وطن الحياة

05:56 صباحا
قراءة دقيقتين
يحقق الإماراتيون الحياة في الموت كما يحققون الحياة في الحياة. شعب حي وقيادة حية وبينهما الإرادة والمبادرة بعد توفيق الله. دولة الطليعة في الطليعة دائماً وسوف تظل، حيث دولة الإمارات تفهم الحياة الحقيقية على طريقتها، ثم لا تحتكر فكرة التنمية والمشاركة والمحبة والفرح، وإنما تنظر إلى الشقيق والصديق، وتتعامل مع الإنسانية جمعاء بإنسانية مطلقة.
توجه أبناء الإمارات إلى أفغانستان وقندهار نحو الإسهام في العمل الخيري والإنساني. وضع السفير وفريقه حجر أساس مؤسسة تعليمية تحمل اسم أعز وأغلى الناس، صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وذلك ضمن مشروع متكامل ومتسق مع بعضه بعضاً بدأ منذ فجر العلاقة على يد القائد المؤسس زايد الخير، طيب الله ثراه.
وفي الصور التي تناقلها العالم بعد الاعتداء الآثم مشهدان: المشهد الأول يضم السفير وفريق العمل يقدمون المشاريع التنموية الجديدة خصوصاً في حقل التعليم إلى الشعب الأفغاني، وفي المشهد الثاني، تفجير دار الضيافة لوالي قندهار، واستشهاد خمسة من أبناء الإمارات الأوفياء، وإصابة سفير الدولة وآخرين.
فأين تذهب الضمائر الصاحية الحية على امتداد العالم؟ لمن تنتصر العقول والقلوب؟ لدولة الخير والإنسانية طبعاً ضد قوى الظلام والتكفير، وضد كل الحاقدين على الإمارات وشعبها وأنموذجها. هؤلاء ضد فكرة الإمارات لأنها فكرة الحق والعدل والتسامح والحرية، وهؤلاء ضد فكرة الإمارات لأنهم، ببساطة، يقدمون ويمثلون الفكرة النقيضة: العداوة والكراهية والبغضاء والتخلف والظلام.
عندما تصل المواجهة بين الحق والباطل إلى هذا الحد المكشوف، تصبح مسؤولية المجتمع الدولي مضاعفة، فلا يكتفى بعبارات الإدانة والشجب والاستهجان إلى آخر ما يزخر به هذا القاموس، على أهمية ذلك، حيث الأهم الانصراف إلى الفعل الإيجابي المشترك ضد القوى الإرهابية والظلامية، والعمل معاً من أجل محاصرة الإرهاب وتجفيف منابعه، خصوصاً لجهة تضافر جهود مؤسسات الأمن والعدل والتعليم والفكر معاً تجاه هذا الفكر الضحل الذي يحاول أهله الاختفاء وراء ستار الدين، ويحسبون أنهم يحسنون صنعاً.
ليسوا إلا الأخسرين أعمالا، فالسلام هدف والطمأنينة غاية منذ أشرقت الأرض بنور ربها، والإنسان للعمل والأمل والحياة، والشعوب الحية، وفي طليعتها شعب الإمارات، إنما تسعى لتحقيق الحياة في الحياة، ثم لتحقيق الحياة في الموت.
لقد كانت مرارة الفقد كبيرة، لكن حرارة الشوق والأمل أكبر، وفيما نكست دولة الإمارات أعلامها لثلاثة أيام، شهد قصر الإمارات في العاصمة أبوظبي تكريم أهل التميز، مؤسسات وأفراداً، بجائزة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، للأداء الحكومي المتميز، وكان شهداؤنا الأبرار حاضرين.
رحم الله الشهداء، وشفى المصابين، وأدام، بفضله وكرمه، في خير، قيادة وشعب وطن الحياة والخير.


ابن الديرة
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"