عادي
تريم عمران تريم خالدٌ في ذاكرة الأجيال

11 عاماً على رحيل رجل السياسة وفارس الكلمة

00:22 صباحا
قراءة 10 دقائق
منذ أحد عشر عاماً، وتحديداً في 16 مايو/أيار ،2002 رحل السياسي والإعلامي الكبير تريم عمران تريم الذي لايزال حاضراً رغم الغياب، وفي الأمس حلت ذكرى رحيله، ونحن نحتفي بهذه الذكرى، نقول كان تريم كذا وكذا وما أقساها من (كان)، فبالفعل وإن كان تريم رحل جسداً من المكان، إلا أنه يظل قائماً ابد الدهر في العقول، والضمائر، والوجدان .

تريم عمران السيرة والمسيرة، مجرد ذكر اسمه يدفع بذكريات، ومواقف، ووقفات عدة للراحل، إلى الحضور بقوة على سطح الذهن، لتروي كم كان الراحل الكبير حاسماً برفق، جاداً بمرونة، صلباً بحنو، وديعاً، باسلاً، محارباً بسلاح الموقف الصارم أي زيف، ومجاهداً بالكلمة الحرة كل نفاق والتواء .

أحيانا حين الحديث عن بعض ممن سجلوا بنور، أسماءهم في الحياة يضيق وعاء اللغة، وتتقازم أحرف الأبجدية، بحيث لا تكفي - مهما اجتهد المرء - لسرد كامل مسيرتهم، عدا ومضات ما هي إلا النزر اليسير منها، ومن ذلك مسيرة العمر الكاملة التي سارت عليها خطى الراحل الكبير، التي خاض فيها الصعب قبل السهل، وتحدى في كثير منها نفسه قبل الآخرين، حيث لا يمكن اختزالها في كلمات مهما تعددت، ولاصفحات وإن كثرت .

ما أطول الأيام بعدك يا أبا نجلاء، ما أقسى الرحيل عندما يأخذ من الناس أعزهم، ومن الرجال فارسهم، ومن أصحاب المبادئ والقيم، أنبلهم، وأكثرهم إخلاصاً وولاء وانتماء، اليوم نعود لنستذكر لمحات من حياتك التي كانت غالية على الجميع، ورحيلك المفجع كذلك لمن عاصرك وعرفك عن قرب، ومن سمع عنك واقتدى سلوكاً وأفعالاً بك، ومن تمنى ان يعيشك قرباً ومعرفة، ولم ينل ذاك الشرف، ويحظى بتحقيق هذا المطلب الأمنية .

نعود اليوم - وما أصعبها من لفظة (نعود) في ضوء الحديث عن الراحل الغالي، بضمير الغائب ونحن الذين ما حلمنا مجرد حلم بمفارقته، ولا خطر في بالنا ذلك ولو من قبيل الخاطرة - الى المرور على بعض من جنبات حياته، وقلوبنا لا تزال موجعة بفراقه، يسكنها الحنين لطلته الودودة، وحنوه، ذاك الطيب، الذي ما حط يوماً في موقع، إلا واضفى من طيبه عليه، ولنبدأ عنه منذ السطر الأول:

ولد تريم عمران في الشارقة عام 1942 ودرس في مدرسة القاسمية في الشارقة، ومن ثم في مدرسة الشويخ الثانوية في الكويت، وعقب إنهاء المرحلة الابتدائية، وفي أوائل عقد الستينات التحق بكلية الآداب جامعة القاهرة وتخرج فيها، وكان أن انحاز خلال دراسته في قاهرة المعز للتيار القومي، الذي يرى الزعيم الراحل جمال عبد الناصر صاحب مشروع وحدوي، تحرري، استقلالي، يصلح للوطن العربي ككل، وفي المقابل كان الطالب تريم حينذاك ناشطاً رئيساً في تعريف المجتمع الطلابي المصري بمنطقة الخليج، حيث انخرط في النشاط الثقافي، والاجتماعي في الجامعة .

