عادي

محمد بن راشد: أقوياء بشباب يؤمن بالكتاب

13.5 مليون يشاركون في تحدي القراءة

03:54 صباحا
الصورة
الصورة
دبي:«الخليج»

أعلن صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي عن احتفاء دبي ب 13.5 مليون طالب عربي، في تحدي القراءة العربي، قائلاً: «13.5 مليون طالب في تحدي القراءة العربي، 13.5 مليون رائد معرفة وفكر. نحن أقوياء بشباب عربي قارئ يؤمن بقوة الحرف والكتاب».
تحت رعاية صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، يحتفي العالم العربي يوم الأربعاء 13 نوفمبر، بتتويج بطل الدورة الرابعة من «تحدي القراءة العربي»، خلال حفل ضخم تحتضنه أوبرا دبي، بحضور أكثر من 3 آلاف من المسؤولين وأعضاء الوفود المشاركة من جميع أنحاء العالم، ليعلن الفائزين بألقاب: بطل تحدي القراءة العربي لعام 2019، والمدرسة المميزة، والمشرف المتميز، بعد موسم حافل وطويل من المنافسات والتحديات شارك فيها 13.5 مليون طالب وطالبة، أشرف عليهم 99 ألف معلم ومعلمة، في 67 ألف مدرسة، من 49 دولة من الوطن العربي وخارجه.
وقال محمد القرقاوي، الأمين العام لمؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية: «رسخ تحدي القراءة العربي في موسمه الرابع، مكانته مبادرة نوعية ارتقت بوعي النشء، خالقاً حراكاً معرفياً هو الأكبر في المؤسسات التربوية والمجتمعية في الوطن العربي».
وأضاف: «التحدي تجسيد لرؤية صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في إعداد جيل مثقف يستطيع تحسين الواقع عن طريق المعرفة، ويسهم في تحقيق التنمية المستدامة لمجتمعه، وهذا ما تعكسه مشاريع نشر التعليم والمعرفة كافة، في مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، التي استفاد منها في نشر التعليم والمعرفة،41 مليون شخص، في عام 2018.
وختم :«تحدي القراءة العربي، هو رهان محمد بن راشد على شبابٍ عرب يحملون لواء المعرفة والكلمة».
وكانت التصفيات قبل النهائية التي دارت بين الأبطال ال16 المتوجين باللقب في بلدانهم، أسفرت عن تأهل 5 أبطال للتنافس في اللقب في الحلقة الثامنة والأخيرة، في رحلة التتويج باللقب، لعام 2019. وهم: هديل أنور من السودان، وجمانة المالكي من السعودية، وفاطمة الزهراء أخيار، من المغرب، وآية بوتريعة، من تونس، وعبد العزيز الخالدي، من الكويت، وذلك بعد خروج مزنة نجيب، من دولة الإمارات، ونعيمة كبير، من الجزائر، وعدم تمكنهما من استكمال المسيرة نحو التتويج باللقب في الوطن العربي.
وسيكون ملايين المشاهدين العرب، على موعد يوم الأربعاء 13 نوفمبر، مع بثّ مباشر، عبر شاشة MBC، للتصفيات النهائية بين الأبطال الخمسة، وصولاً إلى تتويج بطل تحدي القراءة العربي، بجائزة تصل إلى نصف مليون درهم.


جهود جماعية


وأشاد وزراء التربية والتعليم، في عدد من الدول العربية بأبطال التحدي، وبكل الذين شاركوا فيه، أياً تكن المرحلة التي وصلوا إليها في المنافسات، سواء ممن أتموا قراءة 50 كتاباً، ولم يتأهلوا للفوز في مدارسهم، أو الذين تمكنوا من الاستمرار في المنافسات، وصولاً إلى مراحلها الأخيرة، مشيدين في الوقت نفسه بالمبادرة، وفرق العمل والمشرفين والمحكمين، وأولياء الأمور.


قراءة مستدامة


فيما أعربت جميلة المهيري، وزيرة الدولة لشؤون التعليم العام، عن فخرها بوصول البطلة مزنة نجيب، إلى هذه المرحلة، وتمثيل الدولة خير تمثيل أمام العالم كله، مظهرةً أخلاقاً عالية، وذكاء حاداً وثقافة كبيرة رغم أنها أصغر المتنافسين.
وأكدت أن المبادرة تحفز على القراءة بشكل مستدام ومنتظم، عبر نظام متكامل من المتابعة للطلاب طيلة العام الأكاديمي، فضلاً عن مجموعة كبيرة من الحوافز المالية والتشجيعية للمدارس والطلاب والأسر والمشرفين المشاركين من كل أنحاء العالم العربي، وهو ما يحقق واحداً من أهدافها الاستراتيجية، عبر تنمية الوعي العام بواقع القراءة العربي، وإثراء البيئة الثقافية في المدارس، بما يدعم تطوير الحوار البنّاء وتكوين جيل من المتميزين والمبدعين. وأضافت أن كل المشاركين في التحدي أبطال، لأنهم كانوا بدأبهم ومثابرتهم ونهمهم بالقراءة والمعرفة، عند حسن ظن أولياء أمورهم والمشرفين عليهم، وأثبتوا أن تعزيز حب القراءة لدى الأجيال الصاعدة هو أمل جديد لمستقبل أفضل.


