عادي
أكد حضوره بأعمال تلفزيونية ومسرحية بارزة

أحمد طعمة: الممثل العراقي يمتلك مؤهلات التفوق

02:59 صباحا
قراءة 5 دقائق

ورث التمثيل عن طريق والده الممثل العراقي الراحل طعمة التميمي ثم وجد أن إخوته أخذوا المهنة نفسها فأصبح حب التمثيل مغروساً في جذوره . إنه الممثل أحمد طعمة الذي استطاع أن يؤسس له اسما بارزا في الوسط الفني العراقي من خلال مشاركته في العديد من الأعمال التلفزيونية والمسرحية البارزة .

وقد حرص أحمد طعمة على إجادة التمثيل الكوميدي الرصين، وكذلك أجاد في التمثيل التراجيدي من خلال تجسيده لعدة شخصيات مختلفة . الخليج التقته في بغداد بعد عودته من سوريا وسجلت معه الحوار الآتي:

ما آخر أعمالك؟

آخر ما عرض لي من أعمال تلفزيونية هو مسلسل مرافئ الحنين الذي كتبه حسين النجار وتولى مهمة إخراجه فارس طعمة التميمي ويعرض حاليا على شاشة السومرية الفضائية وشاركني في تجسيد أدواره نخبة من الفنانين الشباب أبرزهم الكوميدي علي جابر وكذلك ناهي مهدي وطه علوان وزهور علاء وآلاء حسين وغيرهم .وقد حظي هذا المسلسل بمتابعة جيدة من قبل الجمهور العراقي، لأنه مسلسل خفيف الظل ويهدف إلى جعل البسمة تتواجد على شفاه العراقيين .

مسلسل مرافئ الحنين فيه فكاهة كثيرة، فهل بات المتلقي العراقي بحاجة إلى مثل هذه الاعمال؟

لقد حاول طاقم العمل بدءاً من المؤلف ومرورا بالمخرج والجهة المنتجة وانتهاء بالممثلين أن يلجأ إلى المواقف الكوميدية النظيفة لكي يزرع على وجه المشاهد العراقي الابتسامة، لأن اغلب الأعمال الدرامية التي قدمت مؤخرا كانت تتحدث عن العصابات وحالات العنف التي ضربت الشارع العراقي . لذلك يتحتم على العاملين في الدراما العراقية إبعاد المتلقي العراقي عن هذا الجو المشحون وان يتمتع بالمشاهد الكوميدية التي تدخل البهجة والسرور إلى نفسه بعد يوم صاخب سواء في العمل أو في الشارع .

هل تعتقد أن المتلقي العراقي بات الآن بحاجة ماسة جداً إلى مثل هذه الأعمال؟

نعم أرى أنه بحاجة ماسة جداً إلى هكذا أعمال . لان الواقع العراقي خلال السنوات الماضية كان واقعا قاسيا جدا ولا اعتقد أن تذكير المتلقي العراقي بذلك الواقع فيه فائدة، لان ذلك الواقع ينكأ الجروح ويزيد الآلام . وعليه أرى أن المتلقي العراقي لم يعد بحاجة إلى تلك الأعمال، بل هو اليوم يتمتع ويتابع بلهفة حتى الأعمال البسيطة التي تجعله منبسطا ومرتاحا في منزله . ومن هذه الحقيقة حرص المنتجون على تقديم الأعمال الكوميدية النظيفة الخالية من الإسفاف والتهريج .واعتقد أن نجاحها في جذب المتلقي سيشجع الجهات المنتجة على إنتاج أعمال كثيرة من هذا النوع .

كيف وجدت الدراما العراقية خلال الأشهر الأخيرة؟

إن مشكلة الدراما العراقية الحقيقية هي مشكلة ميزانية إنتاج التي توضع من قبل القنوات الفضائية التي اختصت بإنتاج الأعمال الدرامية . ورغم ضعف الإنتاج تمكنت الدراما العراقية في الآونة الأخيرة أن تعبر الحدود المحلية وتصل إلى الكثير من البلدان العربية ولو أسندت لها ميزانية ضخمة لقدمت أعمالا درامية كبيرة جدا تجد القبول وحتى المتابعة من قبل المتلقي العربي . بل أنا كلي ثقة بأنه لو توافر الإنتاج الجيد لتركت الدراما العراقية بصمة مؤثرة جدا في نفس المشاهدين العرب .

