الإمارات ترياق العون

04:04 صباحا
قراءة دقيقتين
ابن الديرة

في لفتة ليست بغريبة ولا مفاجئة، وفي ظل الظروف المناخية الصعبة التي اجتاحت المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة، وتسببت في أضرار كبيرة، في الناس والممتلكات والبنية التحتية، يبادر صاحب الأيادي البيضاء، صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بتسيير جسر جوي لتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة للمتضررين، وتشرف قرينته سموّ الأميرة هيا بنت الحسين رئيسة مجلس إدارة المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في دبي، على تجهيز طائرتين للنقل الجوي، من طراز جامبو 747 وهيركيوليز C
130 وتحميل نحو 60 طناً من المساعدات، محملة بمواد الإعاشة، وإمدادات طبية ومواد غذائية وخيام وغيرها، بما يخفف من الضرر، ويسهم في إيواء المتضررين، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه. وتولت سموّ الأميرة هيا متابعة مختلف مراحل تجهيز المواد الإغاثية وشحنها، بالتنسيق مع الأجهزة المعنية المحلية والمركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات في الأردن.
مساعدة الناس من الأشقاء والأصدقاء، ليس عملاً تباهي به الإمارات، وتتفضّل به؛ إنه من الواجبات التي وضعتها قيادة الإمارات، وتعهّدت بتنفيذها، منذ بدأت يدا زايد الخير، طيّب الله ثراه، تشقان الصخر، وتحولان الرمل واحات خضراء، لبناء دولة عصرية حضارية فيها كل مقوّمات التقدم والرخاء والازدهار، لكن معدنها الأساسي وجوهرها وفلزّها، هو الإنسانية وخدمتها، أنّى كانت وكيفما تجلّت.
ما أصاب أهلنا في الأردن، محزن ومؤلم ويقضّ المضاجع، فليس أقسى على النفس، وأكثر إيذاء للعين، من رؤية مشرّد، يتخبّط في لجّة من السيول، أو امرأة تحمل أفلاذ كبدها، وتتقاذفها المياه، أو طفل بعينين متألمتين باكيتين، هؤلاء جميعاً، آلمت رؤيتهم، صاحب القلب الكبير، والنفس السمحة، فلم يهدأ له بال، إلا بتسيير هذه المساعدة التي نرجو من الله، أن تخفّف من آلام أهلنا وأشقائنا، وتبلسم جراحهم، وتدخل شيئاً من الطمأنينة إلى نفوسهم.
الإمارات، بلد الخير والعطاء والإنسانية، مسيرة بدأها المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان طيب الله ثراه، وأكملها صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، وصاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإخوانهم أصحاب السموّ حكام الإمارات، بأن الإمارات، واحة أمن واطمئنان لجميع من يقيم على أرضها، وترياق الشفاء وعون المحتاجين في كل بقاع الدنيا.
لا يسعنا إلّا نثمّن هذا الصنيع الخيّر، ونقول بوركت يداك أبا راشد، وسلمت الأميرة هيا عوناً وعضداً لصنائعك.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"