عادي

منصور بن زايد: أبوظبي تمتلك بنية تشريعية للاستثمار في الصناعات الغذائية

03:47 صباحا
الصورة
أبوظبي: رانيا الغزاوي

افتتح سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير شؤون الرئاسة، رئيس مجلس إدارة جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية، أمس، في «مركز أبوظبي الوطني للمعارض»، فعاليات معرض «سيال الشرق الأوسط 2017»، الحدث المتخصص والأسرع نمواً على مستوى المنطقة في قطاع الأغذية والمشروبات والضيافة، والمقام برعاية استراتيجية من جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية، وبالتنسيق مع دائرة الثقافة والسياحة.
وحضر الافتتاح مريم بنت محمد المهيري وزيرة دولة، وعبدالله المسعود رئيس المجلس الاستشاري الوطني، والدكتور أحمد مبارك المزروعي الأمين العام للمجلس التنفيذي، والدكتور مغير خميس الخييلي رئيس دائرة تنمية المجتمع، والشيخ عبدالله بن محمد آل حامد رئيس دائرة الصحة، وفلاح محمد الأحبابي رئيس دائرة التخطيط العمراني والبلديات، ومحمد ثاني الرميثي رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة أبوظبي، وسعيد البحري العامري مدير عام جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية.
وأكد سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، أن إمارة أبوظبي تمتلك بنية تشريعية متطورة، ومزايا تفضيلية محفزة للاستثمار في مجال الصناعات الغذائية، ما يجعلها تتصدر العواصم العربية والعالمية الرائدة في اجتذاب المعارض والأعمال والمشاريع الاقتصادية الضخمة، لا سيما تلك المتخصصة في الغذاء إلى جانب تميز الإمارة بإدارتها للمخزون الاستراتيجي، وإمدادات الغذاء، بما يعزز ركائز الاقتصاد الوطني، ويضمن رفاهية الفرد والمجتمع.
وأعرب سموه عن فخره بدخول منتجات غذائية إماراتية جديدة، مؤكداً قدرة المنتج الوطني على تحقيق التميز والريادة في المحافل الدولية كافة ذات الصلة بمجالات الغذاء؛ نظراً لمواكبته التطور والتقدم في عمليات الإنتاج، مشيراً إلى النجاحات المتلاحقة التي حققتها منتجات الشركات الوطنية الرائدة في مجال الابتكار الغذائي والصناعات الغذائية في النسخ السابقة للمعرض.
ولفت سموه إلى أهمية «معرض أبوظبي للتمور» باعتباره فرصة حقيقية لالتقاء أبرز المتخصصين والفاعلين في قطاع التمور؛ لتبادل الخبرات والتجارب، وتنمية الإنتاج لهذه الصناعة المهمة، ولكونه منصة مثالية للموردين؛ حيث تتيح لهم فرصة مقابلة نخبة من العلامات في قطاع الضيافة، وبصفته الوحيد على مستوى العالم المخصص للشركات العاملة في مجال مبيعات التمور.
وأشاد سموه بمبادرة جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية الخاصة ب«عام الخير»، التي سيرفد الجهاز من خلالها مشروع «حفظ النعمة» في هيئة الهلال الأحمر الإماراتي بالمنتجات الغذائية، مؤكداً أن الأعمال الخيرية سمة بارزة في مسيرة الدولة الحافلة بالخير والعطاء، وعلامة فارقة يتسم بها المجتمع الإماراتي بأفراده ومؤسساته.
من جانبه، أكد المهندس ثامر راشد القاسمي رئيس اللجنة المنظمة ل«معرض سيال الشرق الأوسط»، أن المعرض يشهد على مدار أيامه الثلاثة العديد من النشاطات والفعاليات، خاصة مع مشاركة أكثر من 24 ألف زائر وخبير في قطاع الغذاء، بزيادة تبلغ 25% عن العام الماضي، الذي يشهد أيضاً مشاركة قياسية وتزايداً ملحوظاً في عدد المشاركين في جوائز سيال للابتكار؛ حيث سيتم عرض 30 منتجاً من المنتجات التي تأهلت للتصفيات النهائية في المنطقة المخصصة للابتكار.
وأضاف: «حرص المعرض لهذا العام على استقطاب العديد من رواد الأعمال الإماراتيين والعالميين من المتخصصين في مجال الصناعات الغذائية، ويمثل ذلك فرصة لخلق ممكنات حقيقية لقطاع الغذاء، تسهم في إيجاد تنوع أكبر في العرض والطلب، وتقليل الفجوة بينهما، وتعزز مكانة المنتجات الوطنية في السوق العالمية».
