عادي

السيد حافظ: كتبت الرواية يأساً من المسرح

05:04 صباحا
قراءة 3 دقائق
القاهرة: «الخليج»

ينتمي الروائي والكاتب المسرحي «السيد حافظ» إلى جيل السبعينات، وقد أصدر أكثر من مئة عمل إبداعي، يتراوح ما بين المسرح، والرواية، وأدب الطفل، ومن رواياته «كابتشينو»، و«قهوة سادة»، وقدمت مسرحياته على خشبة المسرح المصري، منها «حكاية الفلاح عبد المطيع»، و«حلاوة زمان»، ويركز الآن على كتابة الرواية يأساً من المسرح الذي يعاني حالة من التراجع، في هذا الحوار يقول بمرارة: «المسرح العربي مات».

* كيف ترى تجربتك بعد نصف قرن من الكتابة الإبداعية؟

- الكتابة قدر جميل، قدر فيه الكثير من المتاعب لأنك تحمل هم العالم، وهم الأمة، وتحمل هم ذاتك، وأكثر ما يتعبك أنك تحمل رسالة، هذه الرسالة قد تصطدم بالواقع السياسي والاجتماعي، لأن الكاتب - دائما- ما يكون على يسار السلطة، ليس مطلوباً منه أن يحمل رأيه، أو يخرج في تظاهرة، إنما عليه أن يشارك في صنع الوعي، وأن يحمله للناس، حتى يغير المجتمع. القوانين قد تضبط المجتمع في علاقاته، لكن نمو الوعي لا يأتي بالقوانين، وإنما يأتي بالثقافة، وأقول لك الحقيقة: أنا نادم لأنني أنفقت نصف قرن في الإبداع والتنوير، لأن كل من حملوا هذه الراية ماتوا فقراء، وماتوا ضحايا المجتمع، وماتوا مرضى، ويكفيني ما قاله توفيق الحكيم لأنيس منصور قبل وفاته بأيام: كنت أظن أن مهنة الكتابة مهنة رفيعة، لكنني اكتشفت أنها مهنة لا لزوم لها في المجتمع، لكن المسألة مجرد أقدار، فكلّ مسير لما خلق له، لقد أنفقت عمري في المسرح وكتبت 120 مسرحية، وكتبت عني مجموعة من الرسائل الجامعية، كان معظمها في الدول العربية، وأخيراً التفتت الجامعات المصرية لتجربتي.

* كيف تضع تجربتك في الكتابة لمسرح الطفل في هذا الإطار؟

- سعيد بتجربتي في «مسرح الطفل» التي قدمت من خلالها أكثر من خمس عشرة مسرحية، قدم منها للمسرح عشر مسرحيات.

* ما أهم ملامح المسرح الذي يكتبه السيد حافظ؟

- أنا أسيس المسرح، وأستخدم الموروث الشعبي العربي، وقدمت أعمالاً عن «عنترة بن شداد»، و«أبو زيد الهلالي»، و«علي بابا»، وقدمت مسرحيات من السير الشعبية العالمية، مثل «سندريلا»، وقدمت أيضاً مسرحيات سياسية عن القضية الفلسطينية، مثل مسرحية «سندس» التي قامت ببطولتها النجمة الكويتية هدى حسين عام 1984 وتمثل حالياً في عدد من المدارس المصرية، وفي المسرح التجريبي لدي أكثر من 40 مسرحية.

* ما أهم الركائز الفنية التي اعتمدت عليها في تجربتك المسرحية؟

- من الصعب أن تحدد ملمحاً محدداً في تجربتك، أنت تحمل مشروعاً لتوعية الناس، هناك هم بضرورة الوعي المجتمعي، أنا مهموم بقضية الإنسان في ظل الواقع الراهن، القضية الأساسية عندي هي «العدالة» السياسية والاجتماعية، في ظل فشل الاشتراكية، والرأسمالية الآن تثبت فشلها، وأنت ككاتب مطالب بالاقتراب من الأسئلة الكثيرة التي تؤرق المجتمع، وأولها: ماذا بعد؟ جغرافية العالم الآن تتغير، الإنسان العالمي في حيرة وقلق، والإنسان العربي تابع، من الصعب الخروج من دائرة العالم، فالعالم قرية واحدة.

* لماذا اتجهت في السنوات الأخيرة إلى كتابة الرواية؟

- اتجهت إلى كتابة الرواية يأساً من الكتابة للمسرح، لأن المسرح يشهد حالة من الركود، المسرح العربي قد مات، نقيم مهرجانات عربية لبث أوكسجين في جثة هذا المسرح بلا جدوى، كذلك المسرحيون أنفسهم اتجهوا للمسرح الكوميدي، وتركوا المسرح الحقيقي، وأصبح للتلفزيون مسرح، الرواية بالنسبة إلي مشروع تصحيح للتاريخ العربي، الرواية هي تاريخ للسيرة الذاتية، وكذلك هي الفن المتنوع الذي يحتوي على كل الفنون البصرية، والفنية.

* في رواياتك خلفية مسرحية من خلال تعدد الأصوات وغيرها من التيمات إلى أي حد ترى هذا التأثر؟

- كان حلماً عند توفيق الحكيم أن يكتب رواية ممزوجة بالمسرح، فكتب في عام 1963 «بنك القلق»، وكتب يوسف إدريس «نيويورك» في محاولة لهذا المزج، كان عندي مشروع متكامل اسميه «مسرواية» حيث يمتزج المسرح بالرواية، جاء ذلك بعد أكثر من أربعين عاماً من الكتابة المسرحية، ثم اكتشفت مناطق أخرى في الكتابة مثل السيناريو، فقد كتبت أكثر من 15 سيناريو مثلت في التلفزيونات العربية، المسألة عندي ارتبطت بالخروج من أطر الكتابة التقليدية.

* في أعمالك هناك حالة من المكاشفة والرصد، كيف تجهز لأعمالك؟

- اللغة الشعرية هي أهم العناصر التي أعتمد عليها، فلغة الشعر هي لغة المستقبل، الشعر ليس لغة القصيدة فقط، القصيدة اختنقت، أحاول توظيف هذه اللغة في أعمالي، ففي اعتقادي أن الأعمال التي تعتمد على السرد الخالص تفتقد كثيراً من الحيوية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"