فرحة مضاعفة

في مسيرة ال 50 عاماً المقبلة، تنطلق دولة الإمارات بقوة وتسارع، متكئة على إنجازات كثيرة، كان آخرها «مسبار الأمل» الذي شكل إطلاقه دفعة إضافية على طريق بناء إمارات المستقبل، الذي رسم لها منذ اللحظات الأولى لقيام الاتحاد، وقدر لها المولى عز وجل بهمّة الآباء المؤسسين ومن خلفهم من قيادة رشيدة، أن تكون منارة المنطقة، وأن تحتل مكانةً محوريةً في العالم في شتى القطاعات.
بالأمس كرّم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله» وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، فريق مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل»، من المهندسين والمهندسات والكوادر العلمية والبحثية والفنية والإدارية العاملة على المشروع، احتفاء بمنجزهم الاستثنائي الذي دشَّنَ فصلاً جديداً في تاريخ الإمارات، كونها أول دولة في المنطقة تقود مهمة فضائية ذات أهداف علمية غير مسبوقة.
هذا التكريم الذي أضاف للعيد نكهة خاصة، يأتي تقديراً للكفاءات الإماراتية الشابة التي كانت على قدر الحمل الملقى على عاتقها، وتمكنت من تحقيق الحلم، لتكسب الرهان مرة أخرى، وتثبت أن أبناء الوطن هم ثروته الحقيقية، ومصدر قوته، وعدّته لخوض غمار المنافسة في مضمار التقدم العالمي، وأن الاستثمار فيهم، والعمل على تنمية قدراتهم، وتمكينهم علمياً ومعرفياً، سيؤتي في المستقبل أكله.
منذ اللحظة الأولى لقيام الاتحاد، أدارت قيادتنا الرشيدة دفة عملها صوب بناء الإنسان، وكان همها الأوحد الوصول إلى مواطن متعلم، يلعب دوراً مهماً في مسيرة بناء الدولة، فبنت المدارس والجامعات، وأطلقت عنان المعرفة، وأجرت أنهار الثقافة، حتى أتى اليوم الذي أصبح فيه المواطن مفخرة القيادة، يحكي العالم لغة إنجازاتها، ويقص رواية حلم ولد في الصحراء وتحقق بين النجوم.
نجاح استحقاق إطلاق «مسبار الأمل» أكبر دليل على أن المستحيل لم يكن يوماً إماراتياً وأن الإمارات تقول ما تفعل وتفعل ما تقول، بدليل حرص حكومتنا الرشيدة بمختلف كوادرها القيادية والإدارية والعلمية والفنية على متابعة العمل على الاختبارات النهائية للمسبار وإيصاله إلى محطة الإطلاق في اليابان في موعده رغم التحديات الجمة التي فرضتها الأوضاع الحالية الناجمة عن وباء فيروس كوورنا المستجد (كوفيد 19) وما تسبب به في تعطيل حركة النقل والسفر في معظم أنحاء العالم.
اليوم بعد أن طوينا صفحة «المسبار»، نفتح صفحة جديدة في كتاب الإنجازات تحت عنوان تخبّئه لنا قيادتنا الرشيدة، التي ما إن تحيل حلماً إلى حقيقة، حتى تحفز أبناء الوطن بمشروع جديد، يكرس مكانتنا عالمياً.

[email protected]