أنت شاركت في عدة أعمال عراقية عربية فهل وجدت أن الدراما العراقية قادرة على منافسة زميلاتها في مصر وسوريا؟

من خلال مشاركتي مع بعض الممثلين والمخرجين السوريين اتضح لي ومن خلال كلامهم أن الممثل العراقي يمتلك من القدرة والأداء العالي الذي يجعله يتفوق على العديد من نظرائه العرب . لكن تبقى الدراما العراقية أسيرة بيد ميزانية الإنتاج الضعيفة جدا وكذلك هناك مشكلة أخرى وهي افتقارها للنص الجيد بسبب قلة الكتاب الذين يكتبون بشكل جيد . حيث إن لدينا الآن حامد المالكي وأحمد هاتف وهما الأفضل في كتابة الأعمال العراقية الرصينة جدا . لكنهما لا يستطيعان تغطية كل الموضوعات العراقية .

الموضوعة العراقية مطلوبة عربيا كيف نستطيع استغلال هذا الطلب في تقديم أعمال جيدة؟

أتفق معك تماما بأن الحدث العراقي اليوم بات يشكل اهتماما كبيرا لدى المتلقي العربي . وهذا الاهتمام لابد أن تستغله الجهات المسؤولة عن إنتاج الدراما العراقية من خلال تقديم أعمال جيدة ومتميزة ومقنعة في الوقت نفسه .

هل ساهمت الفضائيات العراقية في إيصال الممثل العراقي إلى خارج الحدود؟

إن الذي لا يختلف عليه اثنان هو أن الفضائيات العراقية ساهمت مساهمة فعالة في تعريف المشاهد العربي بالفن الدرامي العراقي وبات الممثل العراقي يشارك في الأعمال العربية المختلفة . فضلا عن ذلك فإن كثرة الأعمال الدرامية العراقية قلصت من ميزانية الإنتاج وهذا انعكس سلبا على قيمة العمل الفني . لذلك أنا أدعو جميع الفضائيات العراقية إلى تعديل ورفع ميزانية الإنتاج ومنح الممثل العراقي حقه، لان أجوره ما زالت دون الوسط . وهذه المرحلة لابد أن تستثمر من قبل المسؤولين عن الفضائيات العراقية بكل دقة .

من الشخصية التي تتمنى تجسيدها؟

أنا من الممثلين الذين يعملون في الكوميديا والتراجيديا وكلاهما له حب في داخلي . لذلك جسدت العديد من الشخصيات المختلفة خلال السنوات الماضية . وعندما تعجبني الشخصية أتقمصها جيدا وادرس أبعادها من كل الجوانب حتى أعطيها حقها سواء كانت كوميدية او تراجيدية، وهناك شخصيات كثيرة تاريخية ومعاصرة أطمح في تجسيدها مستقبلا .

أسمع دائما أنك لم تستطع لحد الآن تجاوز شخصية فائز في مسلسل مناوي باشا؟

هذه وجهة نظر خاصة بمن أطلقها . فأنا جسدت شخصيات عديدة وفي أعمال كبيرة بعد مشاركتي في الجزأين الأول والثاني من المسلسل الملحمي مناوي باشا وهذه الشخصيات أحبها الجمهور وتفاعل معها . لكن الذي حصل مع المسلسل المذكور أن نصه كتب بشكل جيد وبقيت خطوطه مترابطة حتى النهاية . لذلك كانت شخصية فائز التي جسدتها في المسلسل المذكور فيها مساحة واسعة جدا وتركت أثرا اعتز به كثيرا في نفوس المشاهدين ولو وجدت نصوصاً جيدة وفيها مساحات واسعة لتمكنت من تقديم الأفضل بكل تأكيد .

هل تعتقد أن الوقت الذي عرض فيه مسلسل مناوي باشا أسهم في انتشار هذا المسلسل وشخصياته؟

كما ذكرت أن هذا المسلسل كان مترابطا في كل الخطوط وكان كاتبه ومخرجه وممثليه مبدعين . لذلك ما زال هذا المسلسل يعرض لغاية الآن ولم يدخل الملل في نفوس المشاهدين . ولم يكن للوقت دور في تميزه كما اعتقد .

كيف تنظر إلى مسألة استعانة الدراما العراقية بمخرجين وممثلين عرب؟

من الناحية الفنية تركت أثرا طيبا وخصوصا عند الفنيين العراقيين الذين عملوا مع المخرجين السوريين الذين اكتسبوا الخبرة الكبيرة منهم، لأن السوريين ومن خلال تجاربهم العديدة اثبتوا أنهم متقدمون جدا والدليل أن أعمالهم أثارت جدلا كبيرا في العالم العربي .

هل لديك شيء جديد في المسرح؟

حقيقة منذ مدة وأنا كلي شوق إلى المسرح ولكن الوضع الأمني في البلد قلص العروض المسرحية وهذا السبب الرئيسي في ابتعادي عن المسرح خلال المدة السابقة .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"