عادي

بابا الفاتيكان يوصي بالفقراء والسلام

04:26 صباحا
قراءة 3 دقائق

احتفلت عواصم العالم، أمس الثلاثاء، بأعياد ميلاد المسيح، عليه السلام، وسط دعوات إلى سيادة السلام والاستقرار في مناطق النزاعات، والاهتمام بالأشد ضعفاً، ومراعاة المنكوبين بالنزاعات والكوارث المختلفة. وأعرب بابا الفاتيكان، البابا فرنسيس، الذي ركّز في رسالته بمناسبة عيد الميلاد على مفهوم «الأخوّة»، عن أمله في «استئناف الحوار» بين الفلسطينيين و«الإسرائيليين». وقال من شرفة كاتدرائية القديس بطرس: «آمل أن يكون عيد الميلاد مناسبة ليستأنف «الإسرائيليون» والفلسطينيون الحوار، ويسيروا على درب السلام لإنهاء نزاع مستمرّ منذ سبعين عاماً». كما حث المجتمع الدولي على «العمل بلا كلل»؛ لإيجاد «حل سياسي» في سوريا يسمح بعودة اللاجئين، وأن تنهي الهدنة في اليمن «معاناة السكان». وقال: «بالسلام وحده الذي يحترم حقوق كل أمة، يمكن للبلاد أن تتعافى من الآلام التي عانتها، وتعيد شروط الحياة الكريمة لمواطنيها».
وقال البابا، إن مولد المسيح فقيراً في مذود يجب أن يعكس المعنى الحقيقي للحياة، وبخاصة لمن غلبهم «الجشع والنهم». ومضى قائلاً: «فلنسأل أنفسنا: هل أنا محتاج حقاً لكل هذه الأشياء المادية والوصفات المعقدة للعيش؟، هل يمكنني أن أحيا دون كل هذه الإضافات غير اللازمة، وأن أعيش حياة تتسم بقدر أكبر من البساطة؟».
من جهة أخرى، دعا البابا فرنسيس إلى «الحرية الدينية»، مشيراً إلى المسيحيين الذين يشكلون أقليات، ويحتفلون بعيد الميلاد في «أجواء صعبة إن لم تكن معادية». وأكد البابا تعاطفه مع المجموعات المسيحية في أوكرانيا. وأضاف: «إنني قريب من المجموعات المسيحية في هذه المنطقة، وأصلي لتتمكن من إعادة نسج روابط الأخوة والصداقة بينها». وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دان الأسبوع الماضي إقامة كنيسة أرثوذكسية مستقلة عن الوصاية الروسية في أوكرانيا، معتبراً أنه انتهاك «فاضح» للحريات الدينية.
وفي كنيسة المهد في بيت لحم بفلسطين المحتلة، احتشد المسيحيون من أنحاء العالم المختلفة؛ للاحتفال بميلاد المسيح، وحضر الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس الوزراء رامي الحمد الله، القداس المقام بالكنيسة، بجانب ممثل العاهل الأردني وزير الداخلية سمير مبيضين، ومحافظ بيت لحم كامل حميد، وعدد من الوزراء وكبار المسؤولين وقادة الأجهزة الأمنية.
ودعا رئيس الأساقفة، المطران بيير باتستا بيتسابالا، الفلسطينيين إلى عدم هجر أراضيهم، فيما أكد رئيس بلدية بيت لحم أنطون سلمان أن «الاحتفال بعيد الميلاد موضوع وطني بامتياز، ورسالة تحدٍّ للاحتلال «الإسرائيلي»، ويضيء على القضية الفلسطينية والواقع المسيحي». وأضاف، «بالتالي رسالتنا اليوم أننا باقون في هذه الأرض المقدسة، وسنحافظ عليها، وسنقاوم الاحتلال؛ وصولاً إلى تحقيق الأهداف الوطنية، وفي مقدمها الاستقلال، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس».
ويحرص آلاف الفلسطينيين من كل أنحاء الضفة الغربية والمدن والقرى العربية في الداخل الفلسطيني، على المشاركة في الاحتفالات التي تجري بالمدينة. وتجوب فرق الكشافة، وهي تعزف الأناشيد الوطنية، شوارع المدينة؛ تعبيراً عن الفرح والابتهاج، والتمسك بالهوية.
وفي بريطانيا حذرت الملكة إليزابيث الثانية من «القبلية» في رسالة عيد الميلاد، في إشارة إلى خلافات حول خروجها الوشيك من الاتحاد الأوروبي. وفي كلمتها التي استغرقت خمس دقائق قالت الملكة إليزابيث: «حتى قوة الإيمان التي كثيراً ما تلهم السخاء والتضحيات الجسام يمكن أن تكون ضحية للقبلية». وأضافت أن رسالة السلام التي حملها المسيح «ستبقى صالحة دائماً. يمكن للكل أن يستجيبوا لها، فهي ضرورية الآن أكثر من أي وقت مضى». (وكالات)
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"