عادي

عائشة البصري: الكتب الجيدة تمنعنا من الاسترخاء

02:00 صباحا
قراءة 3 دقائق
القاهرة: «الخليج»

تمارس الكاتبة المغربية «عائشة البصري» الكتابة في أكثر من اتجاه، ما بين الشعر والرواية والنقد، وقد ترجمت معظم كتاباتها إلى اللغات الإنجليزية والفرنسية والإسبانية، كما أنها شاركت في عدة مؤتمرات أدبية، داخل وخارج المغرب، وقد صدر لها في هذا الصدد: «مساءات - شرفة مطفأة - ليلة سريعة العطب»، وأيضا أصدرت في مجالي القصة والرواية «حفيدات جريتا جاربو- ليالي الحرير- بنات الكرز».
هنا حوار مع «عائشة البصري» حول المكتبة التي شكلت وجدانها وثقافتها.
* كيف كونت مكتبتك؟
- مكتبتي حديثة التكوين فقد كنت - حتى وقت قريب - أتشارك مكتبة البيت مع أفراد الأسرة، إلى أن أصبح من المستحيل استيعاب التشارك في مكتبة تتعدد فيها الأذواق والمرجعيات المختلفة، فمكتبة الكاتب مثل غرفة النوم تحتاج إلى قدر كبير من الخصوصية والهدوء، فخصصت غرفة للمكتبة.. أساسها كتب اقتنيتها منذ سنوات، والباقي اقتنيته تدريجيا من معارض الكتب، كما أتاحت لي الأسفار الفرصة لتكوين مكتبة سمعية، كذلك (موسيقى الشعوب) تسجيلات لقراءات شعرية لأسماء كبيرة بابلو نيرودا ومحمود درويش ونزار قباني ومنها تسجيلات نادرة.
* إلى أي مدى تتنوع الكتب في تلك المكتبة؟
- تتوزع الكتب بين ثلاث لغات: العربية والفرنسية والإسبانية.. منها كتب ثابتة لا يمكن الاستغناء عنها مثل القواميس والمعاجم، أحتاجها للتدقيق اللغوي وقت الكتابة، وكتب التاريخ، كتب تاريخ الفن، أنطولوجيات شعرية لبلدان مختلفة أرجع إليها بين الفينة والأخرى لتتبع المشهد الشعري العالمي.. لكن أغلبها روايات، البعض منها قراءات مؤجلة، الرفوف مرتبة حسب الأولويات والأهمية، لأن ترتيب مكتبة هو ممارسة صامتة لفن النقد كما يقول الكاتب الأرجنتيني لويس بورخيس.
* هل تتذكرين أول كتاب قرأته؟
- العبرات لمصطفى لطفي المنفلوطي.
* هل هناك كتاب معين تعيدين قراءته أكثر من مرة؟
هناك رواية أعدت قراءتها أكثر من مرة للكاتب المكسيكي خوان رولفو، الأب الروحي للواقعية السحرية، بعنوان «بيدرو بارمو»، وكتاب «رسائل إلى روائي شاب» للكاتب البيروي ماريو بارغاس يوسا.
* هل هناك كتب معينة تحرصين على أن تكون معك في أوقات السفر؟
- مع الكمبيوتر لا أحمل معي كتباً.. الكتاب الذي يرافقني في السفر يكون غالبا رواية كرفقة في الانتظارات الطويلة.
* هل يمكن أن تقرئي أثناء الكتابة؟
- بل بالعكس من الممكن أن أكتب وأنا أقرأ، هناك دائما قلم في يدي لتسجيل ملاحظات وأفكار.. الغريب أن بعض الكتب الجيدة تمنع عنك متعة القراءة باسترخاء لأنها تكون منبعاً لتداعيات إبداعية.
* هل ترتبط القراءة عندك بأوقات معينة؟
- عادة أخصص الصباح الباكر للكتابة، أما ما تبقى من النهار فهو للقراءة.. لكن إذا كنت ملزمة بقراءة كتاب فكري فأنا أضطر للتخلي عن وقت الكتابة لصالح القراءة.
* ماذا تفعلين بإهداءات الأصدقاء من الكتب؟
- أولاً أحرص على قراءة الكتب المهداة لي، احتراماً لصاحبها، فحين يهديك كاتب كتابه فهو يهديك قطعة منه ليس من اللائق إهمالها، كما أن بعض الإهداءات يصبح لها تاريخ فيما بعد.
* حين تفيض المكتبة عن الحاجة هل تتخلصين من كتب معينة؟
- هناك بعض الكتب تتحول إلى مهملات لا بد من التخلص منها، وأخرى لا تشيخ تظل بجانبنا، وقد نعود إليها بين الفينة والأخرى.. لكننا في بيتنا، ومرة كل سنة نقوم بعملية فرز الكتب ونهديها لمكتبات دور الشباب أو دور الطلبة ليستفيد منها آخرون، كما أنني تعلمت مع الوقت الاستغناء عن الكتب التي تفسد ذوق الكاتب وتضيع وقته.
* هل تعتمدين على معارض الكتب للتزود بالكتب الجديدة؟
- الكثير من كتب مكتبتي اشتريتها من معارض الكتب من داخل أو خارج المغرب.
* هل تحبين القراءة على الكمبيوتر؟
- أفضل القراءة في كتاب من ورق.. القراءة في كتاب لها متعة أكبر.
* هل تعيرين كتبك للأصدقاء؟
-
الكتب التي أقرؤها لا تصلح لقراءة شخص آخر.. الحواشي والتعليقات والخربشات التي أحدثها على الكتاب تجعل من المستحيل إعارته.. ثم إنه لي تجارب في مجال إعارة الكتب التي لا تعاد إلا بعد سنوات أو لا تعاد، بعض الكتب أعرتها وندمت ندماً شديداً لذا أنصح أصدقائي ألا يطلبوا مني كتابا، فذلك سيفسد علاقة الصداقة إلى الأبد.. هناك مقولة طريفة للكاتب الفرنسي أناتول فرانس: «لا تُعِر كتبكَ فلا أحد يُعيدها، الكتب الوحيدة الموجودة في مكتبتي هي كتب استعرتُها».
* هل هناك كاتب معين تحرصين على اقتناء كتبه؟
- ليس لدي كاتب معين أحرص على اقتناء كتبه، بل كتاب معينون أتابع إصداراتهم وجديدهم أغلبهم روائيون.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"