الإمارات هي الإمارات

03:38 صباحا
قراءة دقيقتين
ابن الديرة

المنطلق واحد وهو السعي إلى تحقيق خير الإنسان والإنسانية. من هنا تناغم وانسجام السياسة الداخلية والسياسية الخارجية لدولة الإمارات، وبينهما وصول العمل الإنساني الإماراتي مراحل بعيدة من التميز والنجاح، حيث اشتغال الإمارات الإنساني أولوية، وعنوان موضوع في واجهة الأجندة الوطنية، وقد توالى عطاء الإمارات فصولاً منذ التأسيس الأول على يد القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وصولاً إلى مرحلة التمكين والعهد الزاهر لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله.
لا بد من هذا الاستحضار الجميل لبعض تاريخ العطاء الإماراتي والعالم يواجه بالاستنكار والاستهجان الشديدين الاعتداء الإرهابي الآثم على مقر دار الضيافة لوالي قندهار، حيث أصيب شرفاء أبرياء منهم سفير الإمارات في أفغانستان، ودبلوماسيون إماراتيون كانوا معه، والمفارقة أن الإرهاب الأعمى يوجه، هذه المرة، وبشكل مباشر، إلى أيادي الخير والعطاء، وإلى فكر إنساني مؤمن بالإنسان في كل مكان، وبحقه في الحياة الحرة الكريمة العزيزة بغض النظر عن عرقه وجنسه ولغته ومعتقده.
وإذا كانت دولة الإمارات عبر بيان وزارة الخارجية والتعاون الدولي قد قالت كلمتها بخصوص حادث الاعتداء المؤسف، فإن الأكيد أن أنموذج دولة الإمارات في التسامح والانفتاح والعدل والتنمية مستهدف، حيث هو مشروع تنويري ومتقدم يمثل النقيض الموضوعي لما تطرحه أو تحاوله قوى الظلام والتطرف والتكفير.
أما المفارقة الصارخة التي يصل صوتها إلى ضمير العالم، فتتمثل في أهداف زيارة سفير الدولة في أفغانستان إلى قندهار: المزيد من خدمة الإنسان عبر التعليم وبناء المعاهد والجامعات، فيما أصابع الغدر تصادر هذا الفرح وهو في مرحلة غرسه، فهي عدوة الفرح والإنسان والإنسانية.
الرسالة إلى هؤلاء، بل إلى أربعة أطراف الكوكب: الإمارات هي المبادئ والثوابت أولاً، ولا يمكن أن تنفصل في سلوكها السياسي والاقتصادي والإنساني عن ذاكرتها التي تشتمل على المستقبل أيضاً. الإمارات هي الإمارات، دولة المحبة والفرح والخير والعطاء، ولن تزيدها مثل هذه الحوادث إلا إصراراً على المضي في الطريق ذاته، طريق العزة والإنجاز.
فكم أنت كبيرة أيتها الإمارات، وكم أنت صغيرة أيتها النفوس الضئيلة الدنيئة التي اختارت العمل في الظلام للظلام، فتبددت أحلامها، وباءت بأفدح الخسارات.
والرسالة تصل، لا محالة تصل، حين تصدر عن دولة الوعي والصدق والإنسانية، وعن دولة التقت قيادتها وشعبها على كلمة سواء تختصر أبجدية الإنسان والإنسانية في أحد اثنين أو فيهما معاً: قول رائع وعمل نافع.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"