وجاءت الانطلاقة عقب عودة تريم عمران من القاهرة عام 1968 مع شقيقه د . عبدالله عمران، إذ كانا ضمن الوفد الرسمي لإمارة الشارقة في المفاوضات التي سبقت قيام الاتحاد، حيث فكّر في العمل الصحفي، وقد كان، حول ذلك قال رحمه الله بإذنه تعالى: كان الوضع السياسي حينذاك مقلقاً جداً، وينذر بمخاطر جمة، وصعوبات ستواجهها الإمارات، اذا استمر وضعها السياسي المتصف بالتجزئة والتفتت، الإنجليز قرروا الانسحاب، والمنطقة مجزأة، وليس هناك كيان سياسي واحد يستطيع التعامل مع احتمالات المستقبل، بينما شاه إيران لديه مطامع أعلن عنها، فكانت الدعوة إلى إقامة كيان قادر على مواجهة التحديات، والعمل على تحقيق وحدة المنطقة، كانت الأخطار كبيرة، والعمل المنظم شبه معدوم في منطقة تزداد أهميتها الاستراتيجية، بعد تدفق النفط في أراضيها .

السياسية الأولى

ومن هذه الرؤية، وذاك الرأي جاء التفكير في إصدار أول جريدة سياسية لكشف المشهد الذي كان وقتذاك غامضاً على مواطني المنطقة، الذين لم يكن يشملهم جميعاً التعليم، وجاءت القفزة بإصدار مجلة سياسية شهرية هي الشروق، ومن ثم بدأ تفكير تريم عمران، وشقيقه عبدالله عمران، ويوسف الحسن في إصدار الخليج كأول جريدة سياسية، واصطدموا بالعقبة الأولى ألا وهي عدم استطاعتهم تحمل أية خسائر مادية، أو كلفة إصدار مطبوعة صحافية، في ضوء رواتبهم، التي لم تتعدَ 1500 درهم للواحد منهم، إلا ان التصميم، والإرادة، والهدف السامي، دفعهم لتكملة تحقيق هذه الخطوة الكبيرة .

وحتى تخرج الفكرة إلى حيز التنفيذ، وفي ضوء عدم وجود مطابع مؤهلة في الشارقة والإمارات المتصالحة، قرر الثلاثة التوجه إلى الكويت، واختاروا فجحان هلال المطيري وهو ناشر يماثلهم قومية الفكر العروبي، كان يصدر مع زوجته غنيمة المرزوق مجلة أسرية باسم أسرتي، وكانا يمتلكان مطبعة حديثة، ووافق المطيري على طباعة مجلة الشروق، وجريدة الخليج لاحقاً، وتحت الحساب، إكراماً لاصحابها، وهم من أصحاب الفكر، والهدف، والمبادئ، وكان تريم عمران، ويوسف الحسن يحملان في الأسبوع الأخير شهرياً، المادة الصحافية التي تكتب في الشارقة، إلى الكويت ويعودان بها مجلة مطبوعة وهكذا .

صعوبات وتحديات

ومع الصدى الطيب والمؤثر الذي حققته المجلة بتتابع الأعداد التي صدرت منها، جاء التفكير في الخليج، التي صدرت يوم التاسع عشر من شهر اكتوبر عام ،1970 ومثلها كالشروق، من تجهيز المادة الصحفية في الشارقة، وفي ظروف بالغة الصعوبة، إلى طباعتها في الكويت .

وجاءت جريدة الخليج مختلفة، من حيث الجرأة والقوة، والصلابة، والرأي الحر الذي تبنته، الذي لم يستطع أي كان ثنيها عنه، فكانت بمثابة مولود عملاق البنية، بدأ حديثه بالإصرار على عروبة الخليج، والجزر الإماراتية، من خلال عنوان رئيسي تكرر غير ذي مرة فيها، يحمل ثلاثة لاءات (لا تفريط في الجزر، لا استثمار، لا مشاركة، لا تنازل)، وتسبب ذلك في إزعاج شاه إيران حينذاك بشكل كبير، فسعى إلى إغراء أصحاب الجريدة بالمال، لعلمه بما يواجهونه، بسبب الكلفة الكبيرة التي تقع عليهم جراء إصدار الجريدة في الكويت، وشحنها بالطائرة يومياً إلى الشارقة، لكنهم بإباء كبير رفضوا، وأصروا على استقلاليتها، ذلك خلاف الانزعاج الكبير الذي شعر به كذلك المعتمد البريطاني في الإمارات المتصالحة آنذاك، إثر جرأة الخطاب القومي للجريدة، بما دفعه إلى المطالبة بإغلاقها، لإفسادها الجهود التي تبذلها بريطانيا في حل مشكلة الجزر، بعدما شعر كذلك بأنها صدرت من أجل الخليج الموحد، فكان رد أصحاب الجريدة بأن بريطانيا احتلت المنطقة نحو 150 عاماً، وجعلتها في طي النسيان، لا تعليم، ولا صحة، ولا أية خدمات، فقط مناطق متناثرة، يغمرها الفقر والتخلف، والآن عندما قررت بريطانيا الانسحاب تطلب أيضاً من أهلها السكوت عن جريمة ترتكبها من خلال تسليم جزء من أراضيها إلى شاه إيران .