كما يتفرد المعرض لهذا العام بإمكانية البيع المباشر من على منصات العارضين؛ لتمهيد الطريق أمام فرص تجارية جديدة للباعة والمشترين على حد سواء، لافتاً إلى وجود 80 منتجاً ومورداً للتمور من 12 دولة حول العالم مشاركة في المعرض، من ضمنها: المملكة العربية السعودية، ومصر، وسلطنة عُمان، والسودان، والمغرب، وتونس، وفلسطين، والأردن.
من جانبه، كشف باتريسيو فوندي سفير الاتحاد الأوروبي لدى دولة الإمارات، أن التجارة البينية بين دولة الإمارات والاتحاد الأوروبي وصلت إلى نسبة عالية من إجمالي حكم التجارة مع كافة الدول، وتصل إلى 3 مليارات يورو، فيما حجم التبادل التجاري ككل بين الاتحاد الأوربي ودول العالم ككل يصل إلى 8 مليارات يورو، مؤكداً أن السوق الإماراتي يعد من أكبر الأسواق المستوردة لمنتجات دول الاتحاد الأوروبي.
وعلى هامش فعاليات معرض «سيال» وقع مزارعون مواطنون عقوداً مبدئية مع الشركة الإماراتية «جنان للاستثمار»، العضو في تحالف الأمن الغذائي؛ للانضمام إلى «المشروع المتكامل لتربية الدواجن الطبيعية عالية الجودة»، الأول من نوعه في الدولة، الذي كانت الشركة قد أطلقته ضمن تحالف الأمن الغذائي، وحصل كل مزارع عقب التوقيع على العلامة التي ستحملها المزرعة، التي تفيد بانضمامها للمشروع وفق عقود تستمر لخمس سنوات.
وأوضح محمد الفلاسي رئيس مجموعة الاستثمار والأعمال في شركة «جنان»، أن المشروع يأتي في إطار استراتيجية الشركة؛ لتعزيز منظومة الأمن الغذائي، ودعم السلع الأساسية ضمن مظلة تحالف الأمن الغذائي، وتوسعها بما يواكب رؤية القيادة الرشيدة.
وأشار إلى أن الدواجن العضوية التي سيوفرها المشروع، ستمد السوق المحلية بلحوم صحية خالية من المعالجات الهرمونية، والتحكم في التركيبة الوراثية للدواجن؛ وذلك من خلال إنتاج 10 ملايين دجاجة سنوياً كمرحلة أولى، وبمشاركة أكثر من 260 مزرعة.
من جانبها، كشفت الدكتورة أمنيات الهاجري استشارية أمراض السكري والغدد، مديرة الصحة العامة والسياسات بدائرة الصحة في أبوظبي، على هامش مشاركة دائرة الصحة بجناحها في المعرض، أن الدائرة تتجه بالتعاون مع وزارة الصحة ووقاية المجتمع لتقليل وتنظيم كميات الملح في المخابز في جميع إمارات الدولة؛ للمحافظة على الصحة العامة، موضحة أن المشروع يأتي بناء على توصية من منظمة الصحة العالمية لمكافحة الأمراض الناجمة عن ارتفاع نسب الملح في الأطعمة؛ حيث تم تشكيل لجنة مشتركة؛ لبحث كيفية التنسيق مع المخابز؛ لإنقاص نسب الملح في المخبوزات، مشيرة إلى أن هناك ورشات عمل للمخابز للتعرف إلى كيفية إنقاص نسب الملح؛ حيث يتم السعي إلى إنقاصها بنسبة 10% خلال العامين المقبلين.
وأفادت بحسب إحصاءات دائرة الصحة أن المطاعم التي تتبنى تقديم غذاء صحي في إمارة أبوظبي وصلت إلى 30 مطعماً؛ حيث تم السماح لها بإضافة شعار«وقاية»، الذي يعد العلامة الرسمية للغذاء الصحي في أبوظبي، الذي يمنح للأطعمة ومنافذ تقديم الطعام.
من جانبه، أكد الدكتور عبدالوهاب زايد أمين عام «جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي»، أن مشاركة الجائزة بجناح خاص في معرض«سيال» لهذا العام جاءت بتوجيهات من الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح، رئيس مجلس أمناء الجائزة؛ لإبراز المكتسبات والمنجزات التي حققتها الجائزة، وتأكيد دور راعي الجائزة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وجهوده المباركة ورعايته لقطاع نخيل التمر والابتكار الزراعي، وتقديم الدعم اللامحدود له.
