خمس سنوات مشوّقة لأسواق المال في المنطقة

23:07 مساء
قراءة 3 دقائق

إسكندر النجار *

كان لحدث «قمة أسواق رأس المال»، الأسبوع الماضي، في دبي، الزخم الخاص به، من حيث حجم التغطية، وعدد الحضور، ومستواهم، إضافة إلى المتحدثين، وأعضاء اللجنة المشرفة والمنظمة.

أكدت القمة للجميع في شتى القطاعات أنه الوقت المناسب لسوق رأس المال في دولة الإمارات، ليعزز مكانته عالميا في في أسواق المال، وفي الاقتصادات الفعالة، حيث الفرصة باتت مواتية الآن.

وفي مدينة جميرا بدبي، كانت النسخة الثانية من القمة السنوية لأسواق رأس المال، التي ينظمها سوق دبي المالي بمشاركة نخبة من خبراء الأسواق والبنوك والمؤسسات المالية العالمية، وعدد من الشخصيات الرئيسية وصنّاع القرار، لتعزيز التعاون وتحفيز الابتكار وتنمية الحوارات الفعّالة داخل المنظومة الديناميكية لأسواق المال في دبي.

بنك روتشيلد العالمي رأى أن الإمارات تقود الآن عملية جذب الاستثمارات العالمية للأسواق الناشئة، فيما يجري الآن تأسيس الصناديق، على قدم وساق، مع الأخذ في الاعتبار فاعلية المنطقة ككل، وهي التي تقع على رادار الاستثمار العالمي على طول الطريق، شرقاً وغرباً.

يأتي ذلك في الوقت الذي تشهد فيه الاكتتابات العامة الأولية في منطقة الخليج العربي أعداداً لا مثيل لها، لتتصدر الاتجاه الجديد والعائدات التي طال انتظارها للأسواق الناشئة.

لقد تم تسليط الضوء على نضج الحوكمة في المنطقة، فلم تعد الاكتتابات العامة المتعلقة تقتصر على الشركات الحكومية، ولكن القطاع الخاص بات الآن يطرح فرصاً مثيرة للغاية، حيث شهدنا نجاح إدراج شركة الأنصاري للصرافة، و«إنفستكورب كابيتال» و«سبينس». كما اجتذب طرح هيئة كهرباء ومياه دبي، و«فيرتيغلوب»، أسماء استثمارية كبيرة، مثل «بلاك روك»، و«فيدلتي»، وغيرهما.

ولم يعد المستثمرون في المنطقة يبحثون عن الاكتتابات العامة الأولية المدعومة بتوزيع الأرباح فحسب، ولكن كما شهدنا مؤخراً، مع الاكتتاب العام الأولي ل«سبينس»، أصبح النمو والتوسع الآن هما هدف المستثمرين في المنطقة، وفي قلب عملية زيادة رأس المال، ويتبعان إلى حد كبير اتجاه الاقتصاد الإقليمي.

وسلطت هذه الأخبار المثيرة الضوء بشكل أكبر على التحول في عقلية البنوك والصناديق عند النظر إلى المنطقة. فبعد أن كانت البنوك العالمية تعتبر هذه الأسواق سابقاً على أنها مكان لجمع الأموال التي يمكن استثمارها، في الولايات المتحدة وأوروبا فقط، تغيّر السرد اليوم، وباتت المؤسسات المالية تترقب الآن ما هو القادم للاستثمار في منصة أعمال الخليج العربي.

وعلى سبيل المثال، أحدث قسم الأسهم الخاصة في «بروكفيلد» ضجة كبيرة من خلال استثمار 8 مليارات دولار في المنطقة على مدى السنوات الخمس الماضية، عبر مجموعة واسعة من القطاعات من البنية التحتية والعقارات والتكنولوجيا المالية. ما يثبت أن الصناديق تعمل على ترسيخ جذورها عميقاً هنا لتحقيق رؤية طويلة المدى. ولكونها بحاجة إلى تنويع الفرص، فهي بحاجة إلى حاضن قوي لأسواق رأس المال يستوعب إدراجاتها المستقبلية.

وعليه، تسعى الشركات الصغيرة والمتوسطة هنا لمواصلة هذا الزخم الإيجابي، حيث يُعد جمع رأس المال أمراً بالغ الأهمية في ما يخص اتجاهات نموها. وتعد البنية التحتية الاستثمارية القوية أمراً ضرورياً للحفاظ على شهية المستثمرين للنمو، كما أن التربة الخصبة للإدراجات ودعم الحوكمة ستوجد 5 سنوات مقبلة، مثمرة، ومشوقة لأسواق رأس المال في المنطقة.

بدوره، يستثمر سوق دبي المالي بكثافة في بنيته التحتية الرقمية، عازماً على ضمان تجربة مُثلى للمستثمرين تتماشى مع تجربة العملاء في دولة الإمارات العربية المتحدة. وقد تم بالفعل وضع الأسس الصحيحة لهذه المسيرة، بما يضمن المزيد من التنفيذ والمواءمة مع القطاع الخاص في سبيل بقاء المنطقة في دائرة الضوء حتى عندما تتعافى الأسواق العالمية.

* الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة «إكويتي»

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/y8zxbwzb

عن الكاتب

الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة Equiti

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"