عادي
أسعار النفط تتراجع وسط مخاوف من حرب تجارية بين البلدين

الصين تتحدى برنت والخام الأمريكي بعقود النفط الآجلة باليوان

02:30 صباحا
قراءة 6 دقائق

تراجعت أسعار العقود الآجلة لخامي برنت وغرب تكساس الوسيط، أمس الاثنين مع تأثر الأسواق العالمية سلباً بالمخاوف من حرب تجارية وشيكة بين الولايات المتحدة والصين.
وفي آسيا استهلت عقود شنغهاي الآجلة للنفط الخام تعاملاتها بقوة من حيث الحجم مع شراء المستثمرين وتجار السلع الأولية في أحدث أداة مالية عالمية لتداول النفط.
لكن شبح حرب تجارية شاملة بين الولايات المتحدة والصين يلقي بظلاله على الأسواق ما عصف بالأسهم الآسيوية اليوم. وتأتي التراجعات بعد أن وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأسبوع الماضي مذكرة قد تفرض رسوماً على واردات من الصين تصل قيمتها إلى 60 مليار دولار.
أثر ذلك سلباً في عقود النفط الخام الآجلة أيضاً. وخلال الجلسة تراجعت عقود الخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط 29 سنتاً بما يعادل 0.4 في المئة إلى 65.59 دولار للبرميل.
وسجلت العقود الآجلة لخام برنت 70.23 دولار للبرميل بانخفاض 22 سنتاً، أو 0.3 بالمئة.
وقفزت عقود شنغهاي إلى 447.1 يوان (70.88 دولار) للبرميل بعد فترة وجيزة من تدشينها ثم تراجعت لتغلق عند 429.9 يوان (68.15 دولار).
وتعرض الخام لضغوط أيضاً من ارتفاع عدد الحفارات النفطية العاملة في الولايات المتحدة إلى أعلى مستوى في ثلاث سنوات عند 804 ما ينبئ بمزيد من الزيادة في الإنتاج الذي قفز بالفعل بمقدار الربع منذ منتصف 2016 إلى 10.4 مليون برميل يومياً.
إلى ذلك، يأتي إطلاق الصين عقوداً نفطية آجلة مقومة باليوان تتويجاً لجهود بذلتها بورصة شنغهاي للعقود الآجلة على مدى عشر سنوات بهدف منح أكبر مستهلك للطاقة في العالم مزيداً من النفوذ في تسعير الخام المباع لآسيا.
وقالت البورصة يوم الجمعة، إنها حددت سعراً افتتاحياً لعقودها النفطية الآجلة لشهر أقرب استحقاق التي تطلقها الاثنين عند 416 يواناً (65.80 دولار) للبرميل.
ويقول تجار ومحللون إن بواعث القلق تتضمن مدى حرية تغيير اليوان بعملات أخرى في ظل القيود التي تفرضها الصين على خروج رؤوس الأموال، بينما لا تزال هناك مخاوف بشأن تدخل الصين المكثف في أسواقها للسلع الأولية في السنوات الماضية.