حراك ثقافي ومعرفي


ورأى عبدالحكيم بلعابد، وزير التربية الوطنية في الجمهورية الجزائرية أن مشاركة بطلة الجزائر نعيمة كبير، ووصولها إلى المراحل النهائية، فخر لكل طالب جزائري قارئ؛ ابنتنا نعيمة خير مثال للشباب العربي المثقف والمتعلم والمثابر. وأضاف أن مشاركة ال 30 مليون طالب وطالبة في التحدي، منذ إطلاقه قبل أربع سنوات، هم رمز المستقبل، وخير دليل على أن العالم العربي مازال يقرأ.
وأكد أن مبادرة التحدي، تؤدي دوراً مهماً في خلق حراك ثقافي ومعرفي في العالم العربي، حيث أيقظت روح المنافسة الهادفة، وأبرزت أحد الجوانب الإيجابية في الوطن العربي، وما يزخر به من مواهب صاعدة. كما جعلت منهم مثالاً يحتذى في التعليم الذاتي واكتساب المعارف.


القراءة وقبول الآخر


وأشاد الدكتور حامد العزمي، وزير التربية والتعليم العالي في دولة الكويت، بالمشاركة المشرفة للطالب عبدالعزيز الخالدي، حيث أظهر ثقافة الشباب الكويتي وأخلاقه للعالم كله، متمنياً أن ينتزع ابن الكويت لقب التحدي من بين المتنافسين النهائيين. وأشار إلى الدور المهم لمبادرة التحدي في المجتمع العربي قائلاً «استطاعت المبادرة في وقت وجيز أن تؤثر بطريقة إيجابية وفعالة في المناخ المعرفي والثقافي في الوطن العربي، بتمكنها من اجتذاب ملايين الطلبة والطالبات للقراءة، بما أنها عادة يومية أساسية، وقد لاحظنا هذا على الواقع، عبر تزايد أعداد المشاركين والمشاركات سنوياً».
وأشار إلى أن التحدي تمكن من تحفيز روح المنافسة لدى المشاركين، وترسيخ مبدأ قبول الآخر، فالكل فائزون، مهما كان مستوى المنافسة الذي وصلوا إليه، ولذلك نحن فخورون بكل أبناء الوطن العربي الذين شاركوا في هذه المبادرة، فهم حتى لو لم يصلوا إلى مراحل متقدمة، فإنهم أبطال هذه الأمة وأملها.


القراءة عادة يومية


وهنأ حاتم بن سالم، وزير التربية في الجمهورية التونسية ابنة تونس آية بوتريعة، على وصولها إلى التصفيات النهائية، معرباً عن فخره بإنجازها وتألقها، ومتمنياً لها كل التوفيق في الحفل الختامي للتحدي. وأعرب عن شكره وامتنانه لمؤسسة مبادرات محمد بن راشد، التي نجحت بمبادرة التحدي، في غرس حب القراءة في نفوس الأجيال الصاعدة، لتصبح عادة يومية في حياتهم.
وأشار إلى أن تزايد أرقام المشاركين عاماً تلو عام، خير دليل على هذا النجاح، كما أن هذه المبادرة أدت دوراً مهماً في تعزيز حس المنافسة والتحدي، لدى الطلاب العرب، وفي الوقت نفسه نشر قيم التسامح والاعتدال وقبول الآخر.


