إنذار مبكر

اللعب على الورق
01:25 صباحا
قراءة دقيقتين

** شكراً للجزيرة والوصل على المباراة الجميلة التي اشتركا في تقديمها، والأداء الممتع الذي اشتمل على كل جماليات كرة القدم، من هجمات متبادلة وفرص مثيرة والأهم الروح الرياضية التي تجلت أكثر ما تجلت في التهنئة المتبادلة مابين المدربين مارادونا وفرانكي، ولا أود أن أقحم في إطار هذه الصورة الجميلة التي شهدها الملعب، ذاك المشهد النشاز الذي حدث خارجه من قلة متجاوزة من جمهوري الناديين .

** السؤال متى تكتمل الصورة الجميلة بما يحدث من الجمهور خارج الملاعب؟

لقد صارت ظاهرة، وإذا لم نتصد لها ستصبح آفة، خصوصاً أن الفعل ورد الفعل يحدث بين كتل بشرية تصعب السيطرة على تصرفاتها من قبل رجال الأمن، والأهم أن جمهور أي ناد يعتبر ما يحدث من جمهور الفريق المضيف جرماً يستحق الثأر ورد الاعتبار في مباراة الإياب، وبناء عليه لن تنتهي السالفة التي إن تركناها سوف تكبر وتستفحل، خصوصاً أن الحسابات التنافسية بين الفرق أكثر سخونة هذا الموسم .

لا نريد أن يكون ثمن حضور مباراة ما تحطيم جامات سيارات المشجعين، ولا نريد كذلك أن نتعود على مشهد الموكب الأمني الذي يصحب باص الفريق الضيف وهو يغادر حدود أية مدينة، فنحن جميعاً أهل بلد واحد، والمعنى الأهم الذي يجب أن يحضر هو حسن الضيافة وكرم الوفادة للفريق المنافس وجمهوره .

وأتصور أن كل الجهات الضالعة في هذه الظاهرة لها دور مهم في علاجها، لأن المسألة ليست مرهونة بالتوعية الإعلامية فقط، فإدارات الأندية عليها مراجعة الضوابط التي تقوم بها للفصل بين كل ما يخص الفريق الضيف وجمهوره، وجمهور فريق النادي، ويدخل في هذا الإطار أماكن الجلوس وحصة المقاعد والخدمات التي يتم توفيرها في المرافق والمدرجات، وليكن حاضراً أن من يبادر بالخير وبالحفاوة سيحرج منافسه ويدفعه لفعل الشيء نفسه على الأقل، إن لم يكن أكرم، مع جمهوره في مباراة الإياب .

وبالنسبة إلى الأمن لا أعتقد أن المسألة بحاجة إلى أي توجيه، ويحضرنا المثل القائل لا توصِ حريصاً، ربما يقتضي الأمر فقط التنبيه إلى أن مباريات الموسم الحالي تقتضي اهتماماً أكبر مما كان عليه الحال في المواسم الماضية لاحتقان المنافسة واتساع نطاقها نسبياً، ولذلك أسباب كثيرة من بينها وجود الأسطورة مارادونا على رأس الجهاز الفني في الوصل .

** ولأن الشيء بالشيء يذكر، من الأهمية بمكان الإشادة بالصورة المكتملة التي كانت عليها مباراة بني ياس والإمارات في الشامخة، فعلى الرغم من أن النتيجة كانت أقسى برباعية لمصلحة بني ياس، الذي ذاق طعم الفوز للمرة الأولى مع الوطني سالم العرفي خليفة فييرا البرازيلي، فإن السلوك كان مثالياً للغاية بين جمهوري الناديين، وبخاصة جمهور رأس الخيمة الذي ظل يشجع للنهاية، ولا أتجاهل في هذه المقارنة أن تلك المباراة حضرها جمهور قوامه 1000 مشجع تقريباً، بينما في مباراة الوصل والجزيرة تجاوز العدد 10 آلاف مشجع .

عموماً، ما حدث في ستاد زعبيل إنذار مبكر فدعونا نستوعب درسه جيداً .

E.mail: [email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"