عادي

سلطان: «مجلس اللسان العربي» صرح علمي يعنى باللغة

هنأ الشعب والحكومة الموريتانيين على افتتاحه

03:50 صباحا
الصورة
الصورة
نواكشوط: الخليج

هنَّأ صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الرئيس الأعلى لمجمع اللغة العربية في الشارقة، الشعب والحكومة الموريتانيين على افتتاح «مجلس اللسان العربي» كأول صرح علمي يُعنى باللغة العربية على غرار مجامع اللغة العربية في بقية الأقطار العربية، الذي أنشئ بدعم سخي من سموه.

وقال سموه: إنها مناسبة ميمونة وفرصة جليلة أن يجتمع أهل اللسان على غايتنا التي حققناها اليوم، وهي افتتاح مجلس اللسان العربي في موريتانيا، الخطوة الأولى في مسار ينبغي أن يتواصل ويكتمل بخطوات قادمة إن شاء الله.
جاء ذلك في كلمة سموه التي بعث بها إلى حفل افتتاح المجلس في نواكشوط، وقرأها الدكتور محمد صافي مستغانمي أمين عام مجمع اللغة العربية في الشارقة.

العبرة ليست بالكثرة
وأضاف صاحب السمو حاكم الشارقة: أعلم كما تعلمون أن المجامع كثيرة، ولكن العبرة ليست بالكثرة، فماذا قدمنا لحاضر اللغة العربية ولمستقبلها؟
إنني أضم صوتي إلى أصواتكم من أجل الحفاظ عليها، ودعم مستقبل هذه اللغة التي رفعها الله على غيرها من اللغات، وشرفها بالقرآن، لما تتمتع به من خصائص لغوية وجمالية، فما الذي ينبغي فعله اليوم للحفاظ عليها؟.
الجواب يعرفه الكثيرون، لكنه يحتاج إلى جهد وصبر إن علينا أن نحسن تربية الأجيال ونغرس في أذهانهم حب اللغة العربية والاهتمام بها والحفاظ عليها.
وتساءل سموه: «هل استطعنا الاتفاق على مناهج تربوية لغوية واحدة؟ هل لدينا اختبارات للكفاءات على غرار تلك التي تقام لكافة لغات العالم؟

نحتاج إلى تخطيط
وخاطب سموه وفود مجامع اللغة العربية المشاركين في حفل الافتتاح قائلاً: إننا نحتاج إلى تخطيط وهذه مهمتكم أيها العلماء وخبراء اللغة، وإنني أتوجه إليكم يشكل خاص لأن لديكم الإمكانات العلمية والخبرات العالية التي تمكنكم من وضع خطط لمستقبل لغتنا كفيلة بأن ترفع من شأنها وتجعلها لغة المستقبل.
وهنَّأ صاحب السمو حاكم الشارقة، الحكومة الموريتانية والشعب الموريتاني الشقيق على هذا الصرح اللغوي الثقافي المهم الذي تشارك فيه كوكبة من العلماء واللغويين والأكاديميين ليلتحق مجلس اللسان العربي في موريتانيا بركب المجامع اللغوية العلمية المنتشرة في العديد من البلدان العربية، للمحافظة على هذه اللغة التي يضعها مشروع الشارقة الثقافي على رأس أولوياته.
وكان صاحب السمو حاكم الشارقة وجه مجمع اللغة العربية بالشارقة إلى دعم وتأسيس «مجلس اللسان العربي» ليكون حاضنة تربوية وعلمية لنخبة من علماء اللغة العربية الموريتانيين، حيث يهدف المجلس إلى تشجيع استعمال اللسان العربي الفصيح، وتيسير قواعد اللسان العربي، إلى جانب استكشاف أسرار العربية، وتشجيع تدريس العلوم والمعارف المبتكرة بالعربية.

نظرة استراتيجية
وثمَّن الوزير الأول الموريتاني يحيى ولد حدمين، الدور الذي يلعبه صاحب السمو حاكم الشارقة، في دعم اللغة العربية والثقافة، مؤكداً أن مبادرات سموه تعكس نظرة استراتيجية وعمقاً في الطرح ومعرباً عن عميق شكره وامتنانه لما بذله سموه من خلال مجمع الشارقة للغة العربية من عطاء سخي خدمة للغة وخاصة في موريتانيا، بلد الشعر والشعراء والفصحى. ووجه وزير الثقافة والصناعة التقليدية في موريتانيا الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد الأمين الشيخ الشكر إلى صاحب السمو حاكم الشارقة على دعمه لإنشاء هذا الصرح العلمي الكبير، وثمن هذه الخطوة التي تدل على حرص سموه على الارتقاء باللغة العربية، كما شكر الوزير وفود المجامع العربية على احتفائها بموريتانيا، وعلمائها وشعرائها، وتقديرها لها كمعقل من معاقل اللغة والشعر.

