عادي
في لقاء «الثأر والذهب»

البرازيل تعانق المجد الأولمبي بذهبية الكرة

02:30 صباحا
قراءة 4 دقائق
أخيراً اقتنص البرازيليون لقبهم الأولمبي الضائع من داخل معبدهم الكروي «ماراكانا»، عندما قادهم الولد الذهبي نيمار إلى الفوز على المانيا بركلات الترجيح 5-4 بعد تعادلهما 1-1 في الوقتين الأصلي والإضافي أمس الأول في نهائي مسابقة كرة القدم للرجال في ألعاب ريو دي جانيرو الأولمبية.
وطردت البرازيل قسماً من شياطينها على أرضها، فبعد خسارتها المؤلمة أمام الأوروغواي 1-2 في المباراة الحاسمة لمونديال 1950 في الملعب المهيب قبل تجديده، ثم سقوطها المفجع أمام ألمانيا بالذات 1-7 في نصف نهائي مونديال 2014 في بيلو هوريزونتي، أكملت مجموعة ألقابها بذهبية بحثت عنها في 13 مشاركة أولمبية من دون جدوى.
قبل ريو 2016، افلتت الذهبية من البرازيل ثلاث مرات في النهائي، فخسرت في لوس أنجلوس 1984 امام فرنسا صفر-2، وسيؤول 1988 أمام الاتحاد السوفييتي 2-1 بعد التمديد، ثم في النسخة الماضية في لندن 2012 أمام المكسيك 1-2 عندما كان نيمار في صفوفها، لكن النهائي الرابع تحقق في عقر دارهم وملعبهم الذي تحول أخيراً من نقمة عليهم إلى نعمة.
كان نيمار العقل الهجومي للبرازيل، فبعد نصف نهائي كأس العالم عندما غاب عن مواجهة ألمانيا الكارثية لإصابته بظهره في مباراة كولومبيا، ثم غيابه عن خسارة ربع نهائي كوبا أمريكا 2015 أمام البارغواي بركلات الترجيح، ورفض برشلونة مشاركته مع بلاده في كوبا أمريكا الأخيرة مع بلاده خوفاً من إجهاده، بحث مهاجم برشلونة الإسباني عن ثأر شخصي، كان له ما أراد على ملعب منح فيه البرازيل سابقاً لقب كأس القارات 2013 عندما سجل أحد أهداف الفوز على إسبانيا (3-صفر).
وسجل نيمار هدف الافتتاح من ركلة حرة رائعة ثم انتظر حتى اللحظة القاتلة ليجسد دور البطل الكبير بترجمة ركلة الترجيح الحاسمة.
ودخلت البرازيل المباراة النهائية وشباكها لم تهتز ولو لمرة واحدة، فيما سجل هجومها 12 هدفاً.
والتقى الفريقان 3 مرات في الأولمبياد ربع نهائي 1952 عندما فازت ألمانيا 4-2، الدور الأول في 1984، حيث فازت البرازيل 1-صفر، ونصف نهائي 1988 عندما فازت البرازيل بركلات الترجيح 3-2 بعد تعادلهما 1-1.
بدورها، فشلت ألمانيا في التتويج الأولمبي من أول نهائي لها، إذ غابت منذ 1988 وخرجت فائزة للمرة الأولى من الدور نصف النهائي الذي سقطت فيه مرتين في السابق عام 1964 عندما خرجت على يد تشيكوسلوفاكيا (1-2) وعام 1988 حين خاض مشاركته الأولمبية الأخيرة وخرجت على يد البرازيل بالذات بركلات الترجيح.
معظم الكرات البرازيلية مرت في الشوط الأول بلاعب الوسط المخضرم ريناتو أوغوستو، فيما حاول الأخوان زفن ولارس بندر قطع الكرات وإيصالها إلى سيرج غنابري وديفي سيلكه.
ومن إحداها هيأ غنابري الكرة ليوليان براندت على حافة المنطقة، فأطلقها لولبية رائعة هبطت على عارضة الحارس ويفيرتون، تابعها بنظره تنقذ مرماه من هدف ألماني محقق (10)، ورد نيمار بتمريرة في عمق الدفاع إلى دوغلاس سانتوس عسكها عرضية بيسراه إلى لوان تابعها في الدفاع المتربص (14).
وبعد عدة ركلات ثابتة للمضيف، نفذ نيمار ركلة حرة بالغة الروعة في المقص الأيمن لمرمى هورن بمساعدة العارضة مفتتحاً التسجيل ومطلقاً عاصفة تشجيع جنونية في ملعب تبلغ سعته 78 ألف متفرج وأكثريته الساحقة داعمة للفريق الأصفر (27)، احتفل نيمار، مهاجم برشلونة الإسباني، أمام الجماهير بفتح يديه على طريق العداء الجامايكي الأسطوري أوساين بولت الذي كان حاضراً بين الجماهير.
امتصت البرازيل ردة فعل الألمان بعد الهدف الاول، نيمار يطالب الجماهير، المشتعلة أصلاً، بمزيد من التشجيع، فنجح أبناء المدرب روجيريو ميكال بالدخول إلى غرف الملابس متقدمين 1-صفر.
في بداية الشوط الثاني، كانت ألمانيا الأفضل، فاستحوذت على الكرة حتى الدقيقة 59 عندما وصلت عرضية جيريمي توليان من الجهة اليمنى إلى القائد مكسيميليان ماير الخالي من الرقابة داخل المنطقة، فسددها بيمناه أرضية إلى يمين الحارس الذي اهتزت شباكه لأول مرة في الدورة.
وأطبقت البرازيل بشكل رهيب على الألمان في آخر ربع ساعة، وكان الحارس هورن متيقظاً دوماً لسد أي فراغ دفاعي، إلى أن انتهى الوقت الأصلي بالتعادل 1-1.
بدأ الشوط الإضافي الأول مع تغيير برازيلي بدخول رافينيا الكانتارا بدلاً من جيزوس غير الموفق (95)، تباطأ بعدها لوان المنفرد من منتصف الملعب في ترجمة كرته أمام الدفاع الالماني المرتد، وندرت الفرص في الشوطين الإضافيين تحسباً لأي خطأ دفاعي وبسبب الإرهاق.
وفي ركلات الترجيح افتتح ماتياس غينتر لألمانيا وكاد يصدها ويفيرتون 1-صفر، ثم عادل ريناتو أوغوستو 1-1. وتقدم سيرج غنابري بكرة كاد يصدها أيضاً ويفيرتون 2-1 ثم عادل ماركينيوس 2-2. ومنح يوليان براندت التقدم لألمانيا 3-2 ثم عادل رافينيا بيسراه أرضية 3-3.
مرة جديدة تقدمت ألمانيا عبر نيكلاس سويلي انقض عليها ويفيرتون 4-3 قبل أن يعادل لوان 4-4.
واهدر نيلز بيترسن الركلة الأخيرة لألمانيا صدها ويفيرتون، قبل أن يفجر نيمار فرحة لا توصف في الملعب مسجلاً هدف الفوز (5-4).
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"