وتوالت الحروب المهنية والسياسية العديدة التي شهدتها الخليج، من عدد من أصحاب الصحف في الكويت، الذين خشوا من هذا الوافد الصحفي الشرس، الذي وضع رحاله بجرأة، فطالبوا الحكومة الكويتيه بوقف اصدارها، واستمر الأمر هكذا، إلى أن توقفت الخليج، والشروق عن الصدور بعد عام ونصف العام على صدورهما بسبب التكلفة المادية الكبيرة لإصدارهما من دولة الكويت، وبسبب إصرار تريم وشقيقه عبدالله عمران على تجنب تمويلهما من جهات مشكوك فيها، وتحيطها الشبهات، فيما جاء التوقف والدولة تشهد بداية محورية في تاريخها، ألا وهي بداية الاتحاد، البداية الهدف، والمعنى، والقوة، بموجبها اختار المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد آل نهيان عبدالله عمران لتولي وزارة التربية، وبعدها العدل، في حين أصبح تريم عمران أول سفير للدولة في مصر، وأول مندوب لها في جامعة الدول العربية حتى عام ،1976 كما تولى رئاسة المجلس الوطني الاتحادي ولم يستمر الوضع طويلاً، فسطوة العمل الصحافي كانت متسيدة عقل ووجدان تريم عمران، فكان أن عادت الخليج إلى الصدور في إبريل/ نيسان عام 1980 .

عودة مشهودة

وبسرعة فائقة سجلت الخليج تطوراً مهنياً مشهوداً، وكانت دائماً وسط الأحداث، وعلى خط تماس واحد مع المتغيرات والقضايا المحلية، والخليجية، والعربية، والدولية على تنوعها، واختلافها، مع أهميتها ككل، ومع توالي النجاحات التي حققتها، أصبحت دار الخليج للصحافة والطباعة والنشر واحدة من أكبر المؤسسات الصحافية العربية، ومن المعالم الثقافية والصروح الإعلامية في الدولة، ومنطقة الخليج، وبدأت في تنويع إصداراتها، في حين كان للراحل الكبير تريم عمران الفضل في إصدار ملحق الخليج الثقافي في السبعينات من القرن الماضي، وبذلك كان رائداً في مجال الصحافة المتخصصة في الخليج والوطن العربي، وكان له الفضل الأكبر في تسليط الضوء على كثير من التجارب الأدبية، والثقافية، والفكرية في الدولة .

وكانت حرية الصحافة أحد ثوابت العمل المهني عند تريم عمران، اذ كان يقول (حرية الصحافة ليست حقاً من حقوق الناشرين، وإنما هي حق من حقوق المجتمع، ولا يمكن لمجتمع أن يكون حراً، اذا لم تكن صحافته حرة)، وكان يرى أن حرية طرح الأسئلة، والآراء المتعارضة، ووجهات النظر المتباينة، والحصول على المعلومات من مصادرها الأصلية هي التي تفرز الصحافة القادرة على إدارة رسالتها بأمانة، وصدق وموضوعية، فيما كانت ترتبط حرية الصحافة عنده مع الديمقراطية، التي كان يراها الركيزة الأساسية للعمل الوحدوي، ويرى أنها باهظة التكاليف، وطريق شديد الوعورة في العالم العربي، لكنها تعد في النهاية العلاج الوحيد لكل مشكلات ومتاعب الحكم العربي عامة .

