الأمراض الروحية . . كيف نعالجها؟ (1-2)

03:15 صباحا
قراءة 3 دقائق
الأمراض الروحية هي التي تكون أسبابها السحر أو الحسد أو المسّ الشيطاني، مع العلم بأن هذه الأمراض قد تكون سبباً في كثير من الأمراض العضوية أيضاً .
والفرق بين الأمراض الروحية والأمراض العضوية، أن الروحية تعالج بالقرآن والسنة، أما العضوية فتعالج بالطب المعروف، وإذا لم ينفع فتعالج بالكتاب والسنة من خلال الرقية الشرعية .
فالأمراض الروحية، إذاً، تعالج بالقرآن والسنة، والطب الحديث لا يعالجها، لأنها متقلبة نتيجة صراعها مع الأرواح الخبيثة، فمرة يشعر المريض بألم في رأسه، ومرة في معدته وهكذا .
أما الأمراض العضوية، فيمكن أن يكتشفها الطبيب من خلال الفحوص والتحاليل، لأنها محسوسة ومشاهدة، ومستقرة نوعاً ما .
والذي يعالج الأمراض الروحية، ينبغي أن يكون من أهل الاختصاص أيضاً، فبعد التزامه بكتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ينبغي أن يكون على علم بالجن وأحوالهم، وأن يحصّن نفسه أولاً بالتحصينات القرآنية والنبوية، قبل أن يبدأ علاج المريض، وقد ورد عن الشيخ ابن تيمية قوله: إن كان الجن من العفاريت، وكان المعالج ضعيفاً فقد يؤذيه، فينبغي لمثل هذا أن يحترز بقراءة التعوذات مثل آية الكرسي والمعوذات والصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم والدعاء ونحو ذلك مما يقوي الإيمان، ويجتنب الذنوب التي بها يسلطون عليه، فإنه (أي المعالج) مجاهد في سبيل الله تعالى، وهذا من أعظم الجهاد .
كما ينبغي للمعالج أن يبتغي بعمله وجه الله تبارك وتعالى، وإن أعطي شيئاً من غير طلب فلا بأس، لكن أن يجعل المادّة أساساً وهدفاً رئيسياً لقيامه بالرقية الشرعية فلا .
وينبغي أن تتوافر في المريض أثناء العلاج من الأمراض الروحية ما يلي:
1- أن يتوجه إلى الله تعالى بقلبه، ويبتعد عن الشركيات مثل التمائم والحجب .
2- إذا كان المريض امرأة والراقي غير محرم لها، وجب على الراقي أن يعالجها مع وجود محرم، وبحيث لا تكون متبرجة ولا متعطرة .
3- أن يكثر المريض في أثناء فترة علاجه، من الدعاء والصلاة وقراءة المعوذات، بل ويفعل ذلك قبل بفترة، فقد ثبت أن ذلك يضعف الجن، فيسهل على المعالج طردهم بعد ذلك .
أقول: وربما أنكر بعضهم وجود الجن، أو أنكر قدرتهم على إيذاء البشر، لكن وجودهم ثابت في الكتاب والسنة، وهناك شواهد على وجودهم، بل ويسكنون معنا في بيوتنا، ويأكلون ويشربون معنا ويلبسون ملابسنا .
ومما ينبغي أن يعلمه كل مسلم، أن البسملة والاستعاذة لا تصرفان الجن والشياطين عنا نهائياً، بل تبعدانهم عن العمل الذي نحن بصدده في ذلك الوقت، ويبقون على مقربة ينتهزون فرصة الرجوع مرة أخرى، لذلك فإن الدين يأمرنا بأن نبقى على طهارة دائماً، وعلى الذكر والقراءة حتى لا نعطيهم فرصة .
وقد ثبت أن غير المتحصنين، يبقى الشيطان أو الجن بداخلهم، يأكل ويشرب وينكح معهم، بل ويدخل معهم المسجد، ويحضر مجالس الاجتماعات معهم، وكلما ذكروا الله تعالى تأذى الشيطان أو الجني .
ومن اليقين أن ذكر الله تعالى إذا لم يكن مكثفاً لا يحمينا من الشياطين المتجوّلة كما يقول الشيخ مصطفى كمال البنا في كتابه "الطاقة الشفائية في القرآن الكريم" . بل يحمينا من ضعفاء الشياطين الذين لا يحتملون ذكر الله، أما مردة الشياطين، أو الجن المتلبسون داخل أجسام بعض الناس، فإنهم يحتاجون إلى تحصن مكثف، لذلك فإن الذي يقوم بإخراجهم من جسم المريض، يأخذ أياماً حتى يخرجهم لأنهم يقاومون .

د . عارف الشيخ

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

مؤلف وشاعر وخطيب. صاحب كلمات النشيد الوطني الإماراتي، ومن الأعضاء المؤسسين لجائزة دبي للقرآن الكريم. شارك في تأليف كتب التربية الإسلامية لصفوف المرحلتين الابتدائية والإعدادية. يمتلك أكثر من 75 مؤلفا، فضلا عن كتابة 9 مسرحيات وأوبريتات وطنية واجتماعية

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"