ومن شأن الالتزام بتداول خامات شنغهاي باليوان أيضاً أن يضيف مخاطر عملة في السوق قد تؤدي لعزوف بعض التجار.
وتضع بورصة شنغهاي الدولية للطاقة، وهي وحدة بورصة شنغهاي للعقود الآجلة المسؤولة عن إدارة العقود، حدوداً قصوى يومية صارمة لعدد الأوامر الملغاة المسموح بها لكل حساب بهدف الحد من التلاعب. ويتضمن ذلك التقدم بطلبات شراء، أو عروض بيع للعقود الآجلة بنية إلغائها قبل التنفيذ. وبخلق طلب وهمي، يستطيع المتلاعبون التأثير في الأسعار بما يفيد مراكزهم في السوق.
فبالنسبة للعملاء الكبار الذين يضعون أوامر تزيد على 300 دفعة، أو ما يعادل 30 ألف برميل من النفط، فإن الحد الأقصى هو 50 إلغاء يومياً. أما المتعاملون بأوامر أصغر فمسموح لهم بـ500 إلغاء.
ويختلف ذلك عن البورصات العالمية مثل بورصة شيكاغو التجارية التي تستخدم نسبة تُحدد بناء على حجم تعاملات المستثمر.
ويقول متعاملون إنه في الأيام التي تشهد تقلبات في السعر وارتفاعاً في أحجام التعاملات، فإن المستثمرين الدوليين الجدد في الأسواق الصينية قد يخضعون لعقوبات إذا تجاوزوا تلك الحدود وهم يحاولون تعديل مراكزهم.
والمستثمرون في العقود الآجلة الصينية للسلع الأولية لا يجرون عادة معاملات منتظمة على مدى الشهور، وإنما يختارون أشهراً معينة لإجراء تعاملاتهم. وقد يعرقل ذلك مساعي التداول بهدف الاستفادة من فروق الأسعار بين برنت وخام غرب تكساس الوسيط وشنغهاي.
وبالنسبة لخام الحديد على سبيل المثال، وهو أحد أسواق العقود الآجلة الأكثر نشاطاً في الصين، فإن معظم المراكز المفتوحة لما يزيد على 2.3 مليون دفعة توجد في عقود مايو/ أيار، وسبتمبر/ أيلول، بينما تتراوح النطاقات في أشهر التسليم بينهما ما بين عشرات الآلاف من الدفعات إلى أقل من عشر دفعات في بعض الحالات.
وعلى النقيض، تكون السيولة خلال الخمسة أشهر الأولى من عقود برنت وغرب تكساس الوسيط موزعة بالتساوي تقريباً، ما يعكس الإقبال عليها من صناديق التحوط وغيرها من المستثمرين الماليين الذين يرغبون في التعامل شهر بشهر.
وسيكون هناك فارق مدته ساعة ونصف الساعة بين التسوية والسعر الذي تنشره ستاندرد آند بورز جلوبال بلاتس، التي تقدم تقييماً سعرياً للمنطقة الساعة 0430 مساء بتوقيت سنغافورة، فيما تسميها عملية «السوق عند الإغلاق» التي يتابعها القطاع عن كثب. (رويترز)

