قلب الإمارات على السودان

05:25 صباحا
قراءة دقيقتين

ابن الديرة

لا يُنبئ المرء عن جديد حين يشير إلى عمق العلاقة الإماراتية السودانية طوال تاريخ العلاقة، ويمكن بهذا الصدد التذكير بالزيارات المتبادلة للقائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والقادة السودانيين، منذ البدايات المبكرة، وكذلك اعتزازه بالجالية السودانية التي أسهمت في نهضة الإمارات، حين تولى أهلها مراكز مؤثرة في مختلف القطاعات الحكومية والخاصة، وخصوصاً في التعليم والصحة والبلديات، ونشأت بالتالي أخوة ومحبة خصوصيتان غرس بذورهما زايد الخير، وظلت أشجار وحدائق العلاقة مزدهرة ومثمرة عبر العقود.

دائماً، كانت دولة الإمارات مع السودان وإلى جانبه في السراء والضراء، ونُظر دائماً إلى دعم السودان والسودانيين باعتباره واجباً وطنياً وقومياً يُؤدى، بغض النظر عن أي ظروف وملابسات سياسية طارئة أو متغيرة، فالمسألة أولاً مسألة مبدأ. شعب السودان الشقيق شعب عزيز كريم ويستحق. هذا هو حال فكر ولسان الإمارات قيادة وحكومة وشعباً.

وفي هذا السياق يأتي توجيه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بالتواصل مع المجلس العسكري الحاكم في السودان، وذلك نحو معرفة الاحتياجات وتقديم الدعم الملائم.

لهذه الوقفة غير المنبتة عن سياقها وتاريخها معناها ومغزاها، لكن الهدف شعب السودان واجتيازه محنته، وهو القادر على ذلك والمؤهل له يقيناً. في هذا البلد العربي العريق إمكانيات زراعية ومادية وبشرية هائلة، لكن فرص التحقق لم تُتح لشعبه نتيجة عدم ترتيب الأولويات في عهود متوالية، وها هو شعب السودان يقول كلمته، وها هي دولة الإمارات تتضامن مع شعب السودان وخياراته.

إنها مسافة جديدة مكتنزة بالفرص، حيث التغيير منهج واشتغال وإرادة، وحيث التضامن فعل على الأرض وليس قولاً فقط، وفي البداية والنهاية، فهذه هي الإمارات التي تعرف واجبها ولا تتخلى عنه، وتتصرف إزاء المستجدات بما يُمليه عليها ضميرها، في أفق سياسة خارجية تنسجم مع السياسة الداخلية، وكأنهما مساران منسقان ومتكاملان، وهما كذلك بالفعل، حيث الانطلاق من إرث وعادات وتقاليد الإمارات، كما من مقتضيات التنمية الشاملة والمتوازنة والمستدامة كما تفهمها وتطبقها الإمارات، وكما من دستور الدولة المتقدم والقوانين والأنظمة المرعية.

وإذا كان السودان الشقيق اليوم أمام مرحلة انتقالية أقصاها سنتان، وأمام تشكيل حكومة مدنية يقوم بها متخصصون مخلصون يُلبّون مطالب شعب كريم طالما عانى وتحمّل، فإن الإمارات في هذه اللحظة، كما كانت دائماً، نعم الشقيق الناصر، والمحب المؤازر.

الأمل كبير، حيث شعب السودان قادر على صناعة مستقبل أفضل؛ شعب أخلاق وقيم وعليه يُعوّل قطعاً. غد السودان أفضل من يومه وأمسه، ولقد أسهم هذا الشعب في حركة التقدم والتغيير أينما وجد في أربع جهات الأرض، فلتُتح له مسافة فرص في وطنه تكتنز بالأمل والعمل.

قلوبنا نحن، أهل الإمارات، قيادة وشعباً، مع السودان وعليه، وقلب الإمارات أرضاً ووطناً نابضاً بالأخوة والعروبة مع السودان وعلى السودان، حفظه الله لأهله مستقراً وآمناً وهانئاً.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"