من جانب آخر، أكد يوسف علي رئيس مجلس إدارة «مجموعة اللولو» على هامش معرض «سيال»، أهمية المعرض في الكشف عن منتجات «مجموعة اللولو هايبر ماركت»، التي تعد من الشركات الرائدة في تصنيع المنتجات الغذائية في أبوظبي، موضحاً أن المجموعة تعزز من استثماراتها في أبوظبي؛ حيث نجحت في أن تكون مركزاً للأعمال والاستثمار.
وأكد أن «مجموعة اللولو» ستعزز من استثماراتها خلال السنوات المقبلة في القطاع الغذائي، إلى جانب التوسع في مراكزها التجارية داخل الدولة وخارجها.
من جهة أخرى، نظم «مركز الأمن الغذائي»، خلال اليوم الأول من فعاليات المعرض، جلسة حوارية للأمن الغذائي، سلطت الضوء على التطورات الإقليمية، وأثرها في الأمن الغذائي في المنطقة.
وتناولت الجلسة أهم المعوقات التي تؤثر في سلاسل الإمداد للسلع الغذائية في دول المنطقة، وكذلك الآثار البيئية والاقتصادية والاجتماعية الناتجة عن ذلك؛ حيث تضمنت المحاور الرئيسية للجلسة التحديات والفرص التي تواجه منظومة الأمن الغذائي بحسب المتغيرات الإقليمية الحالية، وأثر الوضع الإقليمي الحالي في استدامة سلاسل إمداد الغذاء.
كما دعا المشاركون في الجلسة إلى ضرورة الاستفادة من تجارب دول الجوار في التعامل مع تحديات الأمن الغذائي.
وتحدث فهد عبيد التفاق، مدير إدارة الشؤون الاقتصادية والتجارية في وزارة الخارجية والتعاون الدولي، خلال الجلسة، عن دور الوزارة في مجال الأمن الغذائي قائلاً: «تقوم وزارة الخارجية والتعاون الدولي بدور تكاملي مع القطاع الخاص في ملف الأمن الغذائي باعتباره من الأهداف المنبثقة عن أهداف الاستدامة؛ حيث يتم وضع استراتيجية شمولية تتضمن عدداً من الممكنات وأدوات التنفيذ؛ لتعزيز البينة التحتية اللازمة لاستراتيجية الأمن الغذائي للدولة، كما تدعم الوزارة نقل المعرفة والحلول المبتكرة في هذا المجال، من خلال العمل وفق دبلوماسية اقتصادية فاعلة مع الدول الصديقة.
وأضاف: «أن الوزارة لم تأل جهداً في تقديم الدعم اللازم للشركات الوطنية لحل بعض الصعوبات والتحديات التي قد تواجه شركاتنا الوطنية في الدول المصدرة للسلع الغذائية قبل وصولها إلى المستويات القضائية، وتدعم الوزارة إيجاد برامج لتمويل الصادرات وتقديم الحلول التمويلية للشركات العاملة، ما يعزز الأمن الغذائي في الدولة».
وقدم الدكتور سيف جمعة الظاهري، مدير إدارة الوقاية والسلامة في الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، خلال الجلسة، نظرة داخلية لملف الأمن الوطني، ودور خطط الاستجابة لمرحلة الطوارئ والأزمات في ملف الأمن الغذائي؛ حيث قال: «تمتلك الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، من منطلق اهتمامها بالأمن الغذائي باعتباره جزءاً لا يتجزأ من الأمن الوطني خطة المخزون الاستراتيجي من السلع الأساسية للتعامل مع أوقات الأزمات والتقلبات السياسية، ما جعل الإمارات من الدول القليلة التي لديها خطة وطنية شاملة للمخزون الغذائي؛ وذلك بفضل توجيهات القيادة الرشيدة».
وأشار إلى أنه بالنظر إلى الانعكاسات المحتملة للمتغيرات السياسية أو الكوارث الطبيعية على الأمن الغذائي، تعمل الهيئة على وضع مناظير إسناد للتعامل معها؛ حيث تمتلك الدولة العديد من الخطط البديلة، من بينها: خطة للمنشآت الحيوية.
بدوره، أوضح خديم عبدالله الدرعي، نائب رئيس مجلس الإدارة، والشريك المؤسس لشركة الظاهرة القابضة، أن دولة الإمارات تنفق نحو 55 مليار دولار على المواد الغذائية سنوياً، ما يشكل رقماً مغرياً للشركات للاستثمار في قطاع الإنتاج الغذائي، لا سيما أن الدولة تمتلك بنية تحتية متطورة تسهل الاستثمار في هذا القطاع الحيوي.