كيف يمكن للأجانب فتح حساب للتعاملات؟

يـحـتاج المسـتثمرون الأجانب لفتح حسابات بنكية لغير المقيمين في أحد البنوك الثمانية التي تتعامل مع ودائع الهامش لعقود الخام الآجلة المقومة باليوان، بحسب بورصة شنغهاي الدولية للطاقة.
وهذه البنوك هي البنك الزراعي الصيني، وبنك سي.آي.تي.آي.سي، وبنك التعمير الصيني، وبنك الصين الصناعي والتجاري، وبنك الصين، وبنك الاتصالات، وبنك تشاينا ميرتشانت، وبنك سنغافورة للتنمية.
وسيحتاج المستثمرون لتحويل الأموال من هذا الحساب المصرفي إلى حساب مفتوح لدى وسيط محلي أو أجنبي أو الوكالات المسجلة في بورصة شنغهاي الدولية للطاقة. وسيفتح الوسيط حسابين لدى البورصة، أحدهما لودائع الهامش والثاني لتسويات العملات الأجنبية.

من الذي سيستخدمها في القطاع المحلي؟

فتحت الصين ما يزيد على ستة آلاف حساب للتداول، بما في ذلك حسابات لشركاتها النفطية الكبيرة ونحو 150 شركة وساطة. وتم تسجيل عشرة وسطاء أجانب، من بينهم جيه.بي مورجان وباندز فايننشال وستريتس فايننشال سيرفسيز ووحدات أخرى لوسطاء محليين مقرها هونج كونج. ومن المرجح أن تجتذب في الأساس المستثمرين المضاربين الصغار الذين يهيمنون على أسواق العقود الآجلة الأخرى للسلع الأولية التي غالباً ما تشهد تقلبات، رغم أن رسوم التعاملات في النفط الخام عالية نسبياً. وقال تاجر نفط من شاندونج، إن المصافي الصينية المستقلة ستقوم على الأرجح بمعالجة الخام الثقيل بدلاً من الخام المتوسط الكبريت الذي يتم تداوله في العقود الآجلة. وهناك ثلاث مصافٍ مستقلة على الأقل تتطلع لاستخدام العقود للتحوط قالت أيضاً، إنها ليست متيقنة بشأن التسليم. وبموجب القواعد، لا يستطيع المشترون اختيار درجة معينة من الخام الذي سيتم تسلمه أو تحديد موقع التسليم.

ماذا يفعله الوسطاء المحليون لجذب عملاء؟

قالت مصادر لدى شركات سمسرة لرويترز، إن الكثير من كبار وصغار الوسطاء مثل كوفكو وتشاو جين للعقود الآجلة أعفوا عملاء النفط الخام من الرسوم التي يتقاضونها على التعاملات، وسيقدمون خدمات استشارية مجانية، إضافة إلى تدريب مجاني في محاولة لكسب مزيد من العملاء. وأحجمت كوفكو وتشاوجين عن التعليق.

ما الذي سيحدث خلال العطلات الصينية؟

ستتوقف التعاملات في عطلات عامة تمتد لأسبوع في الصين، وهو ما يفقد بورصة شنجهاي توافقها مع البورصات الغربية. وتعني ساعات التداول الأقل مقارنة مع نحو 24 ساعة في البورصات الغربية أن السوق قد تحاول في بعض الأوقات اللحاق ببقية أسواق العالم.

«سينوبك» توقع أول اتفاق بسعر «عقود شنغهاي»

قال مصدران مطلعان لرويترز إن شركة التجارة العملاقة ترافيجورا من أوائل الشركات الأجنبية التي تتداول عقود الخام الآجلة التي أطلقتها الصين أمس الاثنين. وعقد خام شنغهاي الآجل أول العقود المشتقة للسلع الأولية التي تسمح الصين للمستثمرين الأجانب بالتداول فيها.
وقال مسؤول كبير بشركة يونيبك أمس إن الذراع التجارية لسينوبك، أكبر شركة تكرير في آسيا، وقعت اتفاقا مع شركة نفط غربية كبيرة لشراء خام من الشرق الأوسط بسعر يتحدد على أساس عقود نفط شنغهاي الآجلة الجديدة.
وقال المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه بسبب سياسة الشركة إن يونيبك آسيا التي مقرها هونج كونج ستشتري الخام المقرر تسليمه في الصين لمدة عام بدءا من سبتمبر /أيلول. وأحجم المصدر عن التعليق بخصوص الطرف الآخر الموقع معه الاتفاق أو حجم المشتريات.
وأضافت عدة مصادر في السوق أنه تردد أن البائع هو شل انترناشونال ايسترن تريدنج، الذراع التجارية لرويال داتش شل، وإن كانت متحدثة باسم شل قد أحجمت عن التعليق.
وقد يسهم الاتفاق في تعزيز فرص نجاح أول عقود الصين الآجلة للخام في الوقت الذي يأمل فيه أكبر مستورد للنفط في العالم في استحداث معيار منافس لخامي القياس العالميين برنت وغرب تكساس الوسيط.
وفي الوقت الحالي، يجري تسعير ما يربو على 15 مليون برميل يوميا من خامات الشرق الأوسط وروسيا المصدرة إلى آسيا باستخدام خامي دبي وعمان القياسيين اللذين تقيمهما وكالة ستاندرد آند بورز جلوبال بلاتس للتسعير، والعقود الآجلة للخام العماني في بورصة دبي للطاقة.
وقال المسؤول «سيولة عقود نفط شنغهاي الآجلة ستفوق نظيرتها في بورصة دبي الطاقة» إذ توفر مقياسا بديلا لأسعار شحنات النفط التي يجري تسليمها في الصين.(رويترز)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"