القاص المصري الراحل زهير الشائب الذي ترجم بمجهود فردي موسوعة "وصف مصر"، له قصة قصيرة ملخصها أن فلاحاً عزل رقعة من أرضه الزراعية موبوءة بالحشائش، وأحاطها بردمية من التراب حتى لا تصل إليها المياه . ونجح التدبير فقد صَوحت الحشائش الضارة واصفرت وجفت، لكن ريحاً بليل عصفت بالنباتات الجافة ونثرتها في بقية الرقعة الطيبة . وكانت النتيجة أن الحشائش الضارة انتقلت إلى المنطقة الصحيحة، وغزتها، فيما المنطقة المعزولة لم تعد تنمو فيها الحشائش .
قصة بسيطة نستذكر رمزيتها البليغة اليوم مع حلول الذكرى الثالثة عشرة لأحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001 في نيويورك وواشنطن . وهي الأحداث التي طبعت بداية الألفية الثالثة، ولم يعد العالم بعدها مثلما كان قبلها .
استغل المحافظون الجدد الذين كانوا يحكمون البيت الأبيض ومستشاروهم يتحكمون في وزارة الدفاع (البنتاغون)، الأحداث لإطلاق حملة "الحرية الدائمة" لغزو أفغانستان أولاً، ثم العراق ثانياً، وترهيب وترغيب المناوئين بشعار "من ليس معنا فهو ضدنا" .
كان الروْسَم (الاكليشيه) الرائج على لسان المسؤولين الأمريكيين والناطقين باسم البيت الأبيض ووزارتي الخارجية والدفاع، أن الولايات المتحدة تفعل ما تفعله بمساندة حلفائها من أجل جعل العالم مكاناً أكثر أمناً فهل صحيح أن العالم أصبح أكثر أماناً؟
انتقمت الولايات المتحدة لكرامتها الجريحة، وذهبت إلى الحرب من دون موافقة الأمم المتحدة وخارج إطار القانون الدولي، وكان ثأرها مكلفاً لها أولاً بحساب الانفاق العسكري والخسائر البشرية وسط جنودها، وكانت حصيلة الضحايا والخسائر في أفغانستان والعراق وباكستان واليمن والصومال فادحة .
وشاهت صورة الولايات المتحدة في العالم ففضلاً عن انتهاك القانون الدولي، ارتكبت فظاعات على مستوى حقوق الإنسان، وكانت فضائح السجون السرية والطائرة وعورة غوانتانامو الفاضحة والتعذيب واتباع أساليب غير إنسانية في التحقيق، مع ما تلى ذلك من فضائح التجسس والتنصت حتى على الأمريكيين . . والقائمة تطول .
الحربان الأمريكيتان ضد الإرهاب في إطار عملية الحرية الدائمة، لم تجعلا العالم أكثر أماناً، فقد استشرى الإرهاب، وضرب في بريطانيا مرتين وفي إسبانيا وفي الهند وباكستان واليمن والصومال والعراق وسوريا ولبنان وكينيا وسيناء المصرية وليبيا وتونس والنيجر ومالي ونيجيريا وإندونيسيا .
الأكثر خطراً أن سلالة جديدة من الإرهاب ولدت وأثارت الفزع في العالم أجمع، ما دعا الولايات المتحدة للعودة للحديث عن تحالف دولي جديد يستنسخ تحالف 2001 لمواجهة تنظيم "داعش" المتطرف الذي يختلف عن القاعدة في أنه يسيطر على أراض في سوريا والعراق ويمتلك أموالاً طائلة ويجتذب مقاتلين أجانب من الدول الغربية، يمكن أن يسافروا ويعودوا بجوازات سفر غربية من دون عوائق .
وصف رئيس الأركان البريطاني السابق الجنرال ديفيد ريتشاردز مقاتلي "داعش" المتمرسين بأنهم يجعلون أسلافهم من القاعدة مجرد "فتية كشافة"، وذكر الرئيس الأمريكي باراك أوباما وصفاً مشابهاً بالقول إن داعش "نما ولم يعد فريقاً لاسكواش الناشئين" .
