المبتعثون صناع المستقبل

04:53 صباحا
قراءة دقيقتين

ابن الديرة

المجلس الوزاري للتنمية الذي يترأسه سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة رئيس المجلس، وجّه بإعداد سياسة موحدة للابتعاث على مستوى الدولة، بهدف تحقيق مؤشرات وطنية تقود إلى خلق اقتصاد معرفي تنافسي، يحفز الطلبة على الدراسة في أرقى الجامعات العالمية، للوصول إلى مخرجات تعليمية تغذي سوق العمل باحتياجاته المهمة من القدرات البشرية الخاصة والمتميزة.

والاهتمام بقضية الابتعاث زاد مؤخراً، لأن البلاد باتت تمهد وتخطو خطوات ضرورية على طريق رسم المستقبل والإعداد له، وربطه بمعطيات الحاضر، وهو نمط من الاهتمام يختلف تماماً عما كان سائداً بعد قيام الدولة الاتحادية، حيث كان عدد الجامعات المحلية فقيراً، ويكاد يكون معدوماً، وكان التوجه للابتعاث والدراسة في الخارج أساس مخططات التعليم العالي.

لكننا اليوم، والبلاد تعيش أولاً بأول مع منتجات عصر السرعة والذكاء، القرن الحادي والعشرين، وبدأت الإعداد لمئويتها 2071، والذي يربط بين الواقع الحالي والهدف المنتظر بالتعليم، ويؤكد في الوقت ذاته أن الطلاب المبتعثين هم صناع المستقبل.

فالمبتعث هو مشروع عالم جديد، وليس خريجاً جامعياً كما كان الحال في العقود السابقة، فجامعاتنا الوطنية وتلك التي نستضيفها، تخرج سنوياً عشرات الآلاف من الطلبة في تخصصات مختلفة، كثير منها يستوعبه سوق العمل بسهولة لتعطشه للكادر البشري المواطن، أما اليوم فما نحتاج أن ندرسه في الخارج هو ما نفتقر إليه في جامعاتنا؛ حيث البيئة هناك تكون مواتية أكثر، والتكلفة أقل مقارنة بإنشاء كليات علمية متخصصة بكل ما تتطلبه من نفقات عالية لتعليم وتأهيل عدد محدود من الطلبة.

في اليوبيل الذهبي للإمارات، تتطلع البلاد قيادة وحكومة وشعباً، إلى تحقيق أرقى درجات الجودة للعملية التعليمية، وأن يصبح الطالب الإماراتي بالفعل لا القول مشروع عالم صغير، ومن بين أفضل الطلاب في العالم، فما ينفق على التعليم يستحق أن يصل بنا إلى هذه النتائج المرجوة، ونحن على أبواب العام الذهبي، يحدونا كل الأمل ببلوغ المراد وتحقيق حلم زايد القائد المؤسس ومن بعده قيادة البلاد الحكيمة التي سخرت كل الإمكانيات لتحقيق هذا الهدف المقدس.

سياسة الابتعاث الموحدة ستركز على اختيار نوعية الطلبة المبتعثين، القادرين على أن يكونوا عند تخرجهم مشاريع علماء حقيقية، وإضافة فارقة ونوعية للكادر البشري الإماراتي، تقود طلائعه نحو مزيد من تحمل المسؤولية وتحقيق الإنجازات فائقة الأهمية.

الطلاب النابغون والمتميزون في المرحلة الثانوية، يجب أن تشكل اهتمامات الدولة بالتعليم لأقصى الحدود، حافزاً قوياً لهم للنبوغ واختيار التخصصات النادرة والأكثر أهمية لبلادهم في عصر الذكاء الاصطناعي والثورة الصناعية الرابعة، ليكونوا قرة عين الوطن في مستقبل سنواته، نحو مزيد من الاستقرار ورغد العيش.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"