النظام التعليمي التقليدي
من ناحيته، أشاد الأستاذ الدكتور حسن الشافعي رئيس اتحاد المجامع اللغوية والعلمية بدور صاحب السمو حاكم الشارقة في دعم ومساندة المجامع اللغوية، وذكر جوانب من أيادي سموه البيضاء في خدمة اللغة العربية بشتى الأقطار، مثمناً الدور العظيم الذي تقوم به موريتانيا بترسيخ مكانة اللغة العربية في عالم اليوم، مبرزاً ما تنفرد به موريتانيا من وسائل حفظ اللغة العربية على مختلف المستويات وخاصة على مستوى النظام التعليمي التقليدي باعتباره الحارس الأبرز للغة الضاد.
وكان الأستاذ الخليل النحوي رئيس مجلس اللسان العربي في موريتانيا ألقى كلمة ترحيب ثمن فيها الدعم الذي لقيه المجلس من حاكم الشارقة ومن مجمع اللغة العربية في الشارقة، والاحتفاء الواسع الذي لقيه هذا المجلس من طرف مجامع اللغة العربية في كافة أقطار العربية، واستدل النحوي على ذلك بسرعة الاعتراف التي حظي بها مجلسه كعضو في اتحاد مجامع اللغة العربية.
وأضاف إن المجلس يقام بطموح كبير من أجل خدمة اللغة العربية والمساهمة الفعالة في صناعة مستقبلها، ودعم تطورها وانتشارها في العالم، مضيفاً أن اللسان العربي ليس عرقاً ولا وطناً، فكل من تكلم به فهو من أهله كما جاء في حديث الرسول الكريم. كما شكر الدعم الكبير الذي تلقاه المجلس من الحكومة الموريتانية، والاحتضان الذي حظي به من طرف جميع قطاعاتها التي لها علاقة به.

ندوة لغوية علمية
تضمنت وقائع حفل الافتتاح إزاحة الستار عن لوحة المقر، وجولة استطلاعية على مختلف أجنحة المقر، كما تضمن إطلاق الموقع الإلكتروني، وقناة اليوتيوب والصفحات الاجتماعية للموقع، وحفل تكريم لكبار الضيوف والشعراء الفائزين في مسابقة قصيد اللغة العربية.
وعلى هامش حفل الافتتاح، استضاف المجلس ندوة لغوية علمية شارك فيها رؤساء المجامع اللغوية بأوراق وأبحاث لغوية حول التحديات التي تواجه اللغة العربية في عصرنا، واقتراح الحلول التي ينبغي الأخذ بها للنهضة باللسان العربي والعودة به إلى عصوره الزاهية، وتمكين أبناء الجيل الحديث من التعبير به بطلاقة وفصاحة، والكتابة ببلاغة وبيان.
ونظم وزير الثقافة الموريتاني مأدبة عشاء دعا إليها ضيوف موريتانيا، وجميع الحاضرين في حفل افتتاح المجلس، والأكاديميين ورجال الأدب والشعر، وتضمنت المأدبة إلقاء العديد من القصائد الشعرية، وتم في نهاية الأمسية تكريم الفائزين الثلاثة في مسابقة القصيد التي أشرف عليها المجمع الموريتاني ابتهاجاً بافتتاح صرح شامخ جديد من صروح اللغة العربية.
يذكر أن مجلس اللسان العربي كان أعلن انطلاق أعماله، في 29 رمضان الماضي/‏ 24 يوليو من خلال حفل علمي وإعلامي، وأعلن المجلس خلال الحفل المذكور عن شروط عضويته، وهي أن يكون للمترشح إنتاج بحثي مزكّى في علوم اللغة العربية وقضاياها لا يقل من حيث الكم عن 20 ألف كلمة.
حضور حفل افتتاح
حضر حفل افتتاح المقر محمد الأمين الشيخ وزير الثقافة والصناعة التقليدية في موريتانيا الناطق الرسمي باسم الحكومة، وسيدي ولد سيدي سالم وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وعيسى عبد الله الكلباني سفير الدولة في موريتانيا، والخليل النحوي رئيس مجلس اللسان العربي في موريتانيا، والدكتور محمد صافي المستغانمي أمين عام مجمع اللغة العربية في الشارقة، وحسن الشافعي رئيس اتحاد المجامع اللغوية والعلمية رئيس مجمع اللغة العربية في القاهرة، والدكتور صالح بلعيد رئيس المجلس الأعلى للغة العربية في الجزائر، وعبد الحميد مدكور أمين عام اتحاد المجامع العربية بالقاهرة، الدكتور عبد الفتاح الحجمري مدير تنسيق اللغة العربية في الرباط، عبد الله الخثران أمين عام مركز الملك عبد الله الدولي لخدمة اللغة العربية في الرياض.