قبل مدة نشرت إحدى الصحف الأسبوعية في الولايات المتحدة دائرة زرقاء اللون وذكرت أن أحد العلماء الروحانيين شحنها بقوته الروحية، وطلبت من قرائها لمس الدائرة بإصابعهم لكي تنتقل القوة الروحية إليهم ويصبح في استطاعتهم جلب حبيب عاذل، أو رد غائب، أو الشفاء من مرض، أو الحصول على النجاح والمال، وفي الأسبوع التالي ردت صحيفة أخرى بنشر صورة للدجال الإسرائيلي يوري جيلر الذي يطوي الملاعق والسكاكين بمجرد النظر إليها، وطلبت من قرائها التركيز على عينيه في ساعة معينة من أحد أيام الأسبوع، حددتها الصحيفة، لأن جيلر سيكون في تلك الساعة على اتصال بهم لشحنهم بقوته الروحية.
وسوق الدجل في الولايات المتحدة مفتوح على مصراعيه، ويزعم بعض كبار المسؤولين في البيت الأبيض وفي مقدمتهم الرئيس بوش ونائبه ديك تشيني ووزير دفاعه السابق دونالد رامسفيلد، إنهم يمتلكون قوى روحية خاصة، وفي موسكو كان الرئيس الأسبق بوريس يلتسين يؤمن بالأشباح والأرواح، وفي عهده كان الساحر يوري لونجو من أكثر الشخصيات نفوذاً في روسيا، كما قرب يلتسين منه مشعوذة روسية تزعم أنها تشفي باللمس، ولذلك فإننا لا نستغرب انتشار الأوليجارشية في عهده، حيث نهب دجالون ثروة البلاد وهربوا الى الخارج، أما خلفه بوتين فإنه يتمتع بتماسك في الشخصية جعله أكثر واقعية.
ولجوء الشخصيات المعروفة للشعوذة ليس جديداً، فقد كانت الكساندرا زوجة القيصر نيكولاس الثاني خاضعة لتأثير دجال اسمه راسبوتين يقول معاصروه من الروس إنه كان طبيباً ومحسناً كبيراً، بينما يقول الشيوعيون إنه كان زير نساء ودجالاً كبيراً قاد روسيا الى الدمار بسبب تأثيره في الكسندرا وتأثير الكسندرا في زوجها القيصر.
وكانت زوجة الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريجان تستشير المشعوذين قبل أن يخطو زوجها أية خطوة، أو يتخذ قراراً سياسياً كبيراً، وكشفت الصحف الأمريكية أن هيلاري كلينتون تلجأ بدورها الى استشارة المشعوذين، ويقول أحدهم إنه كان يشحنها بقواه الروحية أثناء حملتها الانتخابية، ولكنه لا يقول لماذا هزمها أوباما.
