عادي
الهجوم الإرهابي على منشآت سعودية يهدد فائض الخام وينذر برفع الأسعار

العالم يتأهب لتأمين إمدادات النفط

02:26 صباحا
قراءة 3 دقائق

تفرض الهجمات الإرهابية، التي تعرضت لها وحدات معالجة نفطية رئيسية في السعودية على العالم، اختبار قدرته على التعامل مع أزمة في الإمدادات؛ إذ يواجه فقدان ما بين 5و6% من الإمدادات العالمية من أكبر دولة مصدرة للنفط الخام في العالم بصفة مؤقتة.
وفي اطار تهدئة الأسواق أكدت السعودية أنها ستلجأ إلى استخدام مخزوناتها النفطية الكبيرة لتعويض عملائها، غداة الهجوم الذي استهدف منشأتين نفطيتين رئيسيتين في المملكة. كذلك قالت واشنطن، إنها على استعداد للسحب من المخزون النفطي الاستراتيجي إذا اقتضى الأمر.
وأعلنت جماعة الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران في اليمن مسؤوليتها عن الهجمات، التي أدت إلى إغلاق وحدتين في منشأة أبقيق، قلب صناعة النفط في المملكة، وقال بيان من شركة أرامكو السعودية إن إنتاج المملكة سينخفض بمقدار 5.7 مليون برميل يومياً أي بأكثر من نصف الإنتاج السعودي.
وقد ترتفع أسعار النفط الخام عدة دولارات للبرميل عندما تفتح الأسواق الاثنين؛ إذ إن تعطل الإمدادات لفترة طويلة قد يدفع الولايات المتحدة ودولاً أخرى للسحب من مخزوناتها النفطية الاستراتيجية لزيادة الكميات المتاحة تجارياً على مستوى العالم.
وقال جيسون بوردوف، المدير المؤسس لمركز سياسة الطاقة العالمية بجامعة كولومبيا في نيويورك: «أسعار النفط ستقفز بفعل هذا الهجوم وإذا طال أمد تعطل الإنتاج السعودي، فسيبدو السحب من المخزون الاستراتيجي... مرجحاً ومنطقياً».
ومن السابق لأوانه معرفة مدى الضرر، الذي لحق بوحدتي المعالجة وسلسلة الإمداد السعودية التي تنقل النفط الخام من حقول الإنتاج إلى منشآت التصدير.
وقال أمين الناصر، الرئيس التنفيذي لأرامكو في بيان إن الشركة سيكون لديها مزيد من المعلومات خلال 48 ساعة في الوقت الذي تعمل فيه على إعادة الإنتاج المتوقف.
وفي العام الماضي، تجاوزت صادرات أرامكو السبعة ملايين برميل يومياً من النفط الخام مع تسليم ثلاثة أرباع هذه الصادرات لزبائن في آسيا.
وتملك السعودية احتياطيات تبلغ حوالي 188 مليون برميل أي ما يعادل طاقة المعالجة في بقيق لمدة 37 يوماً تقريباً، وذلك وفق ما ورد في مذكرة يوم السبت من رابيدان إنرجي جروب.
ويشهد فائض الطاقة الإنتاجية لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، وهي القدرات الإنتاجية غير المستغلة التي يمكن اللجوء إليها لتزويد المستهلكين في حالة نقص الإمدادات، تراجعاً منذ عشرات السنين بفعل تقادم حقول النفط.
وفي أغسطس/‏‏‏آب، كانت الطاقة الفائضة الفعلية لدى السعودية والتي تبلغ 2.3 مليون برميل يومياً، تشكل أكثر من ثلثي الطاقة الفائضة لدى أوبك والبالغة 3.2 مليون برميل يومياً، وفقاً لتقديرات وكالة الطاقة الدولية، وتسهم الكويت والإمارات بمعظم الفارق.
وقال محللون إن روسيا ربما تملك قدرة فائضة في أعقاب الاتفاق العالمي بين أوبك وحلفائها للحد من الإنتاج بهدف دعم الأسعار.
وتقول وزارة الطاقة الأمريكية إن المخزون الاستراتيجي الأمريكي يبلغ الآن نحو 644 مليون برميل تعادل ما يقرب من إنتاج الولايات المتحدة في 52 يوماً.
وإذا طال أمد تعطل الإمدادات، فقد يدفع ذلك لزيادة الإنتاج والصادرات من الولايات المتحدة، لكن محللين ومتعاملين في النفط قالوا إن استجابة الشركات الأمريكية للتغيرات السعرية، قد تستغرق شهوراً بسبب قيود لوجستية.
ويتجاوز الإنتاج الأمريكي الآن 12 مليون برميل يومياً وتتجاوز الصادرات الثلاثة ملايين برميل يوميا، لكن ليس من الواضح ما إذا كان بإمكان منشآت التصدير الأمريكية استيعاب الشحنات الإضافية.
وقال أندي ليبو، رئيس ليبو أويل أسوشييتس:
«كل يوم تظل فيه المنشأة مغلقة يفقد العالم خمسة ملايين برميل أخرى من إنتاج النفط، والطاقة الفائضة في العالم ليست خمسة ملايين برميل يومياً». (رويترز)
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"