جمعة القبيسي

02:40 صباحا
قراءة دقيقتين

إبراهيم الهاشمي
من يتذكر أنشطة وفعاليات المجمع الثقافي بأبوظبي ودار الكتب الوطنية وما حوته من نفائس ومخطوطات وكتب، من يتابع أنشطة هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة عبر مشروع «كلمة» وإصداراتها غير النمطية البديعة ومشروع «قلم» لإصدار إبداعات الكتاب المواطنين، من تابع تأسيس جائزة الشيخ زايد للكتاب، من زار معرض أبوظبي الدولي للكتاب في كل دوراته، لابد أن يطل عليه وجه جمعة عبدالله القبيسي، الذي كان يشغل منصب المدير التنفيذي لدار الكتب في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، ذلك الرجل الهادئ الوقور، المعطاء، صديق جميع المثقفين على اختلاف مشاربهم، وصديق كل الناشرين من عرب وأجانب. بصمتُه ما زلنا نتلمسها ونراها في كل نشاط ثقافي في أبوظبي، سقى معرض الكتاب بصبر وأناة حتى تحول إلى قطب من أقطاب المعرفة ونشرها في الإمارات والوطن العربي، وأحد المعارض التي يُشار إليها بالبنان تنظيماً وحريةً وتكريساً للمهنية في عالم النشر.
لم يمر عام من أعوام عمله إلّا وكان له شيء جديد يقدمه للساحة الثقافية والإبداعية، هنا جائزة ومعرض فني مبتكر، ونشاط متنوع يغرس في نفوس الناشئة حلماً جميلاً سيكبر ذات يوم، موسيقى من كل بقاع العالم، عرّفنا على الكثير من مثقفي ومبدعي مختلف أطياف الإبداع الذين تتم استضافتهم على مدار السنة ليشاركونا عقولهم ونتاجهم وخبراتهم.
كتب مميزة ترجمت لترفد الساحة بكل ما يمكن أن يغنيها ويشبع نهمها للثقافة والمعرفة الإنسانية، فتح الكثير من النوافذ على مشاريع ثقافية ما زال صداها يتردد في أرجاء الوطن، دعم الكثير من البرامج البحثية التي غاصت في رصد تاريخ هذا الوطن سياسياً واجتماعياً وثقافياً وتراثياً.
جمعة القبيسي.. لن نقول إنه رجل من رجالات الزمن الجميل، بل رجل من رجالات العطاء الجميل والبناء الصادق، رجل من رجالات نكران الذات والبذل من دون منة أو خيلاء. رجل من رجالات العمل بصمت ومثابرة من دون كلل ولا ملل. رجل يسبق اسمه مواقفه، ويسبق صوته عطاءه، رجل ثقافة وإبداع من الطراز الأول بل من الطراز النادر، له الكثير من الجميل على الثقافة في هذا الوطن.
لا نستطيع إلّا أن نقول شكراً، وليس لمداها حد «ولن نوفيك حقك» ومن القلب لجمعة القبيسي، فعطاؤك في كل مكان، لكن أين جمعة القبيسي؟

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"