عادي
أكد أن الموسم الجديد يركز على الابتكار والإبداع .. عبد الله الشرهان ل "الخليج"

الكبار قبل الصغار يتابعون «افتح يا سمسم»

01:50 صباحا
قراءة 6 دقائق

حوار: زكية كردي

سنوات طويلة مرت على غياب هذا الشارع الجميل عن أطفال الخليج والعالم العربي، لكن ذكريات تلك المرحلة لم تبهت يوماً، حتى استطاع محبو برنامج «افتح يا سمسم» إيصال أصواتهم إلى من يصغي، ليعيدوا الحياة إلى شارعهم الذي أحبوه، ويعيدوا معه ذاكرة طفولتهم، فيتشاركوها مع أبنائهم أمام الشاشة. هذا ما يخبرنا عنه المخرج الإماراتي عبد الله الشرهان، مبدع المسلسل الكرتوني حمدون، والمشرف الإبداعي لبرنامج «افتح ياسمسم»، في الحوار التالي، بالإضافة إلى الكثير من التفاصيل عن صناعة الكرتون في الدولة، وآخر مشاريعه الإبداعية المصورة، مع عودة إلى انطلاقته مع القصص المصورة، التي بدأت مع صفحات جريدة «الخليج».

* تميزت الدولة خلال السنوات الأخيرة بأنها أضحت مختصة بإبداع المسلسلات الكرتونية، ما سر تغير واقع الكرتون في الإمارات خلال سنوات قليلة؟
- لا شك أن هناك نقلة نوعية حدثت في عالم الكرتون، وأنا أعطي هذا الفضل بعد الله، للمخرج المبدع محمد سعيد حارب، من خلال إنتاج مسلسل «فريج»، فقبله كان الكرتون شيئا لا يعنينا للأسف، فالجميع ينظر إليه على أنه محصور في عالم الأطفال فقط، بالإضافة إلى أنه غير مفيد مادياً، إلى أن جاءت تجربة «فريج» ومعها تجربة شعبية الكرتون، وأثبتتا أن الكرتون عالم ممتع ويمكن أن يكون استثمارا جيدا إذا دعم بالترويج الجيد.
* أين كانت بصمتك في صناعة هذه المرحلة الذهبية للعمل الكرتوني في الإمارات؟
- كنت في مجال الكرتون منذ البداية، أتقدم فيه بخطوات متدرجة، فبدأت مسيرتي مع هذا الفن مع القصص المصورة، وتحديداً مع جريدة الخليج، إذ كنت أنشر قصصي على صفحة براعم حينها، وذلك في عام 2002 2003 تقريباً، وقتها أدركت أن هناك جمهورا متعطشا لهذا الفن، لكن رغم معرفتنا بهذا كان هناك حقيقة تعيق تطلعاتنا في تطوير هذا المجال، فهو استثمار ضخم يحتاج إلى الكثير من الصرف والجهد، ففي حين يحتاج إعداد القصص المصورة إلى 5 فنانين يعملون عليها، يحتاج تصوير الكرتون على الشاشة إلى عمل عدد كبير يتجاوز 50 رساماً ومحركاً، ليرسموا الشخصيات لقطة بلقطة، في كل ثانية، ولكن حين ظهرت تجربة «فريج» وكان هناك رعاة مستعدون لرعاية هذه الأمور، وجدت أن الأمر ليس مستحيلاً، وبدأت العمل على مشروعي «حمدون»، فقد كان توجهي هو إنتاج مسلسل كرتوني عربي للأطفال، يحمل فكر مجتمعنا وعاداته، ويكون بنفس جودة المسلسلات الكرتونية الغربية التي يشاهدونها بكثرة، لأن أطفالنا بحاجة إلى هذا، وبالفعل نجح العمل وأخذ صدى كبيرا.
* ما حكاية انتشار شخصية حمدون؟
- قبل التفكير بمشروع المسلسل الكرتوني كانت شخصية حمدون موجودة على صفحتي الإلكترونية، واكتشفت أنها انتشرت بشكل كبير على صفحات الناس فيما بعد وعلى السيارات، لأنهم أحبوها كثيراً، وكانوا متعطشين لهذا النوع من الفن المميز والمختلف، وكانت شخصية جميلة ترتدي الزي الوطني الإماراتي.
* كيف ميزت حمدون؟
- أهم خطوة في التخطيط لصناعة العمل الكرتوني هي الحصول على فكرة جديدة، وقررنا أن يكون حمدون مواطناً إماراتياً، لكن لا يعرف شيئاً عن الإمارات تبعاً لظروف عائلته، إذ كان يقتضي عمل والده أن تعيش الأسرة خارج الدولة، ولكن نتيجة ظروف معينة يضطر حمدون وأخته أن ينتقلا للعيش في الإمارات مع الجد والجدة، وتبدأ المفارقات معهما، ومع بداية تعرف الأخوين على عاداتنا وتقاليدنا الجديدة والمختلفة بالنسبة لهما، لم يكن المسلسل مغرقاً بالتفاصيل التراثية، بل كان عبارة عن أسلوب حياة جميل يحمل الكثير من الرسائل الخلقية المفيدة للطفل.
* ما سر نجاح وتميز بعض الأعمال الكرتونية عن غيرها برأيك؟ وكيف يمكن للشباب الجدد التخطيط لمشروع كبير كهذا؟
- السؤال الأهم عند التفكير في عمل كرتوني هو مدى حاجة النص لأن ينفذ كرتونياً، فالنص هو الذي يحدد إن كان يصلح لأن يكون عملاً كرتونياً أم لا، لأن تكاليف إنتاج الكرتون كبيرة جداً.
* كيف جاءت فكرة إعادة «افتح يا سمسم» بعد كل هذا الغياب؟
