر معدناً، ممن يتداولون علناً على الشبكة وآلاف من المعدنين الأصغر حجماً، والذين يعملون بشكل خاص، ويتسابقون باستمرار لمعالجة المعاملات والحصول على أموال بعملة البيتكوين الجديدة.

ونظراً، لأن التنصيف يؤدي إلى خفض المكافآت المدفوعة للمعدنين مباشرة، فسيكونون أول من يشعر بتأثيره.

وأُجري آخر تنصيف في 19 إبريل/ نيسان الجاري، ما أدى إلى مكافأة كتلة قدرها 3.125 بيتكوين.

ففي وقت متأخر من ليلة الجمعة خفض رمز البيتكوين تلقائياً الإصدار الجديد إلى النصف.

في تاريخ سلسلة الكتل، حدثت سابقاً 3 عمليات تنصيف، وكل منها تلته موجة صعودية لامست فيها العملة أعلى مستوياتها على الإطلاق، ودخلت خلالها موجة من المستثمرين إلى السوق لأول مرة. وقد ساعدت هذه الزيادة السريعة في الأسعار العديد من المعدنين على تجنب الأسوأ، لأنها تميل إلى تعويض التأثير الناجم عن خفض قيمة الكتلة إلى النصف.وقد وصف البعض انخفاض عملة البيتكوين إلى النصف، عام 2024، بأنه لحظة حاسمة لقطاع التعدين؛ ويعتمد نجاح المعدنين أو فشلهم على مقدار العمل التحضيري الذي يقومون به. إن الاستعداد للتخفيض إلى النصف، يعني تقييم جميع استراتيجيات الطاقة الخاصة بالشركة، وجميع قدراتها البرمجية، وجميع عملياتها.

ورغم ذلك، ربما لا يحدث تأثير سلبي كبير، بسبب التحركات الجيدة لسعر العملة، ففي مذكرة بحثية من نيدهام بتاريخ 16 إبريل، قال المحللون إنهم يتوقعون أن يكون للتنصيف تأثير متواضع فقط على هوامش الأرباح المقدرة للمعدنين، قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك والدين، على الرغم من انخفاض الإيرادات بنسبة 50%؛ وذلك نظراً لأن سعر بيتكوين يتم تداوله في نطاق 60,000 دولار إلى 70,000 دولار.

ويتوقعون أن تكون التوترات الجيوسياسية، وسياسة أسعار الفائدة، أكبر المحركات لحركة أسعار العملات المشفرة على المدى القريب، قائلين إن سعر بيتكوين، عندما يتجاوز 60 ألف دولار، فإن التنصيف يعتبر أقل خطراً بالنسبة لجميع المعدنين العامين تقريباً.

كان أمام معدّني البيتكوين فرصة، على مدى أعوام للتحضير لعملية التنصيف؛ كالسعي إلى خفض تكاليف الطاقة وترقية أساطيلهم إلى آلات أكثر كفاءة.

  • مراكز بيانات جديدة

ولتحقيق هذه الغاية، قامت شركة تعدين البيتكوين، «بيتدير»، والتي يقع مقرها الرئيسي في سنغافورة، بالاستثمار في مراكز بيانات جديدة، لكن استراتيجيتها الأساسية، كانت تتمثل في زيادة التكامل الرأسي من خلال البحث والتطوير.

ويركز 25% من موظفيها على جهود البحث والتطوير، والتي يقول كبير مسؤولي الاستراتيجية فيها، هاريس باسيت إنها أدت إلى ابتكارات جديدة ومسارات للإيرادات، مثل منصات التعدين بدقة 4 نانومتر، التي أعلنت الشركة عنها مؤخراً وعروض الذكاء الاصطناعي السحابية.

ومؤخراً صنف المحللون «بيتدير»، بأنها واحدة من أقل الشركات تكلفة لكل عملة في الصناعة.

ويبدو التنصيف الأخير لعملة البيتكوين مختلفاً بدرجة كبيرة عن الثلاث التي سبقته، فعلى مدى أعوام عديدة أدت المنافسة المتزايدة الناجمة عن دخول معدنين بيتكوين جديدين إلى الإنترنت، إلى خفض الأرباح، لأن المزيد من المعدنين، يعني أن المزيد من الأشخاص يتقاسمون ذات مجموعة المكافآت.

  • معدل تجزئة الشبكة

وفي مذكرة بحثية من «جيه بي مورغان»، بتاريخ 16 إبريل، أبدى المحللون ملاحظتهم بأن معدل تجزئة الشبكة، وهو مؤشر للمنافسة الصناعية وصعوبة التعدين، ارتفع بنسبة 4% في إبريل، مقارنة بالشهر السابق.

ويقول بعض الخبراء إن التنصيف يمثل ظروفاً معاكسة تضاءلت أمام معدل التجزئة العالمي، الذي زاد بما يقرب من خمسة أضعاف عن آخر معدل في مايو/ أيار 2020.

وفي العام الماضي، كانت هناك زيادة في الطلب على حوسبة الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية، التي يمكنها دعم أعباء العمل الضخم المطلوب، لتشغيل التطبيقات الجديدة ل «تعليم الآلة». وفي تقرير جديد تقول مديرة صندوق الأصول الرقمية، كوين شيرز، إنها تتوقع رؤية المزيد من المعدنين يتجهون نحو الذكاء الاصطناعي في المواقع، التي تتأمن فيها الطاقة، وذلك بسبب إمكانية تحقيق إيرادات أعلى.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4uk5p6pp

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"