هموم سياسية

ويوماً سئل تريم في حوار صحفي عن فكرة ودوافع إصدار الخليج، فجاءت كلماته: كنا جميعاً نعيش نكسة العام 1967 ويعتمل في نفوسنا شعور عام معاد للغرب الاستعماري وأمريكا التي وضح انحيازها التام لإسرائيل، ورغم طوق العزلة الذي ضرب حول المنطقة فإن الشعور بالانتماء القومي كان يقوى ويكبر، وآنذاك انحصر تفكيرنا في إيجاد منبر صحافي ينهي الفراغ الإعلامي الرهيب الذي كنا نعيشه، ويضطلع بدور وطني في التعبير عن آراء الناس ومطالبهم، وقد استقر الرأي على إصدار الخليج اليومية، والشروق الأسبوعية، وكان همنا الرئيس سياسياً، فهذه المنطقة يجب أن تستعيد حقائقها الوحدوية للدفاع عن أراضيها، واللقاء العضوي مع الشقيقات في الخليج العربي، كذلك كان من أهدافنا نشر الوعي الوطني، والقومي، والتوعية بدور المواطن في بناء بلده، والكشف عن واقع إيمان ابناء المنطقة بأنهم وانها جزء لايتجزأ من الوطن العربي، والأمة العربية، وأن قدرتنا في التأثير في الأحداث، وفي تحقيق الاستقلال الناجز، رهن بلقائنا العضوي بوطننا العربي الكبير، ورغم العقبات الكبرى التي تقف أمام صدور صحيفة يومية، فإن طموحنا، وعزائمنا كانت أقوى من كل عقبة، فقد كنا نشعر أننا ننشئ صحيفة لخدمة هدف سام كبير، وعليه فإنه لابد من إيجاد السبل التي توصلنا إلى تحقيق هدفنا مهما تكن المصاعب والعقبات .

المناصب في لمحات

شغل الراحل الكبير تريم عمران مناصب عدة، حيث كان عضواً مشاركاً في مفاوضات تشكيل اتحاد الدولة، وسفيراً للدولة لدى جمهورية مصر العربية، ورئيس وفد الدولة لدى جامعة الدول العربية، ورئيس المجلس الوطني الاتحادي .

ومن مناصبه الصحفية فضلاً عن تأسيسه مع شقيقه د . عبد الله عمران دار الخليج للصحافة والطباعة والنشر، ترؤسه مجلس إدارة الدار، ورئاسة تحرير كل من مجلة الشروق، وجريدة الخليج .

وشارك الراحل في عضوية عدد من اللجان حيث كان عضواً مؤسساً في منتدى التنمية لدول مجلس التعاون الخليجي، ونائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، ورئيس لجنة الإمارات للتكافل العربي، وعضو مجلس أمناء مركز دراسات الوحدة العربية .

كلمات لا تنسى

كان للراحل تريم عمران كلمات لا تنسى، فعن اتحاد الدولة، قال يوماً: كنا محلياً حريصين على وحدة المنطقة، وكانت هذه دعواتنا أمس واليوم وغداً، وكان مطروحاً بعد انسحاب الإنجليز قيام اتحاد إمارات الخليج وأقطاره التسعة، والذي كان مفروضاً أن يضم مع الإمارات كلاً من قطر والبحرين، وكانت الاجتماعات تعقد على مستويين: أحدهما على مستوى القمة والآخر على مستوى الوزراء . وكنا نلح على الاستعجال واختصار المشوار والبت في الأمر، واتخاذ خطوات عملية بقيام مثل هذا الاتحاد أو الكيان . ولكن بدا لنا أن هناك اتجاهاً مختلفاً، وعندما شعرنا بأنه لن يتم الاتفاق على اتحاد تساعي، طلبنا أن يضم الاتحاد الإمارات السبع، وقلنا فليكن سباعياً لأن المنطق والواقع يشيران إلى أن إمارات المنطقة كلها عبارة عن بيوت متجاورة .

سنحرث الأرض لنبدأ من تحت، من الجذور العميقة، نتحاور، نتجادل، نختلف، ولا مانع، ولكن لنسلم بأننا جميعاً كيان واحد كان، ولابد له أن يكون، وأن وحدتنا، ولا شيء غير وحدتنا هي ضمان بقائنا وبقاء الأرض راسخة تحت أقدامنا وغير قابلة للانسحاب . وهي ليست وحدة غاية لذاتها بل هي وحدة الجدار، حتى يتكامل البيت، الأمل، في وحدة أشمل .

