عادي

«النوشو».. لغة للنساء فقط

04:20 صباحا
قراءة دقيقتين
إعداد: عبير حسين

احتفت «اليونسكو» أمس بلغة «النوشو» ضمن فعاليات اليوم العالمي للغة الأم الذي أقرته الأمم المتحدة في العام 1999 لتعزيز الوعي بأهمية التنوع اللغوي والثقافي.
تميزت«النوشو» عن غيرها من مئات اللغات المنقرضة، أو التي أوشكت على الانقراض بأنها الوحيدة في العالم التي ابتكرت أبجديتها وكتبتها، وتحدثت بها النساء فقط في مقاطعة جيانج يونج في إقليم هونان الصيني في القرن التاسع عشر، واللاتي أجبرتهن التقاليد الصارمة المتبعة حينها على الحرمان من تعلم القراءة والكتابة، إضافة إلى لزوم الفتيات غرفاً خاصة بهن في المنازل منذ بلوغهن السابعة، وحتى بعد الانتقال إلى منازل أزواجهن ما تسبب في شعورهن بحالة من الوحدة والعزلة التامة عن العالم الخارجي. قال تشاو ليمينج أستاذ الأنثروبولوجيا في جامعة تسينجهوا في بكين: «النوشو» تعني «كتابة المرأة» أو«لغة المرأة» وهي ليست مجرد لغة محكية بل هي ثقافة نسائية كاملة عكست أنماط حياة النساء في هذه المرحلة التاريخية. وأشار إلى أن النسوة حينها نجحن في تطوير لغة خاصة بهن كانت الأخت تلقنها لأختها، والأم لابنتها، وحرصن على سريتها بعيداً عن الذكور. وأفردت «اليونسكو» على موقعها الإلكتروني تقريراً خاصاً عن اللغة السرية للنساء عنونته «النوشو: من الدموع إلى سطوع الشمس»، ونقلت فيه عن ليمينج الذي قضى 30 عاماً محاولاً فك شفرة هذه اللغة التي عثر على بعض أبجديتها منقوشة على الورق، أو مطرزة على المناديل، والمراوح الورقية أن نساء مقاطعة «جيانج يونج» كن مسؤولات عن كتابة سيرهن الذاتية، وكن كلما شعرت إحداهن بدنو الأجل كانت تكتب قصة حياتها لتدفن معها.
ومع بداية الثورة الثقافية الصينية، حرصت عدة جامعات على الحصول على تمويل حكومي يسمح لها بالحفاظ على تراث اللغات المنقرضة، وكانت «النوشو» من أول المشاريع المتميزة التي نجحت فيها جامعة تسينجهوا في جمع وترجمة أكثر من 95% من الوثائق الأصلية التي كتبت بلغة النساء السرية.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"