عادي
مسرح المجاز يستضيف ركناً يضم مطبوعات ودوريات

مجلس نادي الشارقة للصحافة يحيي ذاكرة صاحبة الجلالة

04:59 صباحا
قراءة دقيقتين
الشارقة: أمل سرور

لصاحبة الجلالة ذاكرة لا تنسى، تحتفظ بكل ما يحمل رائحة الماضي العتيق. ورقها الذي يتشح بالاصفرار يبوح برائحة أزهى من العطور الباريسية، ويفوح منه عبير الثقافة والأدب، ساحر هو ورق مهنة المتاعب، يبعث في النفس الراحة والسرور، يصحو مبكراً مع ندى الصباح متراصاً كالبنيان العتيد لتتناقله الأيادي في الأماكن العامة والمقاهي. مشاهد تحمل معاني كثيرة تداعب أروقة ذكريات الصحافة الورقية، وهي تحبو في عالمها لتصل بسرعة البرق إلى قلوب جماهيرها.

مشاهد كثيرة تجتاحك وتطاردك ما إن تدخل إلى الركن الأصيل الذي يشارك به مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث بدبي، في فعاليات النسخة الثامنة من المجلس الرمضاني الذي ينظمه نادي الشارقة للصحافة التابع للمكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، في مسرح المجاز.

الركن يضم مجموعة من الصحف والدوريات، ويتأمل الزائر جيداً تلك المطبوعات التي اتشحت بالاصفرار نظراً لقدمها، ويشاهد من خلف زجاج منصة العرض العدد الأول من صحيفة «الأهرام» المصرية، التي أسسها الشقيقان بشارة وسليم تقلا، والصادر في الخامس من أغسطس/ آب 1876 في الإسكندرية، قبل أن تنتقل إلى القاهرة في نوفمبر/ تشرين الثاني 1899. ومن أعرق الصحف المصرية إلى لبنان مهد صاحبة الجلالة، يضم المعرض النسخ الأولى لصحيفة الأحرار المصورة التي أسسها جبران تويني، مؤسس جريدة النهار اللبنانية. ومن دمشق يعرض المركز العدد الأول من مجلة «الميزان» الصادر في 20 يناير/ كانون الثاني 1925، وأسس المجلة أحمد شاكر الكرمي، واستمر صدورها عامين. ويتزين الجناح بالعدد الأول من مجلة «الكويت» التي أصدرها عبدالعزيز الرشيد سنة 1927، وهي تعدّ أول مجلة تصدر في الكويت، وفي الخليج العربي. ومن الدوريات الأخرى المعروضة مجلة «الكتاب»، و«الكاتب المصري»، و«كلمة ونص»، و«الأستاذ»، و«الأدب والفن».

وأهم ما يلفت النظر في تجوالك بين إصدارات صاحبة الجلالة القديمة في جناح جمعة الماجد للثقافة والتراث، هو الإقبال اللافت من قبل الشباب من الجنسين على زيارة هذا الركن، وعلى حد قول حمدان الشحي، إنها زيارة ثرية ومفيدة أتاحت فرصة الاطلاع على نوادر الدوريات والصحف القديمة للتعرف إلى جزء من تاريخ الصحافة العربية، وهو تاريخ لا يتجزأ من هويتنا.

حصة الشامسي، وصفت جناح المركز الذي تزوره كلما جاءت لحضور إحدى الجلسات الرمضانية التي ينظمها نادي الشارقة للصحافة، بالعبقري، والرائد، بل والمتفرد، لأنه على حسب قولها: يسلط الضوء على مرحلة مهمة للغاية في تاريخ الصحافة الورقية التي لا تزال تحتفظ برونقها، وبهجتها.

المانشيت باللون الأحمر، والأيادي التي تتهافت من أجل اللحاق بالجريدة قبل نفادها عند البائع، خاصة مع الأحداث الكُبرى، كل هذه الأشياء أعادها لنا معرض ذاكرة الصحافة. بتلك العبارات بدأت منى أحمد حديثها قائلة: ركن ناجح باقتدار، والحقيقة أن مركز جمعة الماجد يبدع ويتفرد دوماً في اقتناء كل ما يخص تاريخنا وهويتنا، ويحافظ على حضارتنا، وهذا الجناح نجح بالفعل في أن يعيدنا إلى الماضي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"