- سعى بعض الناشطين على مواقع التواصل ، والمحبين القدامى للمسلسل للمطالبة بإعادة إحيائه، ووجدت مطالبهم آذاناً صاغية من قبل صاحبة الاسم التجاري في نيويورك، وهكذا دارت العجلة وبدأت العمل من جديد، وعندما اكتملت الصورة وتوفر التمويل، جرى استدعائي لأتشرف بإدارة العملية الإبداعية في البرنامج.
*ما دورك في العمل؟
- في البداية اعتبرنا أننا ننتج برنامجاً جديداً بالاستناد إلى القديم، وبدأت أعمل على اختيار الفنانين، والكتّاب، الإرشادات، والخطوط العريضة، والشخصيات وشكلها، وتصميم الدمى والاستوديو، والأغاني والنصوص، كنت أشرف على كل هذه التفاصيل، وأحب أن أنوه هنا أن «افتح يا سمسم» عندهم منهج، فهم يستعينون بالأبحاث عادة لاتخاذ القرارات، فاختيار كل هذه التفاصيل كان مرهوناً بتجربتها ضمن بحث مدروس على عينة لا بأس بها من الأطفال الحقيقيين لرصد انجذابهم نحوها.
* لاحظنا أن هناك فروقات بسيطة بين الدمى التي اخترتموها، وبين الأصلية، كيف اخترتم الدمى؟
- التعامل مع هذا الجزء لم يكن سهلاً، فهذه الشخصيات لها جذور تعود لنحو 30 سنة، والناس تحبها كما هي، وهنا كان السؤال: هل نبني شخصيات جديدة كلياً، أم نستند الى هذه الجذور؟ وكان هذا أحد التحديات التي واجهتنا في البداية، حتى ساعدنا الأطفال باختيار الأنسب، فطورنا نعمان، وملسون، وابتكرنا شخصية شمس.
* ما أهم التحديات التي واجهتكم في العمل على عودة المسلسل؟
- كان التمويل والبحث عن جهة تنفيذية تتبنى الإنتاج هو التحدي الأكبر، لكن لحسن الحظ تقدمت شركة «مبادلة» لرعاية العمل، وأسست شركة «بداية» للإعلام، لتوفير التمويل اللازم للموسم الأول، ومستمرون بالعمل على باقي المواسم.
* برأيك من هو جمهور البرنامج اليوم، هل هم الأطفال الذين يتجه لهم، أم الآباء والأمهات الذين تعلقوا به في طفولتهم؟
- من حسن حظنا أن الكبار يحرصون على متابعته قبل الصغار، وهذا تحدٍ كبير، أن نسعى لإرضاء توقعاتهم، بالإضافة إلى إرضاء الجيل الجديد الذي يريد شيئا معاصرا ينافس ما يراه كل يوم.
* كيف ترصد رد فعل الناس بعد عرض البرنامج؟
- أتابع ملاحظات متابعي البرنامج بشكل يومي عبر وسائل التواصل ، وأؤكد أن الجميع في العمل يسعى لتقديم الأفضل في المواسم المقبلة، فالعمل جماعي والقرار فيه مشترك، ونحرص على رصد آراء الجميع، فمن الجميل أن تجد هذا الحرص على التواصل مع البرنامج وتشجيعه عبر وسائل التواصل، بالرغم من أن برامج الأطفال عادة لا تثير اهتمام الكبار، وأحب أن يعرف جميع محبي البرنامج أنه يمكنه زيارة موقع البرنامج ليكتشفوا أنه أصبح تجربة متكاملة، بعد أن يتعرفوا على الفعاليات والبرامج المرفقة، مع كتاب «هيا إلى المدرسة» الذي يطلب مجاناً لأي معلم أو معلمة من خلال الموقع، بالإضافة إلى العديد من الأنشطة التي يستطيع أولياء الأمور مشاركة أبنائهم بها، بالإضافة إلى التطبيق الإلكتروني الذي قدمناه بالتعاون مع «لمسة دوت كوم» عبر الكتاب التفاعلي، ويمكن تنزيل الكتاب من خلال الموقع على تطبيق لمسة، كما نعمل الآن على المزيد من الكتب.
* على ماذا يركز الموسم المقبل؟
- التركيز في الموسم الجديد على الرياضيات، والعلوم، والإبداع، واللغة العربية، وهذا تبعاً لتوجه الدولة لتشجيع الإبداع والابتكار.
* هل هناك أعمال أخرى تحضر لها حالياً؟
- للمرة الأولى أعلن أنني أحضر لفيلم كرتون إماراتي، ولدي تعاون مع دار نشر قريباً لإصدار سلسلة من القصص المصورة، سوف تكون الأولى من نوعها، فهي موجهة للأطفال والكبار، وهي مؤلفة من 3 أقسام «جيز والصعاليك وحمدون»، بالإضافة إلى افتتاح متجر في «دلما مول» قريباً في إمارة رأس الخيمة، وهو يقدم الهدايا المقتبسة من الإصدارات التي نصدرها على شكل هدايا تذكارية.
مواد تعليمية وترفيهية

المسلسل كان باكورة عمل أكثر من 5 سنوات، وجهود أشخاص سعوا لإعادة إحيائه رغم كل التحديات التي واجهتهم، وكانت البداية من مكتب التربية في دول الخليج العربي، إذ عقد اجتماع مع مسؤولي التربية بالتعاون مع مؤسسة «سيسمي ورك شوب» لإعداد وثيقة تتضمن المنهج التعليمي ل«افتح يا سمسم». وحرص التربويون على أن يضمنوه معلومات لم ترد في المناهج، ليغطي مجالات منوعة من المواد العلمية والأدبية مثل الصحة والعلوم واللغة العربية، والثقافة على مواسم عدة.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"