ومن جزء مما قاله، رحمه الله، عن الإعلام: نحن بحاجة إلى قوانين تصون كرامة الإعلام والإعلاميين، وتؤكد حقهم في الوصول إلى المعلومات غير المصنفة، وحقهم في المعاملة اللائقة، فلا يتعرضون تحت أي ظرف لمساءلة إلا بإجراءات قضائية، ولا يتعرضون لتوقيف إلا بحكم قضائي، نجن بحاجة إلى مساحة أوسع في إدارة الحوار حول شؤوننا الوطنية كافة بعد أن شب المجتمع، وانفتحت أمامه أبواب الدنيا، بقيمها وثقافاتها، وسلعها، وأمراضها، ويتعرض كل ساعة لآليات قوى الهيمنة، والاختراق والتغوّل، نحن بحاجة إلى رفع مكانة الثقافة، ومكانة الإعلام في المجتمع .

قضايا وطنية رئيسة

قضايا وطنية رئيسة تبنتها الخليج منذ إعادة إصدارها عام ،1980 في صدارتها التركيبة السكانية، حيث كان لتريم عمران قول في ذلك هو: من يراجع أرشيف الجريدة سيجد هذه القضية حاضرة منذ الأعداد الأولى، في المقال، والتحقيق، والدراسة، وقد نظمنا ندوات بمشاركة فعاليات مشهود لها بالعلم، والخبرة، والغيرة الوطنية، وكان لنا شرف إثارة الاهتمام بهذه القضية، ووضعها في مقدمة اهتمامات الرأي العام، كما أن حملات صحافية قادتها الخليج أدت إلى صدور قرارات حكومية سعت إلى الحد من تفاقم الخلل في التركيبة السكانية .

أيضا وضعنا في جدول أولوياتنا تطوير المؤسسات والتشريعات الاتحادية، ودعونا ومازلنا إلى توسيع المشاركة السياسية للمواطنين، باعتبارها حجر الزاوية في التقدم، وفي التنمية، وفي الأمن الاجتماعي، وفي الاستقرار السياسي، والمشاركة حق من حقوق المواطنين، فضلاً عن أنها سمة من سمات العصر، التي باتت تدخل في نسيج العلاقات الدولية، وفي ترتيب مكانة الدول، وهي حصن من حصون التفاعل بإيجابية مع التطورات الاقتصادية، والإعلامية الدولية المرموز لها بثورة المعلومات والاتصالات، المشاركة عبر المؤسسات هي التي تضمن الاستفادة من الفرص، وتساعد على مواجهة الأخطار .

إنها جريدة لخليج موحد

من أجل الخليج . . كانت الخليج، هذه كانت كلمات تريم عمران عن الخليج في مستهل إصدارها حيث قال: الذين يجاهلون الجغرافيا، ويتصورون الخليج كما تدل ظواهره، مجموعات بشرية، لا روابط بينها، مخطئون، ونظرة واحدة على هذا السطح المائي نرى أنه ربط بين كل المطلين عليه بتاريخ مشترك، وعادات مشتركة، ومآس مشتركة، وأفراح مشتركة، حتى الأمراض التي أورثتنا إياها أهوال الفاقة، نجدها متشابهة، وكل بشرة هنا دبغتها الاملاح، وكل القلوب عرفت لوعة الذاهبين بلا عودة، ولهذا كانت هذه التجربة، إنها حنين للعودة إلى المخاض المشترك، والميلاد المشترك، والخليج جاءت ليقرأها عرب الخليج على الامتداد نفسه في اللحظة نفسها، الفكرة صعبة جداً، لكنها جديرة بالمشقة، لأنها حنين للارتباط القديم الجديد الأبدي، إنها جريدة لخليج موحد، رغم الحدود والمسافات .

كما كان صوت تريم عمران واضحاً منذ بداية انخراطه في العمل العام، بإصداره لمجلة الشروق عام ،1970 لنشر الوعي الوطني والوحدوي ومقاومة الاستعمار والرد على أكاذيب شاه إيران، فيما يتعلق بزعم ملكية إيران للجزر الإماراتية الثلاث: أبو موسى، وطنب الكبرى، وطنب الصغرى، ونزوعه الدائم نحو حلم الوحدة العربية .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"