عادي

إلياس خوري: الرواية تهدف إلى اكتشاف الحقيقة

04:32 صباحا
الصورة
أبوظبي: نجاة الفارس

استضاف معهد جامعة نيويورك أبوظبي، الكاتب والناقد، إلياس خوري، وذلك ضمن احتفالية المعهد بالذكرى العاشرة لتأسيسه، وذلك مساء أمس الأول في مركز المؤتمرات بجامعة نيويورك، بحضور حشد كبير من الهيئة الإدارية والأكاديمية وطلبة الجامعة.
وذكر فيليب كنيدي، مدير معهد جامعة نيويورك، أن المعهد يقدم ثقافة وموضوعات فنية ذات أهمية قصوى، كما يشكل جسراً لإثراء خبرات الطلاب، من خلال تقديم العديد من البرامج الثقافية.
وناقش الروائي والكاتب المسرحي والناقد اللبناني إلياس خوري الحائز على العديد من الجوائز، أعماله الأدبية والرواية العربية، مستعرضًا تطورها خلال السنوات العشر الماضية، كما تحدث عن تطورات المشهد الأدبي العربي بشكل عام.
حاوره بلال الأرفه لي، رئيس قسم اللغة العربية والشرق الأدنى وأستاذ مشارك في الدراسات العربية، الجامعة الأمريكية في بيروت، موضحاً أن خوري لعب دوراً رئيسيًا في الثقافة العربية، وهو كاتب لأكثر من 12 رواية، وقد تمت ترجمة العديد منها، وله عدة دراسات نقدية.
وحول دور الأدب والكاتب في ظل الحروب الراهنة قال خوري، إن الكاتب عليه أن يكتب، فالكتابة أمر ذو حدين، ولا يمكن أن تكتب إذا لم تحب ما تكتب، هناك آلاف القتلى في العالم العربي خلال السنوات العشر الماضية، ولم نكن ندرك أن الحرب الأهلية اللبنانية لم تكن سوى بروفة لما حدث لاحقاً في ما يسمى بالربيع العربي، الذي شرد الآلاف والملايين من اللاجئين.
وتساءل هل نسينا إسرائيل كمؤسسة عنصرية في المنطقة قريبة من الفاشية، فمنذ الحرب العالمية الثانية، كانت التجربة الإنسانية تحاول بناء كرامة للإنسان ولكن للأسف واجهنا الواقع وهو التحول للأسوأ، الأمر الأول في الكتابة هو الحب، حب الشخصيات التي نكتب عنها، والحب خبرة شخصية إن لم تجربوها لن تصلوا إلى ما تصبون إلى تحقيقه، هناك دائما صعوبات لكن الكتابة مقاومة من خلال إعطاء معنى للغة، ما نواجهه هو لحظة عصيبة، ودور الكاتب هو أن يعيد المعنى للكلمات لا أن يخترع معنى جديداً، وإعادة المعاني للكلمات هو نوع من المقاومة في الكتابة، مضيفًا: لا تتوقعوا أن تقوم الرواية أو القصائد بثورة، هي تغير منظورنا، وقد تغير شيئا ما على المدى الطويل، تكتبون ولا تعرفون ما سيحدث لما كتبتم.
وبالنسبة للفرق بين الرواية والكتابة السياسية التي يقوم بها خوري كناشط سياسي، قال أنا أكتب مقالات، ولست كاتبًا سياسيًّا، إنما أقوم بدوري كمعلق على الأحداث، الكتابة السياسية الغرض منها هو قول الحقيقة، فالكاتب السياسي ينبغي أن يقول الحقيقة، بينما الروائي لا ينبغي أن يقول الحقيقة، كتابة الرواية ليست قول الحقيقة، ولكن تهدف إلى اكتشاف الحقيقة والمادة هي الخيال، عليك أن تصنع من الخيال واقعا، وفي بعض الأحيان يمكن للأدب أن يصبح حقيقة.
وفي إطار رده على إمكانية كتابته عن السوريين كما كتب عن الفلسطينيين، قال أتمنى أن أكتب عن سوريا، فالكارثة فيها كانت ثورة شعبية واجهها الجيش بطريقة وحشية، عندما أفكر بالثورة السورية وبالأمل السوري أشعر أني بلا أمل، ما حصل ليس تكراراً لفلسطين، ولا أحب المقارنة في هذا الوقت، أجدادنا في بداية القرن العشرين فشلوا في بناء الوعي، علينا أن نقوم باختراع الأمل.
وأضاف أن الأدب يمكنه خلق إدراك ووعي عميق يساعدنا على الاختيار عندما قرأت «رجال في الشمس»، لغسان كنفاني، كنت في السادسة عشرة، وربما كانت هذه بداية قراري للمشاركة مع المقاومة الفلسطينية.