عادي
خزانة المعرفة

أنطولوجيا

04:22 صباحا
قراءة دقيقتين

الأنطولوجيا هي علم الوجود، أو مبحث الوجود. وهو مبحث فلسفي يسعى إلى تقديم نظرية للوجود، بشكل عام، أي الوجود في استقلال عن أشكاله وأنواعه الخاصة، ويعود مصطلح الأنطولوجيا إلى أصل يوناني، من كلمتين: onto، وتعني الوجود، وlogos، وتعني علم أو دراسة أو بحث أو خطاب.

يعود البحث في طرح المصطلح إلى أرسطو، إلا أن معالمه المبكرة يمكن ملاحظتها منذ فجر الفكر اليوناني عند بارمينيدس، الذي اعتبر أن الوجود يوجد من دون تبدل أو تغير، فحقيقة الوجود أنه واحد، ووحده الرأي يوهم بعكس ذلك، أي بالتغير والتعدد. غير أن أفلاطون وبعده أرسطو شددا معاً على فكرة تعدد الوجود، فقد أثار الأول في محاورة السوفسطائي مسألة اللاوجود الذي يحيل إلى التغير، كما حدد أرسطو الوجود أولاً كجوهر وثانياً كأعراض للجوهر.

وسارعت فلسفة القرون الوسطى إلى تبني رأي أرسطو؛ وذلك في سبيل تشييد برهان فلسفي يؤكد المقولات الدينية، وفي هذا الإطار تندرج جهود توما الأكويني، وسان أوغسطين، وابن رشد وغيرهم.

استخدم كانط مفهوم الأنطولوجيا؛ ليشير به إلى أسلافه من الفلاسفة وطرائق تفكيرهم، وحاول هو أن يقدم تصوراً جديداً للمفهوم، يتعلق بعلاقتنا بمعارفنا الأولية، وجاء ذلك في مشروع فلسفته النقدية التي تسعى إلى وضع حدود لتضخم الميتافيزيقا وهيمنتها على التفكير الفلسفي.

أما أدموند هوسرل فقد ميز بين أنطولوجيا كونية أصيلة وأنطولوجيا جهوية، فهناك خلف العالم بأكمله حقيقة واضحة وهدف ما، وهناك أنطولوجيا خاصة بتفاصيل الحياة وعلاقة الإنسان بها، وقد حاول أن يقرب بين المجالين في محاولته الشهيرة لتجاوز أزمة العلوم الأوروبية في بدايات القرن الماضي.

منح مارتن هايدجر مفهوم الأنطولوجيا أبعاداً جديدة؛ حيث ميز بين نوعين، الأنطولوجيا الأساس والأنطولوجيا التقليدية، والأول يشترط الثاني، فالعلم -مهما كان- ينطوي على أنطولوجيا، أي يتضمن موقفاً من الكون وتصوراً للحقيقة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"