الكل فائزون


وقال سعيد أمزازي، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي في المملكة المغربية «ونحن على مشارف الحفل النهائي لبرنامج التحدي، أود أن أنوه بالإنجاز الرائع الذي حققته التلميذة فاطمة الزهراء، بتأهلها المستحق لمرحلة التصفيات النهائية، فهذا الإنجاز فخر لها ولأسرتها كما يشكل فخراً للمؤسسة التعليمية التي تنتمي إليها، ولأساتذتها الذين يسهرون على تأطيرها وتشريف للمنظومة التربوية المغربية وللمملكة المغربية بشكل عام. كما أتمنى لها وافر الحظوظ في الظفر بهذا الاستحقاق، حتى يظل اللقب مغربياً ويضاف إلى ما أنجزته السنة الماضية التلميذة مريم أمجون».
وأضاف «هذا البرنامج رغم اعتماده على مبدأ المنافسة، فإنه منافسة نبيلة وذات أبعاد حضارية وتثقيفية لا خاسر فيها، فكل مشارك، كيفما كان، فائز حتى لو كان قد قرأ كتاباً واحداً، لأن المكسب الكبير والأساسي والدائم هو ما ستجنيه الثقافة العربية وما سيكسبه الجيل الصاعد من التلاميذ والطلبة العرب من ثمار تجعل المشاركين يتسلحون، عبر هذا التحدي، بالأدوات اللازمة للحياة ولبناء مستقبل مشرق».
وختم «ولا يفوتني، أن أنتهز هذه الفرصة لأثمن عالياً المجهودات القيمة التي يبذلها القائمون على برنامج التحدي الذين هيأوا كل أسباب التميز والنجاح، حتى استطاع هذا البرنامج الواعد أن يحقق، في ظرف وجيز، مكانته وإشعاعه على الساحة الثقافية على امتداد الوطن العربي وخارجه».


مستقبل أفضل


وأشادت الدكتورة تهاني البيز، المشرفة على وكالة الوزارة للبرامج التعليمية في المملكة العربية السعودية، بإنجازات المبادرة التي نجحت في كسب الرهان على جيل صاعد من الشباب والنشء العرب، وقدرتهم على المواظبة على القراءة والتسلح بالأدوات المعرفية اللازمة لتحقيق مستقبل أفضل لهم وللوطن. مشيرة إلى أن «وصول جمانة المالكي، إلى التصفيات النهائية فخرٌ لكل أبناء المملكة، معربة عن ثقتها بقدراتها الفكرية والمعرفية والثقافية، وهي التي مثلت المملكة بكل جدارة».
وشددت على أن «التحدي لا يقتصر فقط على المنافسة وتتويج الأبطال سواء في المناطق أو الدول، أو حتى الوطن العربي، ولكنه يسهم في تنمية مهارات التعلم الذاتي والتفكير النقدي والإبداعي البناء لدى الطلبة المشاركين، إلى جانب تنمية المواهب وفن الخطابة والتحدث بلغة عربية سليمة».


التصفيات نصف النهائية


وكانت التصفيات نصف النهائية في الحلقة السابعة شهدت تحدياً وحيداً بين الأبطال السبعة الذين تمكنوا من الوصول إلى هذه المرحلة. وتضمن هذا التحدي اختباراً من دون تحضير مسبق بين هؤلاء المتنافسين، هدفه إقناع لجنة التحكيم خلال دقيقة، بأحقية المتنافس بالمرور إلى المرحلة التالية من التصفيات النهائية.
وتميز الأبطال أثناء التحدي، بإصرارهم على تقديم أفضل ما لديهم من مواهب ثقافية ومعرفية وخطابية، وإظهار ما يمتلكونه من قدرة على التعبير عن أفكارهم بلغة عربية سليمة وجذابة، وهو ما صعّب مهمة لجنة التحكيم، التي كان عليها اختيار 5 متأهلين للمرحلة النهائية، واستبعاد اثنين.
وكانت مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، قررت تحويل تصفيات الدورة الرابعة، إلى برنامج تلفزيوني تشويقي وتثقيفي، في تجربة هي الأولى من نوعها، يُبث أسبوعياً على مدى ثماني حلقات. كما يتسنى للجمهور متابعة أداء الأبطال، المتوجين أوائل تحدي القراءة العربي في أوطانهم، بسلسلة من التحديات والاختبارات التي يخوضونها وصممت وفق معايير وآليات علمية وتربوية وشخصية وسلوكية، تهدف لقياس تطورهم التدريجي، خاصة قدراتهم على استعراض قراءاتهم المتنوعة أو التعبير عن أفكارهم وآرائهم إزاء تجارب معرفية محددة بلغة عربية سليمة.


لطفي بوشناق للمتنافسين: اللغة هوية


وبعيداً عن الأجواء المشحونة بالحماس والمنافسة، شهدت الحلقة السابعة زيارة الفنان التونسي لطفي بوشناق الذي يعد أحد رواد الأغنية العربية، إلى دار التحدي، ولقاءه أبطاله، وحديثه إليهم عن أهمية إتقان اللغة العربية وتطويرها، واستخدامها في كل مناحي الحياة، كونها إضافة مهمة لكل من يتحدث بها، كما شاركهم عدداً من التجارب الشخصية.
وأكد أن اللغة عنوان الوجود والهوية، لأنها المستودع الذي تختزن به مقومات الانتماء، وذاكرة المستقبل، كما أنها أساس الأمة، وتربط الحضارات بعضها ببعض، والتي تخلد الأمم.