بغض النظر عن نظريات المؤامرة التي تفسر أحداث 11 سبتمبر، التي قتل فيها نحو ثلاثة آلاف شخص في الولايات المتحدة، وأدى رد الفعل الانتقامي إلى قتل عدد أكبر من هذا الرقم من الجنود الأمريكيين وحلفائهم في أفغانستان والعراق، وإذا كان الأمر يتعلق بالأرقام، ماذا فعلت الإدارة الأمريكية أسيرة النظام الرأسمالي المتوحش حيال إرهاب الشوارع الذي يقتل 30 ألف أمريكي سنوياً ضحايا حرية حمل السلاح .
قصة بسيطة نستذكر رمزيتها البليغة اليوم مع حلول الذكرى الثالثة عشرة لأحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001 في نيويورك وواشنطن . وهي الأحداث التي طبعت بداية الألفية الثالثة، ولم يعد العالم بعدها مثلما كان قبلها .
استغل المحافظون الجدد الذين كانوا يحكمون البيت الأبيض ومستشاروهم يتحكمون في وزارة الدفاع (البنتاغون)، الأحداث لإطلاق حملة "الحرية الدائمة" لغزو أفغانستان أولاً، ثم العراق ثانياً، وترهيب وترغيب المناوئين بشعار "من ليس معنا فهو ضدنا" .
كان الروْسَم (الاكليشيه) الرائج على لسان المسؤولين الأمريكيين والناطقين باسم البيت الأبيض ووزارتي الخارجية والدفاع، أن الولايات المتحدة تفعل ما تفعله بمساندة حلفائها من أجل جعل العالم مكاناً أكثر أمناً فهل صحيح أن العالم أصبح أكثر أماناً؟
انتقمت الولايات المتحدة لكرامتها الجريحة، وذهبت إلى الحرب من دون موافقة الأمم المتحدة وخارج إطار القانون الدولي، وكان ثأرها مكلفاً لها أولاً بحساب الانفاق العسكري والخسائر البشرية وسط جنودها، وكانت حصيلة الضحايا والخسائر في أفغانستان والعراق وباكستان واليمن والصومال فادحة .
وشاهت صورة الولايات المتحدة في العالم ففضلاً عن انتهاك القانون الدولي، ارتكبت فظاعات على مستوى حقوق الإنسان، وكانت فضائح السجون السرية والطائرة وعورة غوانتانامو الفاضحة والتعذيب واتباع أساليب غير إنسانية في التحقيق، مع ما تلى ذلك من فضائح التجسس والتنصت حتى على الأمريكيين . . والقائمة تطول .
الحربان الأمريكيتان ضد الإرهاب في إطار عملية الحرية الدائمة، لم تجعلا العالم أكثر أماناً، فقد استشرى الإرهاب، وضرب في بريطانيا مرتين وفي إسبانيا وفي الهند وباكستان واليمن والصومال والعراق وسوريا ولبنان وكينيا وسيناء المصرية وليبيا وتونس والنيجر ومالي ونيجيريا وإندونيسيا .
الأكثر خطراً أن سلالة جديدة من الإرهاب ولدت وأثارت الفزع في العالم أجمع، ما دعا الولايات المتحدة للعودة للحديث عن تحالف دولي جديد يستنسخ تحالف 2001 لمواجهة تنظيم "داعش" المتطرف الذي يختلف عن القاعدة في أنه يسيطر على أراض في سوريا والعراق ويمتلك أموالاً طائلة ويجتذب مقاتلين أجانب من الدول الغربية، يمكن أن يسافروا ويعودوا بجوازات سفر غربية من دون عوائق .
وصف رئيس الأركان البريطاني السابق الجنرال ديفيد ريتشاردز مقاتلي "داعش" المتمرسين بأنهم يجعلون أسلافهم من القاعدة مجرد "فتية كشافة"، وذكر الرئيس الأمريكي باراك أوباما وصفاً مشابهاً بالقول إن داعش "نما ولم يعد فريقاً لاسكواش الناشئين" .
بغض النظر عن نظريات المؤامرة التي تفسر أحداث 11 سبتمبر، التي قتل فيها نحو ثلاثة آلاف شخص في الولايات المتحدة، وأدى رد الفعل الانتقامي إلى قتل عدد أكبر من هذا الرقم من الجنود الأمريكيين وحلفائهم في أفغانستان والعراق، وإذا كان الأمر يتعلق بالأرقام، ماذا فعلت الإدارة الأمريكية أسيرة النظام الرأسمالي المتوحش حيال إرهاب الشوارع الذي يقتل 30 ألف أمريكي سنوياً ضحايا حرية حمل السلاح .
عثمان النمر
Osnim@ hot mail. com